ميدفيديف: قلت لأوباما إن رأيك «لا يمثل أي أهمية» لنا

واشنطن وموسكو تتباينان في نقل ما دار بين الرئيسين هاتفيا

ميدفيديف خلال وصوله لإلقاء كلمة أمام مسؤولين في الحزب الحاكم بموسكو أمس (أ.ب)
TT

أعرب الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أمس عن رفضه للانتقادات الأميركية للانتخابات التشريعية التي جرت في روسيا، وقال إنه أبلغ نظيره الأميركي باراك أوباما خلال اتصال هاتفي أن رأيه لا يمثل «أي أهمية» بالنسبة لموسكو.

وقال ميدفيديف أمام مسؤولي حزب «روسيا الموحدة» الحاكم في معرض حديثه عن الاتصال الذي جرى بينه وبين أوباما أول من أمس: «بالطبع كان علي أن أقول له شيئا: يمكنكم أن تعتبروا انتخاباتنا كيفما شئتم، هذا شأنكم. ولكن بصراحة نحن لا نوليه أي أهمية». وأضاف بحسب ما نقلت عنه وكالة «إنترفاكس» للأنباء «نحن بلد كبير وقوي ويتمتع بالسيادة».

واعتبر الرئيس الروسي أن بعض تصريحات الحكومة الأميركية بخصوص الانتخابات الروسية الأخيرة غير مقبولة ومثيرة للغضب. وقال ميدفيديف إن روسيا منفتحة تجاه النقد السليم، لكن استخدام «نبرة مثل التي كانت في الحرب الباردة»، غير مقبول الآن.

وكان الكرملين قد أعلن أن الرئيس الأميركي اتصل بنظيره الروسي لتهنئته بانضمام بلاده إلى منظمة التجارة العالمية. كما أكد البيت الأبيض إجراء أوباما اتصالا هاتفيا مع ميدفيديف، لكنه اكتفى بالإشارة إلى أن الحديث تناول أيضا «الانتخابات (التشريعية) الأخيرة في روسيا والمظاهرات التي أعقبتها». وقالت الرئاسة الأميركية إن أوباما «تحدث عن المعلومات حول عيوب شابت طريقة إجراء الانتخابات، وأشاد بالتزام الرئيس ميدفيديف التحقيق في هذه الاتهامات». وأشار أوباما إلى «المظاهرات السلمية التي جرت في روسيا وأشاد بإتاحة السلطات الحكومية الروسية الشروط الملائمة لتجري هذه المظاهرات بشكل سلمي وقانوني».

وأكد الرئيس الروسي أمس أن بلاده تريد مواصلة فصل جديد في العلاقات مع الولايات المتحدة، لكنه شدد على أن موسكو لن تهاب شيئا وستواصل الاهتمام بمصالحها القومية. وأوضح أن ذلك ينطبق أيضا على الخطط الأميركية الخاصة بإقامة درع صاروخية في أوروبا. وقال ميدفيديف بشأن ذلك: «إذا لم يتم الإنصات إلينا فسنرد». وتهدد روسيا، في حال نفذت الولايات المتحدة خططها، بتسليح مقاطعة كالينينغراد الروسية المتاخمة للحدود البولندية.

وكان ميدفيديف تعهد يوم الأحد الماضي بإجراء تحقيق حول الادعاءات بعمليات تزوير بعد المظاهرات غير المسبوقة التي عمت روسيا احتجاجا على نتائج الانتخابات التشريعية التي فاز بها الحزب الحاكم. واتهم رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بإشعال المظاهرات بتشكيكها في شرعية الانتخابات.

لكن الاعتراض على الانتخابات الروسية الأخيرة لم ينحصر في التصريحات مع مرور أسبوعين على الاقتراع. فقد نظمت المعارضة مجددا أمس مظاهرات في أنحاء متفرقة من البلاد احتجاجا على ما سمته تزوير الانتخابات. وبدأت ظهر أمس مظاهرة في العاصمة موسكو دعا إليها حزب المعارضة الليبرالية (جابلوكو). ووفقا لتقديرات الشرطة، شارك في تلك المظاهرة 1500 متظاهر. وذكرت محطة «إيكو موسكفي» الإذاعية أن حشدا كبيرا من قوات الأمن أحاط بالمظاهرة، مثلما حدث في المظاهرة التي شارك فيها عشرات الآلاف من المحتجين وسط موسكو الأسبوع الماضي. وطالب رئيس حزب «جابلوكو»، سيرغي ميتروشين، باستقالة رئيس لجنة الانتخابات المركزية الروسية والإفراج عن جميع المعارضين السياسيين. كما طالب متظاهرون في مدن أخرى في روسيا خلال احتجاجات سلمية بإعادة الانتخابات التي جرت في الرابع من الشهر الحالي. وتظاهر نحو ألف شخص في مدينة إركوتيك ضد حزب «روسيا الموحدة» الحاكم. ودعا الشيوعيون إلى مظاهرات حاشدة اليوم (الأحد) وسط العاصمة.