مصادر بالجامعة العربية لـ«الشرق الأوسط»: جهود عراقية لتخفيف الضغوط على الأسد

بوادر بموافقة دمشق على بروتوكول المراقبين.. والوفد العراقي المفاوض لـ«الشرق الأوسط»: المقداد سيوقعه اليوم بمقر الجامعة

لقطة من شريط فيديو سرب للمعارضة عن اقتحام الجيش لمدينة القورية في دير الزور
TT

كشفت مصادر مطلعة في الجامعة العربية، أمس، عن وجود ضغوط تمارسها عدة دول عربية على رأسها العراق لتأجيل اتخاذ إجراءات حاسمة من الجامعة العربية والمجتمع الدولي ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وقالت هذه المصادر إن العراقيين يضغطون من أجل مزيد من الوقت وكذا الابتعاد عن فكرة تحويل الملف السوري إلى مجلس الأمن. وفي غضون ذلك، أعرب الوزير المكلف بالشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي بن عبد الله في الرياض أمس عن تفاؤله بأن سوريا ستوقع على بروتوكول الجامعة العربية الخاص بإرسال مراقبين إلى أراضيها في غضون 24 ساعة.

وقالت المصادر التي طلبت عدم تعريفها لـ«الشرق الأوسط» إن «مواقف غير حاسمة لبعض الدول تعرقل الحل وتعقد الموقف»، مضيفا أن دخول العراق على الخط يأتي في محاولة أخيرة من جانب النظام السوري وحليفته إيران للإفلات من العقوبات العربية والدولية وللحيلولة دون تدويل ملف الأزمة السورية، أو تحويله إلى مجلس الأمن، خاصة بعد أن التقت أطراف من المعارضة السورية مع مسؤولين بالولايات المتحدة وأوروبا في الأسبوعين الأخيرين، تمهيدا لعرض الملف السوري على الأمم المتحدة.

وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي التقى أمس وفدا عراقيا برئاسة فالح الفياض مستشار الأمن الوطني العراقي، حيث أطلعه الوفد على نتائج الوساطة التي يقوم بها عبر المبادرة العراقية مع الحكومة السورية وأطراف من المعارضة لحل الأزمة السورية.

وأوضح الفياض لـ«الشرق الأوسط» بشأن نتائج مباحثاته في دمشق والجامعة العربية، أن سوريا أبدت موافقتها على الحل العربي والتوقيع على البروتوكول وتوقع أن يقوم بتوقيعه نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في مقر جامعة الدول العربية اليوم (الاثنين). وقال: «لقد ناقشت مع الدكتور العربي تفاصيل المبادرة العراقية وهو ما طرحته على الإخوة في دمشق». وأضاف أن «العراق قدم المبادرة إلى الجامعة كي يقوم بتبنيها كجزء من الحل العربي». وأضاف أن «مبادرة الجامعة تتحدث أكثر عن حماية المدنيين، أما المبادرة العراقية فهي تتضمن تفاصيل للحل الدائم، والذي يؤدي إلى تجنب سوريا التدخل الخارجي والاقتتال الطائفي».

وحول مضمون المبادرة العراقية قال الفياض إنها تتحدث عن حوار بين الحكومة والمعارضة والدخول في مرحلة انتقالية تؤدي إلى الإصلاحات المطلوبة وتشكيل حكومة وحدة وطنية وأن تكون كل الحلول من خلال الاحتكام لصناديق الاقتراع ومن ثم شراكة حقيقية بين كل القوى السورية. وأضاف: «لقد اتفقنا على زيارة سيقوم بها وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إلى سوريا ثم الجامعة العربية لنقل تفاصيل المبادرة العراقية التي تستهدف الحل الدائم للأزمة السورية وتحقيق الاستقرار».

وردا على سؤال عما إذا كان الوزير هوشيار سوف يعرض الطرح العراقي خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر الأربعاء المقبل، قال: «إذا قامت سوريا بالتوقيع الاثنين (اليوم) سوف يتم تأجيل اجتماع وزراء الخارجية العرب ويحل مكانه انتقال وفد الجامعة إلى سوريا تمهيدا لتنفيذ إجراءات البروتوكول، وبعد ذلك ننتقل إلى تنفيذ تفاصيل المبادرة العراقية التي ستكون جزءا من الحل العربي ومبادرة عربية كذلك لأن العراق يقدمه للجامعة العربية لأننا نرغب بألا يكون الحل خارج الخيمة العربية».

