أوباما يؤكد للجبالي دعم واشنطن للمرحلة «الانتقالية الديمقراطية»\

المرزوقي يستقبل ممثلي الديانات الثلاث.. ويدعو اليهود التونسيين للعودة إلى بلادهم

الرئيس التونسي المؤقت المنصف المرزوقي لدى استقباله أمس حاييم بيتان، كبير أحبار تونس، في قصر قرطاج، أمس (و.أ.ت)
TT

أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس دعم الولايات المتحدة لتونس في مكالمة هاتفية أجراها مع رئيس الوزراء التونسي الجديد حمادي الجبالي عبر له خلالها عن دعم الولايات المتحدة للعملية «الانتقالية الديمقراطية» في بلاده. وأوضحت الرئاسة الأميركية في بيان أنه خلال المكالمة التي بادر إليها أوباما «هنأ الرئيس تونس بالمرحلة الانتقالية التي هي بمثابة فرصة تاريخية لجميع التونسيين لتحقيق مزيد من الفرص السياسية والاقتصادية».

وأضاف البيت الأبيض أن أوباما «شدد على الصداقة ودعم الولايات المتحدة الصادق للتونسيين في وقت يفتحون هذا السجل الجديد من تاريخ بلادهم». وكان من المرتقب أن يعلن الجبالي تشكيلة حكومته التي يتوقع أن يتولى فيها حزب النهضة الإسلامي أهم الحقائب، وأن تعرض التشكيلة على رئيس الدولة المنصف المرزوقي بعد سنة من اندلاع انتفاضة أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي وشكلت انطلاقة لما سمي لاحقا الربيع العربي.

وكان أوباما قد هنأ «ملايين التونسيين» بمشاركتهم في عملية الاقتراع في تونس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مؤكدا أن بلادهم «غيرت مجرى التاريخ». وهناك اهتمام أميركي كبير بالتجربة التونسية وتداعياتها على المنطقة.

من جهة أخرى, استقبل المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية التونسية المؤقت بقصر قرطاج في تونس العاصمة أمس، الشيخ عثمان بطيخ مفتي الجمهورية التونسية الذي أوضح في تصريح عقب اللقاء أن المحادثات تناولت تصور الحياة الدينية في تونس، وآفاق إعادة الصورة الحقيقية للإسلام؛ «إسلام الاعتدال والوسطية إلى ربوع هذه البلاد».

وأضاف أنه «تم التأكيد بالمناسبة على أهمية نشر التوعية الدينية السليمة، وذلك بالتعاون بين الحكومة ورجال الفقه والأئمة والخطباء والمؤسسات الدينية التي تشرف على الدين الإسلامي القويم».

كما التقى الرئيس المرزوقي، أمس أيضا، كبير أحبار تونس حاييم بيتان الذي وصف هذا اللقاء بـ«التاريخي والودي»، خاصة أنه «تخللته دعوة إلى اليهود الذين كانوا يعيشون في تونس وغادروها إلى العودة إليها».

وعبر بيتان عن ارتياحه لما لمسه لدى الرئيس التونسي من اهتمام باليهود في تونس، واعتبارهم مواطنين كاملي الحقوق، معربا عن الأمل، من جهة أخرى «في أن يوفق المسؤولون والحكومة في تونس إلى قيادة البلاد نحو الأفضل».

وكان المرزوقي قد التقى إثر ذلك مع الأسقف مارون اللحام، رئيس أساقفة تونس الذي قال إن اللقاء كان «فرصة للتطرق إلى وضع الكنائس المسيحية في تونس»، التي قال «إنها تعيش بسلام وتتمتع بثقة ومحبة الشعب التونسي».

وأكد اللحام على أن اللقاء الذي جمعه برئيس الجمهورية «كان وديا إلى أبعد الحدود»، بما يعزز الشعور «بالامتنان والمحبة في قلب كل إنسان يعيش في هذا البلد المبارك».

على صعيد آخر، أجلت المحكمة الابتدائية في تونس النظر في قضية الآثار المرفوعة ضد فهد محمد صخر الماطري، صهر الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، الذي صدرت في حقه بطاقة جلب دولية، ومحمد الباجي بن مامي، رئيس بلدية تونس السابق، وفاروق بن مصطفى بن علي حمزة المسؤول في وزارة الثقافة، إلى 5 يناير (كانون الثاني) المقبل.

وتتمثل التهمة الموجهة إلى بن مامي، وفق ما ورد في قرار دائرة الاتهام، في تعمد موظف عمومي استغلال صفته لاستخلاص فائدة لا وجه لها لغيره والإضرار بالإدارة بمشاركة فاروق حمزة وصخر الماطري.

وتضاف إلى صهر بن علي تهمة جرائم الاتجار في قطع أثرية دون احترام الإجراءات المعمول بها، وتحويل مكان إيداع منقولات محمية، وعدم الإعلام عن امتلاك آثار، والتنقيب عن آثار منقولة وثابتة دون رخصة. ويعود أصل هذه القضية إلى العثور على 165 قطعة أثرية تعود إلى العهد الروماني وغيره من الحضارات المتعاقبة، بمنزل المتهم الماطري الكائن بالحمامات.

وثبت أنه ومن بين القطع التي تم العثور عليها داخل المنزل المذكور، قطع سبق الإعلان عن فقدانها من مخازن المعهد الوطني للتراث في فترة إشراف المتهم بن مامي على إدارته، بوصفه مديرا عاما للمعهد.

وتشير الأبحاث إلى أن المتهم بن مامي تعمد تقديم تعليمات شفاهية للمتهم الثاني في القضية فاروق حمزة، رئيس مصلحة التجهيزات بالمعهد آنذاك، بنقل مجموعة من القطع الأثرية من مخازن قصر السعيد، وكذلك القيروان وإيداعها المنزل الشخصي لمحمد صخر الماطري الكائن بالحمامات.

من جهة أخرى، تقرر صباح أمس تأجيل القضية المرفوعة ضد دريد بوعوينة نجل حياة بن علي، شقيقة الرئيس المخلوع، إلى يوم 26 ديسمبر (كانون الأول) الحالي للتفاوض والتصريح بالحكم.

وكانت الدائرة الجناحية السادسة بالمحكمة الابتدائية قررت سابقا تأجيل النظر في هذه القضية التي تورط فيها بوعوينة بحمل واستهلاك مواد مخدرة، إلى جانب شقيقه أكرم بوعوينة ووالدته حياة بن علي اللذين أحيلا بدورهما في هذه القضية وهما في حالة فرار.

على صعيد آخر، استبعدت مصادر أمنية تونسية أن يتم فتح معبر رأس جدير أمام المسافرين والحركة التجارية في الاتجاهين (تونس - ليبيا)، في الموعد المعلن عنه سلفا، وهو الخميس المقبل.

وبنت هذه المصادر توقعاتها على صعوبة أن يتم، في الموعد الذي حدده الطرف الليبي، الانتهاء من الأشغال الجارية بالمعبر، خاصة المتعلقة منها بتركيز المنظومة الإعلامية، وتجهيز المكاتب التي تم إتلافها بالكامل مع انسحاب الثوار منها.

ويتواصل، في انتظار فتح المعبر كليا، تأمين عمليات عبور الدبلوماسيين، وكذلك الحالات العاجلة.

يذكر أن الجانب الليبي كان قد أكد أن فتح المعبر سيتم في أجواء احتفالية وبإشراف وزير الداخلية، وسيتم بالمناسبة تكريم الثوار الذين سيطروا على المعبر منذ سقوط النظام الليبي.