سوريا: سقوط مدنيين بنيران قوات الأمن و6 عسكريين بينهم ضابط

قوات الأمن والشبيحة يهاجمون مدرسة للبنات في دمشق بعد انطلاق مظاهرة.. والنظام يقطع الكهرباء والاتصالات عن مناطق ساخنة

جانب من تشييع حاشد لأحد قتلى الثورة السورية في حمص أمس
TT

قتل 12 مدنيا على الأقل و6 جنود بينهم ضابط منذ فجر أمس في محافظتي إدلب، شمال غرب، وحمص، وسط سوريا، في اشتباكات بين الجيش النظامي ومنشقين. في وقت ازدادت الأوضاع فيه تعقيدا بسوريا مع تصعيد النظام السوري لهجماته العسكرية على المناطق المتوترة بعد تعرض قواته العسكرية لهجمات من قبل «الجيش السوري الحر» في أكثر من منطقة، واستمراره في تنفيذ العمليات العسكرية والأمنية العنيفة في الكثير من المناطق بشكل متزامن، في درعا وجبل الزاوية وريف حمص (منطقة الحولة والقصير) وريف دمشق. في ظل فرض حالة حصار كاملة على تلك المناطق وقطع الاتصالات والكهرباء.

وفي دمشق سجل تطور جديد على صعيد مواجهة المظاهرات الطلابية، وقال ناشطون في حي الميدان في العاصمة دمشق إن طالبة في مدرسة زين العابدين قتلت أمس برصاص قوات الأمن وأصيبت زميلة لها، أثناء هجوم قوات الأمن والشبيحة على مدرسة زين العابدين للإناث الشرعية لدى خروجهن من المدرسة في مظاهرة طلابية وجرى إطلاق نار أدى لمقتل طالبة وإصابة أخرى، وحصل بعدها اشتباكات عنيفة بين شباب الميدان وبين قوات الأمن التي أطلقت النار على الشباب، مما أسفر عن إصابة أحدهم، جرى بعدها انتشار كثيف للأمن في حي الميدان.

كما خرجت مظاهرة طلابية من مدرسة بلقيس للبنات في مدينة الرقة لنصرة مدينة دير الزور وتم قمعهم من قبل الأمن وتم اعتقال طالبتين.

وفي مدينة السويداء (جنوب) نفذ أكثر من 80 مهندسا ومهندسة اعتصاما صامتا في نقابة المهندسين في السويداء للمطالبة بالإفراج عن زميلهم المهندس ماهر الحمود المعتقل منذ أكثر من شهرين، وطالب المعتصمون بالإفراج عن كل المعتقلين في السجون السورية.

وفي غضون ذلك أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 12 مدنيا في سوريا، وقال إنه في محافظة إدلب «استشهد ثلاثة مواطنين إثر إطلاق الرصاص على سيارتهم قرب بلدة كفر نبل، كما استشهد مواطن من مدينة إدلب متأثرا بجروح أصيب بها بعد منتصف ليل السبت - الأحد قرب بلدة سراقب، وصباحا كان المرصد قد أعلن استشهاد مواطن في قرية ابديتا بجبل الزاوية».

وفي محافظة إدلب أيضا، تحدث المرصد عن «استشهاد مواطن في مدينة معرة النعمان يبلغ من العمر 49 عاما إثر إطلاق رصاص على سيارته من قبل حاجز أمني داخل المدينة».

وكان المرصد أعلن سابقا عن «إصابة 29 مدنيا بجروح كانوا في منازلهم التي أصيبت إثر القصف بالرشاشات الثقيلة من قبل القوات العسكرية النظامية في قريتي ابلين وابديتا بجبل الزاوية» في محافظة إدلب. وأضاف «كما استمرت الاشتباكات العنيفة بين مجموعات منشقة والجيش النظامي لليوم الثاني على التوالي في بعض بلدات وقرى ريف إدلب»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وأكد المرصد «استمرار إضراب الكرامة لليوم الثامن على التوالي في مدينة خان شيخون في إدلب وقد شمل المتاجر والمدارس وجميع الدوائر الحكومية ونجح بنسبة كبيرة جدا حتى اللحظة».

وفي محافظة حمص، لفت المرصد إلى «استشهاد سبعة مواطنين مدنيين في مدينة حمص وتدمر والغنطو وتلبيسة بينهم خمسة بإطلاق رصاص الأحد وشهيد متأثرا بجروح أصيب بها أول من أمس (الجمعة) وآخر قضى في المعتقل». وأضاف المصدر نفسه «وفي حاجز حي باب الدريب بمدينة حمص أحرقت ناقلة جند مدرعة وقتل وجرح من في داخلها إثر استهدافها بقذيفة (آر بي جي) من قبل مجموعة منشقة». وفي دير الزور «استشهد شاب إثر إطلاق النار من قبل قوات الأمن السورية على مشيعي مواطن في حي الحميدية»، وفق المرصد.

من جانب آخر، أفاد المرصد نقلا عن ضابط منشق في محافظة حمص بأن «خسائر الجيش النظامي البشرية المؤكدة داخل مدينة القصير اليوم (أمس) هي مقتل ضابط برتبة رائد وخمسة جنود وإلقاء القبض على ضابطين برتبة ملازم أول من محافظتي درعا وريف دمشق». وأشار إلى «قصف بالرشاشات الثقيلة في مدينة القصير أسفر عن تدمير جزئي لبعض المنازل ترافق مع اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش النظامي ومجموعات منشقة دمرت 3 آليات عسكرية مدرعة وقتلت وجرحت من كان فيها لدى خروجها من مطار الضبعة قرب مدينة القصير».

وكان الناشطون المعارضون في سوريا قد دعوا لإضراب عام منذ أسبوع. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الاتصالات الهاتفية والإنترنت مقطوعة عن معرة النعمان التي قطعت عنها كذلك الكهرباء لمدة 12 ساعة خلال النهار. وأكد أن «الإضراب مستمر لليوم الثامن على التوالي في معظم قرى وبلدات محافظة درعا» في الجنوب.

وقال المرصد «اقتحمت قوات عسكرية وأمنية سورية ترافقها جرافات بلدة طفس وبدأت بإزالة الحواجز الترابية التي نصبها الأهالي في شوارع البلدة في إطار الإضراب العام. وتحاول قوات الأمن ترافقها رافعات شركة الكهرباء فتح الطرقات المغلقة في قرية اليادودة كما اقتحمت قوات أمنية قريتي زيزون والعجمي».