الأمير نايف: منح جائزة الإنجاز الوطني للراحل الأمير سلطان «تقدير مستحق لدور تعدى الحدود»

ولي العهد السعودي يكرم الفائزين بجائزة الملك خالد

الأمير نايف بن عبد العزيز خلال كلمته في حفل جائزة الملك خالد (تصوير: خالد الخميس)
TT

كرم الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي، مساء أمس، في العاصمة السعودية الرياض، الفائزين بجائزة رابع ملوك الدولة السعودية الملك الراحل خالد بن عبد العزيز بفروعها الأربعة، من بينها جائزة الإنجاز الوطني، والتي ذهبت للفقيد الراحل الأمير سلطان بن عبد العزيز. وقال الأمير نايف بن عبد العزيز خلال حفل التكريم «إنه لمن دواعي سروري أن أرعى هذه المناسبة الكريمة التي نحتفي فيها بتسليم جائزة الملك خالد في دورتها الثانية بفروعها الأربعة للفائزين من أبناء هذا الوطن المبارك، جائزة تتداعى الأفكار والمعاني السامية عند ذكرها وذكر من تنتسب إليه، فهي بامتياز جائزة تحمل اسم شخصية لها من اسمها أوفر الحظ والنصيب شخصية جادت بعطائها ونقاء سريرتها ورعايتها لوطن الخير فجاد عليه رب الكون بحب الخلق ووافر العطاء وأسبغ على سنين حكمها ينابيع الخير والنماء».

وتابع «سنين مباركة من حكم مالك عادل صالح استلهم من هدي النبوة نبراسها في مسيرته، واتخذ من قول الرسول، صلى الله عليه وسلم، منهجا لحكمه، إذ يقول (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)، خلد الله اسمه في سجل الخالدين، وأفاء عليه بأبناء بروا به من بعده وغرس فيهم مكارم الأخلاق وصفاء الأنفس، أبناء حرصوا على تخليد اسم والدهم واقترانه بأعمال نافعة يجري خيرها على وطنهم ومن بينها هذه الجائزة، وكان لهم بطيب وصدق نواياهم ما قصدوه، وهي جائزة سامية بأهدافها ومقاصدها وتنوع فروعها، والتي شملت جوانب الإنجاز الوطني والعلوم الاجتماعية والمشاريع الاجتماعية والتنافسية المسؤولة، وهي بذلك التنوع والتحفيز أوجدت بيئة مشجعة لشحذ الهمم وتقديم أعلى درجات العطاء الفكري والعلمي والمادي لخدمة الوطن والمواطن».

وزاد ولي العهد «كما أشعلت جذور التنافس للقيام بأعمال خيرية والإنجازات الوطنية ولها دور إيجابي في دعم ومساندة جهود الدولة في هذه الجوانب المهمة، ولسمو مقاصد هذه الجائزة وأهدافها قد تفضل الله عليها وعلى القائمين بها بتوفيقه وجعلها تتبوأ مكانة مرموقة في المجتمع تليق بأهدافها النبيلة وبمن تشرفت بحمل اسمه ولموضوعية معايير الترشيح بنيلها، وقد تميزت بالمصداقية في الاختيار والحيادية والعدالة في الترشيح، ولعل ترشيحها لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، في دورتها الأولى لنيل جائزة الإنجاز الوطني دليل على ذلك وعلى استشعارها لدورها الكبير والفاعل في مجالات عدة وعلى إرساء التعليم».

واستطرد «كما أن ترشيحها في هذه الدورة لسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، رحمه الله، للفوز بالجائزة في ذات الفرع لهو تقدير مستحق لدور سموه الكبير في المجال الخيري والإنساني الذي بلغ الآفاق وتعدى الحدود وأسهم بشكل فاعل في تطور العمل المؤسسي الخيري والإنساني في المملكة والعالم، رحمه الله رحمة واسعة وأسبغ عليه واسع غفرانه. ولعل مما يقلل من بهجة هذا الحفل غياب صاحب الجائزة، تغمده الله الواسع برحمته وأسكنه فسيح جناته، ولكن الحمد له أننا مؤمنون بقضاء الله وقدره».

وختم قائلا «ختاما، أسأل الله تعالى لهذه الجائزة التوفيق والنجاح وأن يسدد القائمين عليها لكل خير، وأن تكون رافدا ومعينا للدولة لتحقيق جهودها في الجوانب الخيرية والاجتماعية والتنموية».

من جانبه، قال الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز، أمير منطقة عسير، ورئيس هيئة جائزة الملك خالد «بقي هذا الوطن (خالدا) لا يهتز له طرف، ولا يهاب من دسائس المغرضين لظرف، وطن يودع رمزا فيأتي مكانه الرمز، وطن يستلهم الوفاء، في مثل هذا المساء لراحليه وشعب يهب إلى بيعة من سيحمل الأمانة، شعب لوطن ينجب مثل هؤلاء الرجال ووطن لشعب عاهد أن يحمل رسالة».

وأضاف «لعل من يمن الوفاء ومن حسن المقام والفضل، أن نكون اليوم في جائزة خالد بن عبد العزيز إكراما لاسم سلطان بن عبد العزيز، وتحت مظلة وظلال النبيل الكريم نايف بن عبد العزيز، فأي شرف هو ذاك الذي يظلل بجوده وفضله اجتماع هذه الأسماء الثلاثة. إنها أسماء أعلام حققت في تاريخ هذا الوطن ودونت في بياض صفحاته أروع معاني الإخلاص والإنجاز وكانت لمسيرته، سيرة مشرقة مشرفة».

