حرب مقاطع الفيديو تشتعل بين «العسكري» وثوار «التحرير»

الجيش توعدهم بمزيد منها.. فردوا بعشرات المقاطع المضادة

متظاهر يلقي بالحجارة تجاه جنود الشرطة العسكرية في ميدان التحرير أمس (رويترز)
TT

دخل المجلس العسكري الحاكم في مصر صراعا مفتوحا مع متظاهرين محتجين على بقائه في السلطة، وبينما استمرت المعارك على الأرض لليوم الثالث على التوالي بين الطرفين، فتح المجلس العسكري جبهة جديدة على الإنترنت، وبث للمرة الأولى رسالة تضمنت مقاطع فيديو على صفحته الخاصة على الموقع الاجتماعي «فيس بوك»، تظهر شبانا يحاولون اقتحام مجلس الوزراء. وهو ما قابله نشطاء سياسيون بعاصفة من مقاطع فيديو مضادة عن انتهاكات جنود الجيش.

وأصدر المجلس العسكري مساء أول من أمس الرسالة رقم 90، التي جاءت مختلفة عن رسائله السابقة، حيث تم إلحاقها بمقطع فيديو، بالإضافة إلى أن الرسالة حملت دفاعا مباشرا عن الأداء الأمني مع شباب وصفهم المجلس في بيان رسمي سابق على الرسالة بـ«البلطجية».

وتساءل المجلس العسكري في مستهل رسالته: «أليس من حقنا الدفاع عن ممتلكات الشعب المصري العظيم والتي أقسمنا على حمايتها.. هذه هي صورة المخطط الذي يتم تنفيذه ضد مصر، وهي تسجيلات خاصة بنا».

وأكدت الرسالة أن هناك مقاطع فيديو أخرى تثبت وجهة نظره، وقالت إنه «سيتم نشر المزيد من هذه الفيديوهات تباعا لإيضاح الحقائق أمام الرأي العام». وأظهرت المقاطع التي خلت من تاريخ تسجيلها مجموعة من الشباب يقومون بمهاجمة مبنى مجلس الوزراء، وبدا من المقطع أن هؤلاء الشباب يحاولون الاعتداء على شخص ما داخل المبنى.

ولوحظ أن مقطع الفيديو المستخدم في رسالة المجلس تم التقاطه من كاميرا محمولة، ومن الوجهة المقابلة لمجلس الوزراء حيث يقف المتظاهرون. كما أظهرت اللقطات شبانا يرشقون مبنى مجلس الوزراء بالحجارة، ومحاولات مجموعة أخرى إسقاط السور الحديدي الخارجي للمجلس، وإضرامهم النار بالمبنى عبر إحدى نوافذه.

ورد نشطاء سياسيون على الفور على مقاطع الفيديو التي بثها المجلس العسكري، بسيل من المقاطع على «يوتيوب» و«فيس بوك» تظهر أفرادا من الجيش يعتدون على المتظاهرين من أعلى أسطح بنايات حيوية منها مبنى مجلس الوزراء والبرلمان، والجمعية العلمية، كما أظهرت المقاطع التي بثتها عدة حركات سياسية معارضة لبقاء المجلس العسكري في الحكم، بينها حركة شباب 6 أبريل، اعتداءات جنود يحملون هراوات ومسدسات على متظاهرين عزل.

وجاء مقطع فيديو لجنود ثلاثة يعتدون على فتاة بالضرب وسط ميدان التحرير بقلب القاهرة، على رأس مجموعات من مقاطع الفيديو المتسلسلة التي بثتها الحركات المعارضة.

وقال خالد صلاح وهو ناشط سياسي ومدوّن شارك في الاعتصام أمام مجلس الوزراء طيلة الأسابيع الثلاثة الماضية إن «المجلس العسكري يصر على استفزاز الشباب.. هذا الفيديو (الذي حملته الرسالة 90) يدينه في المقام الأول».

وأوضح صلاح لـ«الشرق الأوسط»: «هذا المقطع يعود ليوم الجمعة الماضي وهو اليوم الذي أعلن فيه المجلس العسكري في بيانه أنه لم يتعرض للمعتصمين خلاله ولم يشتبك معهم.. فلماذا تركهم حتى ظهر يوم السبت يعتدون على المنشآت العامة».

وتابع: «الجيش اعترف بأنه استخدم القوة ظهر يوم السبت بعد إطلاق النار على جنوده.. وما رأيناه في المقطع المذاع كان ردا من المعتصمين على اعتداءات الجيش من فوق أسطح المباني خلال يوم الجمعة.. وكل من شارك في هذا اليوم يدرك ذلك على الفور».

واستخدم النشطاء في مصر مقاطع فيديو بثتها قنوات فضائية كانت تبث نقلا حيا من التحرير، وأظهرت هذه المقاطع التي تحمل شعار القنوات الفضائية التي غطت الأحداث، صورا لجنود يوجهون نيران أسلحتهم الخفيفة (مسدسات - وبندقيات آلية) باتجاه المتظاهرين الذي رشقوا الجنود بالحجارة.

وبث النشطاء كذلك ما قالوا إنه مداهمة عناصر من الجيش لمساكن تطل نوافذها على ميدان التحرير وتستأجرها قنوات فضائية لنصب كاميراتها لتغطية الأحداث. وتظهر المقاطع أشخاصا يرتدون زي الجيش ويترجلون داخل إحدى الشقق.

وكان شهود عيان ذكروا في وقت سابق أنهم شاهدوا عناصر من الجيش تداهم بنايات في ميدان التحرير، كما قطعت قناتان فضائيتان على الأقل بثهما الحي خلال بعض فترات يوم أول من أمس.