كفر شمس تحت وطأة الدبابات.. والنظام يعتقل 150 من سكانها

ناشط لـ«الشرق الأوسط»: النظام يريد الانتقام من البلدة وإيقاف حركتها الثورية

محلات كسرت أبوابها من قبل الشبيحة لإجبار أصحابها على العمل بعد أن أغلقوها استجابة للإضراب في درعا أمس
TT

لم يتوقف أهالي مدينة كفر شمس، شمال محافظة درعا، عن التظاهر ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد منذ اندلاع الثورة السورية في منتصف مارس (آذار) الماضي. البلدة، التي تبتعد نحو 60 كم عن مركز المحافظة، تعتبر واحدة من أكثر بؤر الاحتجاج نشاطا وتظاهرا ضد النظام؛ حيث يتظاهر أهلها بشكل شبه يومي وينظمون الكرنفالات والأمسيات والاحتفالات، مرددين خلالها شعارات وهتافات تطالب الأسد بالرحيل وتنادي بمحاكمة رموز نظامه.

ويعتبر أحد الناشطين أن البلدة رفعت معنويات أهالي محافظة درعا المنتفضين على نظام الأسد حين كانت تتظاهر نصرة لهم وتطالب بفك الحصار الأمني والعسكري عن بيوتهم وأحيائهم. ويعزو الناشط المعارض اقتحام المدينة، فجر أول من أمس، من قبل قوات الأمن والشبيحة الموالية للأسد لهذا السبب. ويقول الناشط لـ«الشرق الأوسط»: «النظام يريد الانتقام من البلدة وإيقاف حركتها الثورية الموجهة ضده بأي طريقة».

كانت صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد» على «فيس بوك» قد أشارت إلى أنه منذ فجر يوم السبت قامت مجموعات من الأمن والشبيحة التابعة لنظام بشار الأسد بتنفيذ حملة أمنية شرسة على مدينة كفر شمس استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة من مدرعات وسيارات دفع رباعي بحيث انتشرت أعداد كبيرة من الأمن والشبيحة في شوارع البلدة وحاصروا ساحاتها والطرق الرئيسية فيها، منفذين سلسلة اعتقالات بحق ناشطين ومواطنين عاديين.

كما قامت صفحة «أحرار كفر شمس» بنشر صور تظهر حجم التخريب الذي ارتكبته عناصر الأمن والشبيحة ضد ممتلكات أهالي البلدة؛ حيث قاموا بتجميع الدراجات النارية في ساحة البلدة وأشعلوا النار فيها. كما نشروا صورا أخرى تبين عناصر الأمن وهم يقتحمون البلدة التي امتلأت جدرانها بالشعارات المنددة بالأسد والمطالبة إياه بالرحيل.

وأفاد شاهد عيان غادر بلدة كفر شمس بصعوبة بعد اقتحامها بساعات «الشرق الأوسط» بأن التيار الكهربائي مقطوع بشكل كامل عن المدينة، مؤكدا أن هناك أكثر من 150 معتقلا قامت عناصر الأمن باحتجازهم من بيوتهم ونقلتهم إلى جهة مجهولة، إضافة إلى 75 جريحا يصعب تأمين العلاج لهم و4 قتلى على الأقل تأكد موتهم. وعن تفاصيل الاقتحام قال الشاهد: «فجر يوم السبت شاهدنا نحو 60 (باص) محملة بعناصر الأمن والكثير من السيارات المجهزة برشاشات ثقيلة تقتحم البلدة. قاموا بمداهمة المنازل واعتقال الناس وإهانتهم، كما عمدوا إلى تحطيم المحلات التجارية وسرقة محتوياتها».

وتعد بلدة كفر شمس واحدة من بلدات منطقة «الصنمين» في الجهة الشمالية الغربية لمحافظة درعا، يصل عدد سكانها إلى نحو 18 ألف نسمة، وتحوي الكثير من المباني الأثرية القديمة. يحيط بالبلدة عدد من القرى والبلدات، هي: قريتا «قيطة» و«جدية» من الجنوب، و«الحارة» و«عقربة» و«المال» و«كفر ناسج» من الغرب، و«دير العدس» من الشمال، ومن الشرق قرية «دير البخت»، وتضم عددا من المراكز الخدماتية والتعليمية. ويعتمد أهالي البلدة في تحصيل عيشهم على الزراعة؛ حيث تزرع الحبوب، وفي مقدمتها القمح والشعير والبقول، خاصة الحمص والأشجار المثمرة، لا سيما الزيتون، بالإضافة إلى مختلف أنواع الخضراوات، كما تنتشر تربية النحل، ويقدر عدد خلايا النحل بألفي خلية، إلى جانب تربية الدواجن، التي تنتشر بشكل كبير في البلدة؛ إذ تعتبر الأولى في تصدير لحوم الدواجن والبيض، ويزيد عدد المداجن على 200 مزرعة لتربية الدواجن يخشى الناشطون أن يقوم الأمن والشبيحة بحرقها كما فعلوا في بلدات أخرى.

وفي مفارقة لاذعة كتب أحد الناشطين المعارضين على «فيس بوك»: «ما الفرق بين بلدة كفر قاسم التي ارتكبت فيها قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة مروعة وبين كفر شمس التي ترتكب فيها قوات الاحتلال الأسدي مجزرة مشابهة؟».