الفلبين تكافح لاحتواء كارثة فيضانات جرفت قرى بكاملها

«واشي» تخلف 650 قتيلا و800 مفقود.. وسباق مع الزمن لمساعدة الناجين

متطوعون ينقلون ناجين من الفيضانات في مدينة كاغايان دي أورو بجنوب الفلبين أمس (أ.ب)
TT

كثف عمال الإنقاذ في الفلبين مساعيهم وسط الأوحال ورائحة تحلل الجثث، أمس، لمساعدة الناجين جراء فيضانات مدمرة اجتاحت مناطق بجنوب البلاد وأسفرت عن مقتل أكثر من 650 شخصا.

وجرفت الفيضانات السريعة قرى بأكملها حين ضربت عاصفة «واشي» المدارية جنوب البلاد، بينما كان الناس نياما في الساعات الأولى من السبت وسوَّت بيوت بالأرض وأطاحت بجسور وقلبت المركبات في البلاد التي تعاني الفقر. وتعد مدينتا كاغايان دي أورو وإيليغان في جزيرة مينداناو الجنوبية أكثر المناطق تضررا من العاصفة. وناشدت الحكومة الفلبينية والصليب الأحمر الفلبيني تقديم مساعدات لتأمين الطعام والملابس لأكثر من 35 ألف شخص اكتظت بهم مراكز الإيواء، بينما كافح الجنود لانتشال الجثث وسط الأوحال. وانتشرت قوات الجيش التي ناهز عددها 20 ألفا لمتابعة عملية الإنقاذ والمساعدة الضخمة في أنحاء الساحل الشمالي من جزيرة مينداناو بجنوب البلاد.

وقال صحافي بالمنطقة، يدعى فيسنتي كوراليس: إن الجثث الآخذة في التحلل تكدست في المشارح في كاغايان دي أورو؛ حيث لم يعد بإمكان العاملين المرهقين مواصلة تنظيف الجثث وإعدادها للدفن. وأضاف: «الجثث تتحلل أسرع من المعتاد لأنها لضحايا غرق والأجساد مشبعة بالمياه الموحلة».

وأكد الصليب الأحمر وفاة 652 شخصا في جنوب البلاد، بينما ارتفع عدد المفقودين إلى 808، محذرا من أن بعض المفقودين ربما بين الجثث التي تم انتشالها دون التعرف إلى هوياتها. ورفضت دار سومو فيونيرال هومز لخدمات الدفن استقبال جثتي طفلين غرقا؛ لأن عدد الجثث التي وصلتها يفوق طاقتها على الاستيعاب. وقال رايان سومو، الذي تملك أسرته دار خدمات الدفن: «لا يمكننا تلقي الأطفال الغرقى، وليس لدينا سوى أربعة عمال لإعداد الجثث للدفن».

ومع الافتقار الشديد لمياه الشرب، فتحت السلطات المحلية بالمدينة مضخات مياه الإطفاء، بينما اصطفت طوابير السكان للحصول على المياه. وقارنت السلطات العاصفة «واشي» بعاصفة أخرى أصابت مانيلا وأجزاء أخرى من البلاد عام 2009 وتسببت في مقتل أكثر من 460 شخصا.

وقدمت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تعازيها للحكومة الفلبينية؛ إذ جاء في بيان أصدرته أن «الحكومة الأميركية على استعداد لمساعدة السلطات الفلبينية في التعامل مع هذه المأساة». وحذرت الأمينة العامة للصليب الأحمر الفلبيني غويندولين بانغ من إمكان العثور على أعداد أكبر من الجثث مع بذل عمال الإنقاذ ما أمكنهم من جهد للوصول إلى المناطق الأشد تضررا. ونقلت عنها وكالة الصحافة الفرنسية قولها: «نحن نحصي فقط الجثث التي نقلت إلى الجهات التي تقوم بدفن الموتى. نطاق الكارثة شاسع ولا أعتقد أنهم وصلوا إلى جميع المناطق التي تشملها عمليات البحث».

بدوره، أمر الرئيس الفلبيني بنينيو أكينو بإجراء مراجعة شاملة لاستعدادات البلاد للتعامل مع الكوارث بعدما ورد سيل من التقارير عن عدم توافر الاستعدادات المناسبة للسكان للنجاة من العاصفة المدمرة. كما يخطط الرئيس لتفقد المناطق المتضررة هذا الأسبوع، حسبما قالت متحدثة رئاسية. وصرح بنيتو راموس، مدير الهيئة الوطنية للتعامل مع الكوارث، بأن الحكومة تواجه مهمة هائلة تتمثل في عمليات إعادة الإعمار والتأهيل. وأضاف أن حكومة البلاد بدأت في نقل الإمدادات من أغطية وملابس جوا إلى السكان المتضررين في الجنوب؛ حيث تعهد للسلطات المحلية مسؤولية توفير الطعام للمحتاجين. وقال إن الكارثة أضرت بأكثر من 100 ألف شخص بشكل أو بآخر ممن سيحتاجون إلى المساعدة الفورية للعودة إلى الحياة الطبيعية، بخلاف المتضررين بشكل مباشر ممن لجأوا بشكل مؤقت إلى مراكز الإيواء التي أقيمت في المدارس والأبنية الحكومية والصالات الرياضية.

ويقول المسؤولون إنه تتعين إزالة الركام وإعادة الكهرباء والمياه وإصلاح الطرق والجسور. وتضطلع فرقتان من فرق الجيش تتمركزان في مينداناو بجهود الإغاثة والإنقاذ؛ حيث تشهد الجزيرة حركة تمرد طويلة الأمد. وأثنت مسؤولة الصليب الأحمر على تحمل الناجين وصبرهم قائلة: «إنهم يشرعون في البناء مجددا، فبدلا من النزوح الكامل عن المناطق عادوا مجددا إلى ديارهم».