رحيل زعيم الثورة التشيكية هافل بعد صراع مع المرض

إشادات دولية بدوره في نقل بلاده نحو الحرية والديمقراطية

رفع راية سوداء أعلى العلم التشيكي في قصر «براغ» حزنا على وفاة هافل أمس وفي الإطار صورة للراحل تعود لعام 2008 (أ.ب)
TT

توفي الرئيس التشيكي السابق وبطل «الثورة المخملية» فاتسلاف هافل، الذي قاد بلاده إلى الاستقلال عن الحكم السوفياتي في 1989، أمس، عن عمر ناهز الخامسة والسبعين. وقالت سكرتيرته سابينا تانشيفوفا إن هافل توفي وهو نائم فجرا بعد صراع طويل مع المرض. وأضافت تانشيفوفا «كانت زوجته داغمار إلى جواره في اللحظات الأخيرة وإلى جواره راهبة ظلت ترعاه خلال الشهور الأخيرة».

وكان هافل قد رأس تشيكوسلوفاكيا ما بين عامي 1989 و1992 ورأس تشيكيا التي خرجت منها ما بين 1993 و2003، وكان يعاني لوقت طويل من تردي صحته، والذي ساهمت فيه خمس سنوات قضاها في السجون الشيوعية. وقد عانى الكاتب المسرحي والمنشق السابق من صعوبات في التنفس منذ جرى استئصال جزء من رئته في 1996 لوقف انتشار سرطاني.

وعزا رئيس الوزراء التشيكي بيتر نتشاس في وفاة هافل قائلا، إن «الرئيس هافل كان رمزا لما جرى هنا في عام 1989 وفعل الكثير جدا لهذا البلد من أجل تحوله السلمي إلى الديمقراطية. لقد كان رمزا لجمهوريتنا ووجهها في الخارج». وأضاف: «كان رجل دولة عظيما، وكان لكلمته وزن في السياسة والمجتمع». ومن جانبه أشاد وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي بذكرى هافل باعتباره «روح الثورة التشيكية». كذلك، وصفه المستشار الألماني الأسبق هيلموت كول، بأنه كان «رجلا عظيما، ومن دونه ما كانت الحرية ممكنة». وفي بروكسل، قدم رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو تعازيه في وفاة الرئيس هافل، وقال في بيان، إن «اسم فاتسلاف هافل سيبقى للأبد مرتبطا بإعادة توحيد أوروبا ونشر قيمها في أوروبا الوسطى والشرقية. لقد كان أيضا مصدر إلهام كبيرا لجميع من حاربوا من أجل الحرية والديمقراطية في العالم». وبدوره، قال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ، إن هافل سيظل يذكر «بدوره الجوهري في تطور الحرية بأوروبا». وأضاف: «سيظل (هافل) يذكر كزعيم ساعد في إقامة ديمقراطية حديثة في جمهورية التشيك. إن إنجازاته تاريخية وستعيش من بعده. سيفجعنا فقدانه».

وكان مبعث المتاعب الصحية التي صارع معها هافل إصابته بالالتهاب الرئوي الذي لم يتلق في بداياته العلاج المناسب أثناء وجوده في السجن تحت الحكم الشيوعي خلال الثمانينات بسبب أنشطته كمنشق. واستؤصل جزء من رئته اليمنى في ديسمبر (كانون الأول) 1996 بعد الكشف عن وجود سرطان بها، كما أصيب المدخن الشره السابق من مشكلات كثيرة تتعلق بالرئتين والقلب وأجريت له جراحة بسبب الإصابة بالتهاب في الرئة في 2009.

ونقل هافل في وقت سابق هذا العام إلى المستشفى بعد إصابته بالتهاب حاد في الشعب الهوائية لم يتجاوزه منذ ذلك الحين. وقال هافل في مقابلة أجريت معه، إنه أصيب خلال مرضه الأخير «بفقد التوازن وفقد الذاكرة ونقص الوزن». وخلال الصيف عكف هافل على تمضية وقته في منزله الريفي للنقاهة وكانت آخر مرة عاد فيها إلى براغ للقاء الزعيم الروحي للتيبت الدلاي لاما في العاشر من ديسمبر الحالي.