«ألعاب الفيديو» تنتزع لقب «الفن العاشر»

عالم مركب من الإبداعات يخلط القصة وتحريك الشخصيات مع الموسيقى

TT

متحف «غراند باليه» الذي احتضن أكبر المعارض الفنية، فاجأ زواره هذه الأيام بعرض فريد من نوعه. فالمبنى الكبير الواقع في شارع وينستون تشرشل، بالقرب من جادة الشانزلزيه، اختار أن يفتح أبوابه هذه الأيام لوافد جديد على عالم الفنون والثقافة طالما اعتبر أداة ترفيه وتسلية لكنه نجح أخيرا في انتزاع اعتراف الوسط الفني والثقافي باعتباره شكلا من أشكال التعبير الفني الحديث: ألعاب الفيديو.

معرض «غامس ستوري» يبقى رمزا قويا لكنه لا يحسم الجدل القائم حول علاقة ألعاب الفيديو بعالم الفن والثقافة. وهذا على الرغم من المشوار الطويل الذي قطعته لعبة الفيديو والتطورات الكبيرة التي عرفتها منذ بداياتها في السنوات السبعين إلى غاية الآن. فالإنتاجات الأخيرة كـ«فانتازي» و«لجوند أوف زيلدا» أو «ميست» و«ريفن» للإخوة ميلر، هي باعتراف شخصيات من عالم الفن والثقافة أقرب إلى الإبداعات الفنية منها إلى الألعاب الترفيهية: تصميم بارع للرسومات والشخصيات، سيناريو مُحكم، مؤثرات موسيقية راقية وتقنيات رقمية دقيقة تنم كلها عن حس إبداعي كبير ومهارة تقنية عالية، وهي لا تشبه في شيء النماذج الأولى التي صممت في بدايات السبعينات كلعبة «بونغ» أو «سبانس إنفايدرز».

الجدل القائم قسم الوسط الفني والثقافي إلى معسكرين متباينين، فمنهم من يعارض اعتبار ألعاب الفيديو كشكل من أشكال الفن الحديث بحجة أن مفهوم الفن يتعارض مع البعد المادي والترفيهي اللذين يميزان هذا النوع من الإنتاج، ومنهم من يوافق ويعتبره شكلا فنيا جديدا في منعطف الطريق ما بين تعابير فنية مختلفة كالسينما، التصوير، التصميم الرقمي، الهندسة والتاريخ، إنما يختلف فقط من حيث معاييره وتقنياته والجمهور الذي يتوجه إليه.