وردا على سؤال حول موافقة المعارضة على الطرح العراقي، قال الفياض «لقد وافقت مجموعة من المعارضة السورية التي التقينا معها مؤخرا ويمكن القول إن أغلبية المعارضة السورية توافق على الحل في إطار عربي ورفض التدخل الخارجي». ونشرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أمس تصريحات الأسد خلال لقائه الوفد التفاوضي العراقي أول من أمس في دمشق. وأفادت الوكالة بأن الأسد أعرب «عن تقديره للجهود الصادقة التي تقوم بها بعض الدول العربية وخاصة العراق الشقيق لمساعدة سوريا في الخروج مما تمر به»، مؤكدا أن «سوريا تعاملت بإيجابية مع جميع المقترحات التي قدمت لها لأن من مصلحتها أن يعرف العالم حقيقة ما يجري في ظل التشويه وقلب الحقائق الهادفين إلى إفشال أي أفق للحل».

وفي غضون ذلك، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن يوسف بن علوي، وزير الخارجية العماني، في الرياض أمس عن تفاؤله بأن دمشق ستوقع على البروتوكول العربي الخاص بإرسال مراقبين إلى سوريا في غضون 24 ساعة.

وقال بن علوي للصحافيين في ختام اجتماعات وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الست في مطار الرياض «نحن متفائلون بأن سوريا ستوقع على البروتوكول (الخاص بإرسال مراقبين) خلال 24 ساعة».

وأضاف بن علوي ردا على سؤال، أن المجلس الوزاري للجامعة العربية الذي سيعقد الأربعاء المقبل في القاهرة «سيتخذ قرارات إذا لم يوقع السوريون على البروتوكول».

من جهته، قال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني «نأمل أن يوقع (الأسد) البروتوكول. اليوم (أمس)، وصلتنا معلومة أنه سيوقع.. صحيح أم غير صحيح؟ سنرى».

وتابع ردا على سؤال، أن «تنحي الأسد أو تغيير النظام يعني الشعب السوري، أهم شيء هو وقف العنف والقتل وإطلاق الأسرى وإدخال الإعلاميين للاطلاع على الحقيقة. المهم أن يتصالح (الأسد) مع شعبه أما التغيير فهذا أمر يخص الشعب السوري».

بدورها، أعلنت الجامعة العربية أمس أنه تقرر تأجيل الاجتماع غير العادي لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين الذي كان مقررا اليوم (الاثنين) ليعقد بعد غد (الثلاثاء). وجاء ذلك في مذكرة وجهتها الجامعة العربية إلى مندوبيات الدول العربية أمس.

وكان مستشار الأمين العام للجامعة العربية محمد زايدي مدير إدارة مجلس الجامعة العربية قد صرح في وقت سابق أمس بأن العربي وجه الدعوة لعقد اجتماع غير عادي لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين بمقر الجامعة العربية لإطلاعهم على نتائج اجتماعات اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية في الدوحة أول من أمس.

من جانبه، أعلن رئيس البرلمان العربي علي سالم الدقباسي، أن تطورات الوضع في سوريا من ضمن محاور أعمال الدورة العادية الثانية المستأنفة للبرلمان التي يبدأ اجتماعها الرئيسي اليوم. وأكد أن تطورات الوضع في سوريا واليمن هي محور أعمال الدورة العادية الثانية المستأنفة للبرلمان العربي، مشيرا في تصريحات له أمس إلى أن لجان البرلمان العربي الدائمة وبخاصة لجنة الشؤون الخارجية والسياسية والأمن القومي التي بدأت اجتماعاتها يومي أمس وأول من أمس، وتناقش تفعيل قرار البرلمان العربي الصادر في 20 سبتمبر (أيلول) الماضي المتعلق بالنظر في تجميد عضوية البرلمان السوري في البرلمان العربي. أما بالنسبة لتجميد نشاط البرلمان العربي في دمشق، فقال الدقباسي وفقا لوكالة «أنباء الشرق الأوسط» إنه قد تم بالفعل نقل أنشطة الأمانة العامة العاملة في دمشق إلى مكتب البرلمان العربي في القاهرة وذلك اعتبارا من 5 الشهر الحالي.