«تويتر».. ساحة حرب جديدة بين الناتو وطالبان

خط الاتصال الوحيد المفتوح بين الأميركيين والحركة الأصولية

صورة من المداخلات بين طالبان وإيساف في أفغانستان
TT

تطور ميدان المعركة بين حركة طالبان الأصولية والجيش الأميركي ليشمل موقع التواصل الاجتماعي «تويتر». فقد بدأت الحرب على «تويتر» بين الجانبين في 14 سبتمبر (أيلول)، في غضون الهجوم على السفارة الأميركية في العاصمة الأفغانية كابل. وكانت طالبان تعتمد من قبل بصفة أساسية على موقعي «فيس بوك» و«يوتيوب»، ولكن الآن يبدو أن موقع «تويتر» هو الشبكة الجديدة المفضلة للحركة.

والمعروف أن المشرفين على شبكات التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت عادة ما يتدخلون لوقف نشاط أي صفحات تدعو للعنف أو الكراهية، ولكن في كثير من الأحيان فإن صفحات لمبتدئين تظل عالقة على تلك المواقع لفترة قبل أن يتم اكتشافها.

وأشارت صحيفة «واشنطن بوست» أمس إلى أن الشجار الحالي يبدو أنه هو خط الاتصال الوحيد المفتوح بين الأميركيين وحركة طالبان بعد انهيار مباحثات السلام الاستكشافية هذا العام. ويقول عسكريون أميركيون إن الهجوم الكبير على المجمع الدبلوماسي أكد لهم أنهم بحاجة إلى أخذ زمام المبادرة الدعائية المتمثلة في «تويتر»، حيث إنه أداة متاحة يمكن أن تصوغ القصة أسرع بكثير من النشرات الإخبارية أو الرد على الاستفسارات. وأضافت أن كثيرا من المنظمات «الإرهابية» لديها مواقع إنترنت متطورة وعمليات وسائل إعلام اجتماعية عدوانية على الرغم من الجهود المشكوك فيها من قبل وكالات المخابرات الغربية لاختراق وتعطيل المواقع الإلكترونية لهذه المنظمات. وتقاتل قوات حلف شمال الأطلسي، ناتو، الحركة المتشددة منذ غزو أفغانستان في أواخر عام 2001.

وعلى مدار الأشهر الأخيرة، شهد موقع التواصل الاجتماعي مواجهات كلامية بين المستخدمين: «إيساف ميديا» - المكتب الصحافي الخاص بقوة المساعدة الأمنية الدولية «إيساف» التابعة للناتو؛ و«أبالكى» نيابة عن طالبان.

وبلغت «المواجهات» بين الطرفين مؤخرا أوجها، إلى حد تبادل الاتهامات الشخصية، على ضوء مزاعم بأن «الناتو» يستأجر مرتزقة من الأفغان يعملون لحسابه، مما أدى إلى تراشق لفظي بين الطرفين. وتوضح صور من المداخلات على «تويتر» حجم التراشق بين الجانبين.

- «إيساف ميديا»: «انظر لا أحد يأخذكم على محمل الجد.. كل ما تطبعه خطأ، عليك التوقف».

فرد «أبالكي» (طالبان): «لهذا تم اختيارك لأداء هذه الوظيفة، فلو لم أكن موجودا هناك، فلن تكون لديك وظيفة».

وذكرت «واشنطن بوست» أن من أسباب لجوء المسؤولين الأميركيين لـ«تويتر» هو النشاط المتزايد لمن سموهم المتطرفين على الشبكات الاجتماعية وتجنيدهم أميركيين متعاطفين للعمل معهم. وبحسب الصحيفة؛ فإنه على الرغم من أن طالبان ليست الجماعة المتطرفة الوحيدة على «تويتر»، فإنها تبدو الوحيدة التي تتبادل رسائل مع الجيش الأميركي. ويقر أحد المسؤولين بأن طالبان لديها معلومات استخباراتية عملياتية جيدة.

ويبدو أن المسؤولين العسكريين يراقبون رسائل طالبان بدقة ويتجاهلون الرسائل غير المؤثرة التي يجدون فيها استثارة من نوع ما لعوام الناس، فيجابهونها بسرعة وحسم لتفنيدها». لكن المسؤولين ليس لديهم وجهة نظر قوية حول مدى أهمية منح جماعات مثل طالبان منبرا رئيسيا في المواقع الإعلامية الاجتماعية التقليدية لأن مداخلات طالبان يبدو أنها لا تنتهك المبادئ التوجيهية لموقع (تويتر)».

ويذكر أن الحرب الإلكترونية تدخل في سياق حرب معلومات متنامية تشهدها أفغانستان في الآونة الأخيرة، فالحلف الأطلسي ينظر إلى الحرب الأفغانية التي تدخل عامها العاشر، باعتبارها حرب مفاهيم، لذلك لجأ، ومنذ فترة طويلة، إلى وسائل الإعلام التقليدية لإيصال رسالته، ويبدو مصمما على أن تكون له يد العليا في وسائل التواصل الاجتماعي كذلك.

وانتقد البعض الحرب الكلامية بين الجانبين، من بينهم لطف الله نجافيزادا، من قناة «تولو تي في»، أكبر شركات التلفزيون في أفغانستان: «بعضها مضحك، وأنا أتساءل عن أسباب رد إيساف.. يجب عليها التوقف، إذ قد لا تضع طالبان قيد الاعتبار قواعد التخاطب، من الأفضل لهم الابتعاد عن مثل هذه الاتصالات فقد تكون غير مجدية لهم».