كلينتون تعرب عن قلقها إزاء العنف في مصر وتحث السلطات على احترام حرية التعبير السلمي

الاتحاد الأوروبي: على الجميع ممارسة ضبط النفس والهدوء

TT

أعربت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن قلقها البالغ إزاء التقارير المستمرة عن العنف في مصر، وحثت قوات الأمن المصرية على احترام حقوق جميع المصريين وحمايتها، بما فيها الحق في حرية التعبير السلمي والتجمع السلمي.

ودعت كلينتون، في بيان للسفارة الأميركية بالقاهرة تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، السلطات المصرية إلى محاسبة من ينتهك هذه المعايير بمن فيهم قوات الأمن، وحثت المتظاهرين على التظاهر سلميا والامتناع عن العنف، معربة عن تعاطفها مع عائلات القتلى والمصابين.

وفي نيويورك، أبدى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قلقه البالغ من تجدد أعمال العنف في القاهرة وعودة المتظاهرين مجددا إلى الشوارع في مظاهرات ضد المجلس العسكري الذي تولى السلطة بعد سقوط نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك. وكرر كي مون قلقه البالغ من الاستخدام المفرط للقوة التي استخدمتها قوات الأمن ضد المتظاهرين، والتي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص وإصابة المئات. ودعا مون السلطات الانتقالية في مصر لضبط النفس واحترام حقوق الإنسان، بما في ذلك الحق في الاحتجاج السلمي. وأكد مون ضرورة توفير جو من الهدوء لدعم العملية الانتخابية كخطوة في طريق تحول مصر إلى الديمقراطية وإقامة حكم مدني.

من جانب آخر، انتشرت صورة الفتاة التي تعرضت للسحل والتعرية على يد الجنود، في جريدة «نيويورك تايمز» وعدد من الصحف الأميركية والمواقع الإلكترونية، وأشارت الصحف إلى أن قوات الأمن قامت بضرب الرجال وأمسكت النساء ومزقت ملابسهن وضربتهن.

يأتي ذلك في وقت يتجه فيه الكونغرس إلى وضع قيود وشروط صارمة على المعونة الأميركية لمصر، حيث يعيد الكونغرس النظر في مبلغ 1.3 مليار دولار الذي تمنحه واشنطن للجيش المصري سنويا، إضافة إلى 250 مليون دولار من المساعدات الاقتصادية.

واشترط بعض أعضاء الكونغرس أن يتم الإفراج والموافقة على هذه المساعدات لمصر مقابل أن تتعهد وزيرة الخارجية الأميركية أن مصر ستلتزم بمعاهدة السلام مع إسرائيل، وبالانتقال إلى حكومة مدنية، وتنفيذ سياسات لحماية حرية التجمع والتظاهر والتعبير عن الآراء، واحترام الحرية الدينية، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لضمان حماية هذه الحقوق.

وأعرب الاتحاد الأوروبي عن القلق البالغ إزاء المواجهات العنيفة التي شهدتها القاهرة، خاصة في ميدان التحرير «خلال الساعات القليلة الماضية»، وشجب الاتحاد الأوروبي، في بيان له أمس، الأحداث التي أسفرت عن خسائر في الأرواح، ووقوع أعداد من المصابين، معربا عن تعازيه لعائلات الضحايا.

وقالت كاثرين آشتون منسقة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي في البيان: «أحث جميع الأطراف على ممارسة ضبط النفس والهدوء، وندين بشدة استخدام العنف ضد المتظاهرين المسالمين، ولا بد من ضمان القانون والنظام بطريقة تحترم حقوق الإنسان، وعلى قوات الأمن أن تحمي حقوق جميع المواطنين في التظاهر السلمي وحرية التجمع والتعبير».

كما طالبت المسؤولة الأوروبية السلطات المصرية بأن تتخذ فورا إجراءات لوقف الاشتباكات، مؤكدة ضرورة إجراء تحقيق مستقل وبشكل فوري لتقديم المسؤولين عن العنف للعدالة، وقال البيان إن «مصر تشهد الآن انتخابات وتأتي في مرحلة التحول والتغيير نحو الديمقراطية، وهي عملية حاسمة وصعبة وينبغي أن تستمر في بيئة آمنة وشفافة».

وفي أمستردام، اعتبر زعيم اليمين المتشدد الهولندي خيرت فيلدرز رئيس حزب الحرية الداعم لحكومة الأقلية الحالية في هولندا، أن ما فعله الجيش المصري من تصرفات قاسية ضد المتظاهرين، يعبر عن الوجه الحقيقي للإسلام العنيف، على حد زعمه. وهذه ليست المرة الأولى التي يتطاول فيها فيلدرز على الإسلام، سواء من خلال تصريحات لوسائل الإعلام، أو من خلال فيلمه «فتنة» الذي بثه قبل أعوام قليلة على الإنترنت وأثار حالة من السخط والغضب لدى الجالية المسلمة في أوروبا ولدى الدول الإسلامية. ويعتبر فيلدرز، المعروف بمواقفه المناهضة للإسلام والأجانب، أحد أبرز المدافعين عما يسميه «عدم أسلمة أوروبا».

وسبق لوزارة الخارجية المصرية أن استدعت السفيرة الهولندية بالقاهرة للاحتجاج على تصريحات خيرت فيلدرز زعيم حزب الحرية المعادي للإسلام.