مقرب من المالكي لـ«الشرق الأوسط»: اتفاق على حجز الهاشمي في منزله لحين انتهاء التحقيق القضائي

رئيس الوزراء العراقي يطلب من البرلمان سحب الثقة من نائبه المطلك بعد أن وصفه بـ«الديكتاتور»

TT

غداة التقارير التي أفادت أول من أمس بصدور مذكرة اعتقال بحق طارق الهاشمي، نائب رئيس الجمهورية والقيادي في القائمة العراقية، أكدت مصادر في العاصمة العراقية أمس منع الهاشمي من الصعود إلى طائرة في مطار بغداد حيث كان يعتزم التوجه برفقة النائب الثاني لرئيس الجمهورية خضير الخزاعي إلى السليمانية للقاء رئيس الجمهورية جلال طالباني الموجود في إقليم كردستان قبل أن تؤكد مصادر أخرى أنه صعد بالفعل إلى الطائرة.

وقال القيادي في ائتلاف دولة القانون عدنان السراج إن «السبب الحقيقي وراء منع طارق الهاشمي من السفر إلى السليمانية يعود لوجود اتفاق بين الوسطاء الذين تدخلوا لإيجاد حل للأزمة وبين رئيس الوزراء نوري المالكي هو أن يحتجز الهاشمي في منزله داخل المنطقة الخضراء لحين استكمال التحقيق الذي بدأه خمسة من القضاة في العراق بناء على قرار مجلس القضاء الأعلى». وأضاف السراج في تصريح لـ«الشرق الأوسط» من داخل اجتماع أزمة داخل ائتلاف دولة القانون، أن «المالكي مصر على أن يأخذ القانون مجراه ولكن بشكل مهني وشفاف لا سيما مع وجود إثباتات وأدلة في هذا المجال». وحول ما إذا كانت قد صدرت مذكرة اعتقال بحق الهاشمي أو أن الأمر لا يعدو مجرد تسريبات إعلامية، أكد السراج وجود هذه المذكرة، مشيرا إلى أنه «تم تأجيل البت بها لحين إعطاء التحقيق فسحة من الوقت خصوصا أن الأدلة والاعترافات تطال الهاشمي تماما لأن الكثير من العمليات تمت بإشرافه وتوجيهه». وكشف عن أن «قسما من حمايات القيادي البارز في العراقية ووزير المالية رافع العيساوي ضالعون في أعمال إرهابية طبقا لما كشفته الاعترافات». وردا على سؤال فيما إذا كان العيساوي على علم بالأمر، نفى السراج ذلك، مؤكدا أن «العيساوي لا علم له وإنما بعض من أفراد حماياته فقط». وكشف السراج عن أن «الهاشمي سبق أن التقى السفير الأميركي في العراق جيمس جيفري وتحدث بكلام قاس عن الشيعة في العراق قائلا له (لجيفري) إنكم ستتركون العراق للشيعة وإيران في محاولة منه لكي يدافع عنه الأميركيون».

على صعيد متصل، أكد مصدر حكومي مطلع في تصريح مماثل لـ«الشرق الأوسط» أن «الاعترافات التي أدلى بها حمايات الهاشمي لا تتصل فقط بمسألة محاولة تفجير البرلمان وإنما هناك عمليات اغتيالات وتفجيرات وتسهيل دخول سيارات أو أسلحة أو متفجرات عير المفارز من خلال الباجات الخاصة التي يحملها هؤلاء»، مشيرا إلى أن «المعتقلين أكدوا أن النشاط الذي قاموا به بإشراف وتوجيه من الهاشمي تلى عملية اغتيال شقيقه، وأن نطاق العمليات شمل مناطق مختلفة من بغداد».

على صعيد متصل، أكد مصدر مطلع في مكتب الهاشمي أن «طائرة الهاشمي منعت فترة من الوقت في مطار بغداد بحجة وجود مطلوبين من حماية الهاشمي للأجهزة الأمنية»، مشيرا إلى أنه «بعد أن تم التأكد من عدم وجود أي مطلوب ضمن حماية الهاشمي للأجهزة الأمنية سمح للطائرة بالمغادرة وتحمل على متنها بالإضافة إلى الهاشمي النائب الثاني لرئيس الجمهورية والقيادي بدولة القانون خضير الخزاعي للقاء الرئيس جلال طالباني في مدينة السليمانية».

من ناحية ثانية، طلب المالكي من البرلمان سحب الثقة من صالح المطلك، نائبه والقيادي أيضا في القائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي. وقال المستشار الإعلامي للمالكي علي الموسوي لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «رئيس الوزراء قام بتوجيه رسالة رسمية إلى مجلس النواب للمطالبة بسحب الثقة من صالح المطلك». وجاء ذلك على خلفية قول المطلك في مقابلة مع قناة «سي إن إن» إن واشنطن تركت العراق «بيد ديكتاتور يتجاهل تقاسم السلطة ويسيطر على قوات الأمن في البلاد وقام باعتقال مئات الأشخاص خلال الأسابيع الماضية». كما عرض تلفزيون «البابلية» المحلي التابع للمطلك تصريحات له قال فيها إن «المالكي ديكتاتور أكبر من صدام حسين لكون صدام كان يبني أما هو فلم يقم بشيء». ويأتي مطلب المالكي بسحب الثقة من المطلك بعد يومين من إعلان القائمة العراقية تعليقها مشاركتها في اجتماعات مجلس النواب.