وزاد «لقد اختارت هذه الجائزة أن تعانق الاسم الكبير الذي كرس حياته للمنجز، وإلى من وهب كل تفاصيل حياته وأيامها ودقائقها إلى هذا الإنجاز الوطني الهائل الذي رسم عليه سلطان بن عبد العزيز رسمه ووضع عليه وسمه».

وأضاف أمير منطقة عسير «لقد كان يرحمه الله ملهم تنمية وصاحب رؤية بقدر ما كان يدا تمتد في ميادين البناء وأخرى تمتد للبسطاء، ولو كان صاحب الجائزة اليوم حيا لما كان من خياراته إلا هذا الخيار لجائزته التي تشرف اليوم وهي تضيف هذا الاسم الخالد إلى قائمة الفائزين بها في مجال الإنجاز الوطني».

إلى ذلك، قال كلمة الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز، نائب وزير الدفاع السعودي «أجد لزاما علي أن أشيد بأهداف المؤسسة وأصالتها.. أهداف ترتكز على فلسفة العمل الخيري المؤسسي، والحرص على نشر ثقافته وتطويره، كما أجد لزاما علي أن أشيد بمن تشرفت الجائزة بحمل اسمه الكريم.. الملك خالد بن عبد العزيز، الذي سار على النهج السياسي نفسه للمؤسس العظيم الملك عبد العزيز في المحافظة على حماية الدولة والتمسك بتعاليم الإسلام، والاحترام الكامل للمبادئ والمواثيق.. تكلل عهده بالرخاء الاقتصادي الذي أسهم كثيرا في رقي النهضة الحضارية في شتى المرافق».

وأضاف نائب وزير الدفاع «لم يدخر جهدا في دعم المشاريع الزراعية والحيوانية والصناعية، ففي عهده أنشئت وزارة الصناعة والكهرباء، والهيئة الملكية للجبيل وينبع، واهتم بتطوير الخدمات الصحية والعلاجية، من دون مقابل، فضلا عن اهتمامه بتطوير القوات المسلحة السعودية، ولم تقتصر أعماله على الشؤون المحلية، بل تعدها إلى دعم القضايا الإسلامية والعربية، والسعي إلى توحيد صفوف المسلمين، فاقترن اسمه، تاريخيا، بما عرف ببيان مكة عام 1401هـ.. إنه، حقا، رجل دولة.. بسيط في عظمته، عظيم في بساطته».

وقدم الأمير خالد بن سلطان شكره لمؤسسة الملك خالد بن عبد العزيز، ممثلة في مجلس الأمناء، ورئيسها، وهيئة الجائزة ورئيسها، لاختيارهم الأمير سلطان لجائزة الإنجاز الوطني، وأعاهدها أن تظل أعماله ومشاريعه ماضية مزدهرة، كما كانت في حياته، سندا للضعفاء والمحتاجين، والمرضى والأرامل والمحرومين، وأن تظل نبع خير لهذا الوطن ولمجتمعه وأهله الكرام.

وأضاف «إذا كانت الدموع قد تحجرت بعد فراقه، فالقلوب لا تزال تنزف، وإذا كان حجم المصيبة عادة يتناقص بمضي الزمان، إلا أن مصيبتنا في أعز إنسان تتزايد على مر الأيام.. فلقد اشتقنا إليه، نحن أبناءه وبناته، اشتقنا إلى ابتسامته، اشتقنا إلى الالتفاف حوله، اشتقنا إلى توجيهاته، اشتقنا إلى الرحمة التي حباه الله بها، اشتقنا إلى لمسة حنانه، لنا ولأبنائنا وأحفادنا، حتى الطعام اشتقنا إلى مذاقه وهو بيننا».

وزاد «ستظل، يا سيدي يا سلطان الخير، في قلوبنا حتى يوم نلقاك. ستظل توجيهاتك لنا نبراسا في حياتنا من بعدك.. لم نر أمة حزنت على فقيدها كما حزن العالم كله على رحيلك؛ لقد كنت فخرا لنا وسيرتك علما على رؤوسنا.. لن ننساك، فدماؤك تجري في عروقنا، ورحمة ربي أرجو أن تشملنا، وتهون علينا مصابنا، وأن تحيط بنا من حولنا.. رحمك الله يا والدي، وأسكنك ما أنت أهل له.. بما قدمت من خير وسعي وحب ورحمة».

وأضاف «وعلى الرغم من فداحة المصيبة فإننا نرضى بقضاء الله، ونطلب منه الصبر، ولا نملك إلا أن نقول، نحن أبناء الوالد العظيم وبناته، وإن كانت العين لتدمع، والقلب ليحزن، فإننا بقضاء الله راضون، وبقدره مؤمنون، ولمشيئته خاضعون، ولفراقك يا والدنا لمحزونون».

إلى ذلك، توج الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الفائزين بجائزة الملك خالد في فروعها الأربعة (الإنجاز الوطني، والعلوم الاجتماعية، والمشاريع الاجتماعية، والتنافسية المسؤولة).