طهران: نرحب بتوقيع البروتوكول.. وكثير من وجهة نظرنا أخذ بعين الاعتبار فيه

مقرب من المالكي لـ«الشرق الأوسط»: توقيع اتفاق المراقبين تتويج لجهودنا ولا صحة لدور إيراني

TT

دخلت إيران بشكل مكشوف على خط البروتوكول العربي الذي يسمح بإدخال المراقبين إلى سوريا وموافقة دمشق على التوقيع عليه في القاهرة أمس. فبعد أن أعلن أمير عبد الله، نائب وزير الخارجية الإيراني، عن ترحيب الجمهورية الإسلامية بمبادرة السلام العربية التي وقعتها حليفتها سوريا ووصفها بأنها «مقبولة»، كشف عن أن «كثيرا من وجهات النظر الإيرانية أخذ بعين الاعتبار في الاتفاق» بين جامعة الدول العربية ودمشق.

ونقل تلفزيون «العالم» الإيراني عن المسؤول الإيراني أن طهران ترحب بمبادرة السلام العربية التي وقعتها سوريا أمس ووصفتها بأنها «مقبولة».

وأضاف عبد الله نائب وزير الخارجية الإيراني للتلفزيون أن ما يقبله الأسد تصرف مقبول في نظر إيران.

وأضاف أن «من الممكن دراسة إدخال بعض التعديلات على الخطة غير أن كثيرا من وجهات النظر الإيرانية أخذ بعين الاعتبار في الاتفاق»، حسب ما أوردته وكالة «رويترز». ولم يوضح المسؤول الإيراني ماهية التعديلات التي قدمتها بلاده.

وتصف طهران سوريا بأنها موقع متقدم لمقاومة إسرائيل التي ترفض إيران الاعتراف بها. ويشكل انهيار النظام في سوريا لطمة لإيران؛ حيث إن دمشق هي أوثق حليف عربي لطهران وأهم جسر لدى الجمهورية الإسلامية إلى العالم العربي.

كما أن المسؤول الإيراني لم يوضح كيف أن المقترحات الإيرانية أدخلت على الخطة العربية، وإن كان ذلك باتفاق مباشر مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي، كما قال، أدخل تعديلات بلغت 70% على نص بروتوكول إرسال المراقبين، أم إنه تم عبر الوساطة العراقية التي عرضتها بغداد مؤخرا.

وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد أرسل وفد وساطة إلى دمشق الخميس الماضي التقى بالأسد، ثم انتقل إلى القاهرة أول من أمس، لإيجاد حل للأزمة السورية وإيقاف نزف الدم. إلا أن الكثير من الجهات العربية وأخرى من المعارضة السورية اعتبرت المبادرة «إيرانية» وأن إيران وجهت حليفتها بغداد للتحرك من أجل إنقاذ الأسد في اللحظة الأخيرة قبل انتقال الملف إلى مجلس الأمن الدولي وخروجه من البيت العربي.

لكن سعد المطلبي، القيادي المقرب من المالكي، حرص على التأكيد أن المبادرة عراقية خالصة ولا وجود لأصابع إيرانية فيها. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «موافقة سوريا على توقيع اتفاق بروتوكول المراقبين العرب تأتي تتويجا للجهود الصادقة التي بذلها العراق خلال الفترة الماضية»، وأضاف أن «التأكيدات التي سبق أن صدرت عن مسؤولين سوريين كبار بشأن مقبولية الدور العراقي في هذه الأزمة شجعت العراق على المضي قدما في هذا الاتجاه».

وحول الدور الإيراني، رد المطلبي أن «العراق لديه ثقل عربي وكان مغيبا طوال السنوات الماضية وهو ما بات يعترف به الجميع وفي مقدمتهم العرب، ولولا الثقة في هذا الدور الذي يمكن أن يلعبه العراق واعتزازا بهذا الدور، لما قبلت كل الأطراف بما فيها الجامعة بدور العراق لو كان نابعا من تأثيرات إقليمية ومنها إيران» معتبرا أن «الحديث بهذا الاتجاه من أي جهة يصدر، إنما هو محاولة للإبقاء على عزلة العراق وإضعاف دوره».

وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قد وصف أمس التحركات العربية بشأن سوريا بأنها «تشبه النكتة»، وذلك قبيل إعلان دمشق توقيعها على بروتوكول للسماح بدخول بعثة مراقبين عربية إلى أراضيها.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا) عن أحمدي نجاد قوله إن «بعض الدول في المنطقة تقوم بتحركات تعتبرها إيران أشبه بالنكتة»، وأضاف أن «بعض دول المنطقة التي لم تجر أية انتخابات في تاريخها، اجتمعت وأصدرت قرارات ضد دولة أخرى قائلة لها: لماذا لا تجرون انتخابات».