غرق نحو 300 إيراني وأفغاني في مركب للهجرة غير الشرعية قبالة إندونيسيا

أستراليا تعرض المساعدة

TT

قال مسؤول كبير بإدارة الطوارئ الإندونيسية إن مركبا يقل مهاجرين غير شرعيين غرق قبالة ساحل جاوا الشرقية أثناء توجهه إلى أستراليا، وإن أكثر من نحو 300 شخص فقدوا ويخشى أن يكونوا قد ماتوا.. فيما عرضت الحكومة الأسترالية المساعدة على إندونيسيا في جهود الإنقاذ.

وقال سحر العارفين، رئيس إدارة الطوارئ والنقل والتموين في مركز مواجهة الكوارث في جاوا الشرقية، إنه لم يتم إنقاذ سوى 76 شخصا من بين 380 شخصا كانوا على ظهر المركب. وأوضح أن أمواجا قوية أغرقت المركب الخشبي على مسافة نحو 90 كيلومترا من الساحل، مضيفا: «بدأ فريق البحث والإنقاذ التابع لنا في تمشيط المياه حول مكان الحادث، لكننا نرسل الآن أكياس الجثث إلى تلك المنطقة».

وقال المسؤول إنه يعتقد أن المسافرين من المهاجرين غير الشرعيين من دول منها إيران وأفغانستان. فيما أبلغ جاك سميث، وهو من المدافعين عن اللاجئين ويتخذ من أستراليا مقرا له، وكالة «رويترز» للأنباء أن التقارير الأولية تشير إلى أن حمولة المركب كانت زائدة.

وأشار سميث إلى أن الأمر ربما يتضمن مسؤول تشغيل جديدا وعديم الخبرة في تهريب الناس كان يحاول كسب مال بشكل سريع، لأن التقارير أفادت بأن المركب غادر من نفس الميناء في جاوا مثل مركب آخر غرق في الآونة الأخيرة.

وقال كيليك بوروانتو، أحد أعضاء فريق الإنقاذ في منطقة ترنغالك، إنهم تمكنوا من إنقاذ عدد من الرجال والسيدات على الرغم من التيارات القوية والأمواج التي تصل إلى علو خمسة أمتار، أما بالنسبة للآخرين «فمن المرجح جدا أن يكونوا قد غرقوا جميعهم»، كما قال المتحدث باسم الوكالة الوطنية للإغاثة، غاغاه براكوسو، الذي أضاف «أرسلنا 4 مراكب ومروحيتين، لكننا لم نرَ أحدا»، مؤكدا أنه «من المستحيل، حتى بالنسبة لسباح ماهر مجهز بسترة إنقاذ، الوصول إلى الشاطئ في أحوال جوية كهذه».

من جهته، قال وزير الشؤون الداخلية الأسترالي جاسون كلار إن حكومة بلاده عرضت توفير طائرة «أوريون» وسفينة دورية من سلاح البحرية للمساعدة في جهود البحث عن ناجين من الحادث. وذكر كلار أن السلطات الإندونيسية أخبرته بأنه جرى إنقاذ 87 شخصا منذ غرق القارب، وقال إنه يعتقد أن المهاجرين من مواطني إيران وأفغانستان.

يذكر أن إندونيسيا تعد منذ فترة طويلة نقطة عبور لطالبي اللجوء من الشرق الأوسط وجنوب آسيا الساعين إلى حياة أفضل في بلد ثالث، بما في ذلك أستراليا. وبحسب إحصائيات حديثة، يتصدر الإيرانيون قائمة اللاجئين السياسيين إلى أستراليا، ويليهم الأفغان والعراقيون، ووصل أكثر من ألف إيراني إلى أستراليا العام الماضي، ما يمثل زيادة كبيرة، بالنظر إلى عددهم الذي كان يبلغ 72 عام 2009.

وتعاني أستراليا من تفاقم مشكلة الهجرة غير الشرعية، حيث حاولت الكثير من الحكومات المتعاقبة، بداية من حكومة جون هوارد في التسعينات منع تدفق طالبي اللجوء السياسي على شواطئها.. وحتى إعلان رئيسة الوزراء جوليا غيلارد في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي تخليها عن خطط تتضمن نقل طالبي اللجوء السياسي إلى ماليزيا، في إطار اتفاق لتبادل اللاجئين، هدفها الحد من نشاط مهربي المهاجرين غير الشرعيين.