«الشريلك» مادة رخيصة وآمنة للبيئة.. وبديلة للبلاستيك

تستخلص من محارات الجمبري

TT

تمكن كل من فيرنانديز وإنجبير من هندسة فيلم رقيق شفاف، يتمتع بنفس بنية وتركيب هيكل الحشرة، وتسمى هذه المادة «شريلك»؛ لأنها تتركب من بروتين الفبروين (fibroin protein) الذي يتم الحصول عليه من الحرير والكيتين، الذي يستخلص من محارات الجمبري التي يتم التخلص منها، ويشبه «الشريلك»، في قوته ومتانته، سبائك الألمونيوم، ولكن ما هو إلا نصف وزنه، وقابل للتحلل، كما أنه ينتج بتكلفة قليلة جدا، خاصة أن الكيتين متوافر بسهولة كإحدى نفايات الجمبري، وأيضا تمكن قولبته في أشكال معقدة، مثل الأنابيب من خلال التحكم في محتوى الماء في عملية التصنيع، كما تمكن الباحثون أيضا من إنتاج مستويات صلابة متنوعة بين المرونة والجمود.

ويمكن أن يكون لهذه الخصائص الكثير من التطبيقات، كبديل للبلاستيك، رخيص وآمن للبيئة، ويمكن أن يستخدم «الشريلك» لصناعة أكياس القمامة، والتغليف، وحفاظات الأطفال التي تتحلل بسرعة، ولكونها مادة قوية ومتوافقة حيويا بشكل كبير، يمكن استخدامها لخياطة الجروح التي تتحمل الأحمال الكبيرة، مثل إصلاح الفتق، فضلا عن استخدامها كسقالات في مجال طب التجديد.

يقول فيرنانديز: «بطبيعة الحال، مثل جميع المواد الخام، فإن وجود الكيتين والحرير محدود في الطبيعة، ففي حالة الكيتين، فالمحدودية عالية؛ لأنه يعد ثاني أكثر البوليمرات من حيث الوفرة على وجه الأرض بعد السيليولوز، ويوجد الكيتين في الفطريات والحيوانات المفصلية مثل الجمبري، أما بالنسبة للفبروين، وهو بروتين يتم تخليقه أثناء عملية تصنيع الحرير، فمستوى المحدودية قليل؛ حيث لا يتم استخلاصه من النفايات التي يتم التخلص منها، مثلما هو الحال مع الكيتين الذي يستخلص من محارات الجمبري».

وعلى نطاق المختبر لا تمثل هذه المحدودية مشكلة؛ حيث يؤكد فيرنانديز قائلا إنه «إذا أردنا تقديم تقنية جديدة للمستقبل وأردنا التوسع في الإنتاج، فسوف نتمكن من ذلك». ويضيف أن «العلماء ربما يتغلبون على محدودية المصادر الطبيعية في إنتاج مادة (الشريلك) الجديدة بالاستعانة بالهندسة الوراثية.