الجيش اللبناني يضبط 4 صواريخ قبل إطلاقها على المستعمرات الإسرائيلية

مصدر أمني يؤكد أنها رسائل لإدخال العامل الإسرائيلي في تطورات المنطقة

مدرعة من قوة الامم المتحدة المؤقتة (اليونيفيل) في بلدة المجيدية في جنوب لبنان حيث قال الجيش اللبناني انه كشفاربعة صواريخ كاتيوشا في بستان الزيتون بالقرب من الحدود مع اسرائيل أمس (أ.ف.ب)
TT

عثرت مخابرات الجيش اللبناني أمس على 4 صواريخ «كاتيوشا» من عيار 107 مليمترات في وادي خمسة، قرب بلدة المجيدية في جنوب لبنان وهي غير معدة للإطلاق، وعلى الفور ضرب الجيش، بمساعدة قوات الطوارئ الدولية «اليونيفيل»، طوقا حول المنطقة التي تم فيها العثور على الصواريخ، ومنع أيا كان من الاقتراب من المنطقة بمن فيها الصحافيون، وعمل على ضبطها ونقلها إلى إحدى ثكناته.

ويأتي هذا الحادث بعد أسبوع واحد على إطلاق صاروخ من وادي القيسية في خراج بلدة مجدل سلم، باتجاه المستوطنات الإسرائيلية، كان سقط خطأ في بلدة حولا اللبنانية، وأصاب أحد المنازل وأدى إلى إصابة امرأة بجروح بليغة.

وفي هذا الإطار لفت مصدر في الجيش اللبناني، إلى أن «الصواريخ عثر عليها مطمورة داخل أنابيب، من دون أن تكون مجهزة بمنصة وغير محضرة للإطلاق». وأوضح المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن «وحدات الجيش العاملة في الجنوب تقوم بدوريات متواصلة لمراقبة أي أعمال مخلة بأمن المنطقة والبحث عن مثل هذه الصواريخ، وقد عثر على الصواريخ الأربعة في منطقة وعرة جدا وغير مأهولة، مما يسهل حركة الأشخاص الذين يقتنونها، وعلى ما يبدو أن الصواريخ الأربعة نقلت إلى هناك كمقدمة لإحضار منصة تمهيدا لإطلاقهم باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما حصل منذ أيام». مشيرا إلى أن «الهدف من هذه الصواريخ هو إظهار أن الوضع في جنوب لبنان غير مستقر، لكن الجيش سيبقى يقظا لتفويت الفرصة على الجهات التي تسعى لتسخين الوضع جنوبا».

إلى ذلك أكد مصدر أمني بارز لـ«الشرق الأوسط»، أن «ظاهرة الصواريخ والتفجيرات التي تستهدف قوات (اليونيفيل)، هي رسائل متعددة الأوجه، إما إظهار عجز القوى الأمنية اللبنانية عن وقف هذه الخروقات، توطئة للطلب محليا أو دوليا لإعادة النظر في صلاحية قوات الطوارئ، وإما لتسخين الوضع في الجنوب وصرف الأنظار عما يجري في محيط لبنان (سوريا)، وإما إدخال العامل الإسرائيلي على تطورات المنطقة، سيما أن إسرائيل غير راضية عن دور (اليونيفيل) والجيش اللبناني معا».

ورأى المصدر أن «هوية الجهة التي تقوم بهذه الأعمال باتت واضحة، وهي تحاول أن تخدم الهدف الذي تسعى إليه عبر جر الوضع اللبناني إلى التفجير». وقال: «هناك نوايا لدى بعض الجهات لتوتير الوضع في الجنوب، وإذا كان الجيش نجح (أمس) في ضبط هذه الصواريخ، وأحبط محاولة إطلاقها، فهذا يعني أن المسؤولية باتت مضاعفة، فعلينا ألا ننام على حرير وأن نكون مهيئين دائما للتصدي لهكذا محاولات في كل يوم».

أما حزب الله فرأى عبر عضو كتلته النيابية، النائب علي فياض، أن «ثمة من يبيت نية سيئة تجاه الجنوب اللبناني، ويعمل في العتمة والخفاء لاستهداف أمنه واستقراره، وفق أهداف لا تتصل بالدفاع عن لبنان، أو استهداف العدو الإسرائيلي، بل بتشويه صورة المقاومة التي كانت دائما واضحة المعالم ومعلنة الهوية، والتي دأبت على مدى أشهر ماضية على التأكيد على أن الاستقرار في لبنان هو أولوية يجب عدم التهاون بها».

واعتبر فياض أن «هذا الحرص ينبع من طبيعة المرحلة والتحديات والمخاطر والتناقضات والتعقيدات والصراعات التي تحيط بوطننا، والتي تحتم علينا حماية بلدنا وصيانته والحؤول دون أن تتسرب كل محاولات العبث بالأمن والاستقرار إلى داخله»، وقال: «إن المواقف اللامسؤولة والخطيرة التي اتهمت المقاومة بأنها تقف وراء الاعتداء على القوات الدولية، تهدف إلى تغطية وتشجيع الفاعل الحقيقي لهذه الأعمال العدائية على تهديد الأمن والاستقرار».