الشيوعيون يتظاهرون قرب الكرملين تحت رايات الاتحاد السوفياتي السابق

بعد إعلان زعيمهم منافسا لبوتين في الانتخابات الرئاسية المرتقبة

متظاهر يحمل لافتة كبيرة تتهم ميدفيديف وبوتين وتشوروف بالكذب في سان بطرسبورغ أمس (أ.ب)
TT

خرج ما يزيد على خمسة آلاف من أنصار الحزب الشيوعي الروسي إلى قلب العاصمة موسكو في ميدان مانيجنايا المجاور للكرملين والساحة الحمراء، احتجاجا على نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي حقق فيها الشيوعيون المرتبة الثانية بعد الحزب الحاكم. وقد رفع المتظاهرون رايات الاتحاد السوفياتي السابق والشعارات التي تطالب بمحاكمة المسؤولين عن تزوير الانتخابات الأخيرة، إلى جانب الشارات البيضاء رمزا للثورة البيضاء في لون الثلوج الروسية وشعارات الحزب الحاكم المشطوب عليها.

وطالب زعيم الحزب غينادي زيوغانوف بإقالة؛ ليس فقط فلاديمير تشوروف، رئيس اللجنة المركزية للانتخابات، بل كل أعضاء اللجنة، مشيرا إلى أن الأعوام العشرين الأخيرة في تاريخ الدولة لم تعرف مثيلا للانتخابات البرلمانية الأخيرة من حيث «قذارتها وسفالتها» على حد تعبيره. وقال إن ما حققه الحزب من نجاح في كبريات المدن الروسية يؤكد صحة ما يطرحه من برامج تتفق مع طموحات الشعب، فيما وصف من اتهمهم بسرقة أصوات مرشحي الحزب باللصوص الحكوميين ممن يحاولون استلاب سلطة الشعب. وكان المؤتمر السنوي للحزب الشيوعي الروسي أقر، في اجتماعه الأخير، ترشيح زيوغانوف زعيم الحزب منذ تأسيسه في عام 1992 لخوض انتخابات الرئاسة المرتقبة في مارس (آذار) 2012 منافسا لفلاديمير بوتين. ومن اللافت أن زيوغانوف خاض كل ا لانتخابات الرئاسية التي جرت في أعوام 1996 وما تلاها من دورات عدا الدورة قبل الأخيرة، وكان قريبا من الفوز بالرئاسة في مواجهة الرئيس الأسبق بوريس يلتسين في انتخابات عام 1996، فيما لم يحصل في الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي خاضها منافسا لديمتري ميدفيديف سوى على ما يزيد قليلا على 17 في المائة، مقابل ما يقرب من 70 في المائة لميدفيديف.

وكانت جولة الإعادة التي خاضها منافسا ليلتسين في عام 1996 أكدت فوز زيوغانوف على الرغم من كل الدعم الذي أغدقه ممثلو الاوليغارشيا من أجل فوز يلتسين، وباعتراف الكثيرين من المراقبين ممن رصدوا كما هائلا من حالات التزوير التي شابت العملية الانتخابية. وفيما أعلن زيوغانوف عن رغبته في منازلة فلاديمير بوتين في مناظرات انتخابية علنية، قال إنه وفي حال فوزه في الانتخابات المقبلة سيقرر إلغاء نتائج الانتخابات الأخيرة، معلنا عن إجراء انتخابات جديدة.

وقد أعرب عن الرغبة في منازلة بوتين أيضا سيرغي ميرونوف زعيم حزب «العدالة الروسية» الذي كان انشق عن صفوف مؤيدي بوتين، وهو ما كلفه طرده من رئاسة مجلس الاتحاد الذي طالما شغله لما يقرب من العشر سنوات، أي طوال سنوات حكم بوتين ونصف مدة الرئيس الحالي، ميدفيديف.