بعد توقيع «البروتوكول».. عشرات القتلى والجرحى برصاص الأمن السوري وإدانة دولية للانتهاكات

انطلاق أكبر مظاهرة في دمشق حتى الآن.. والمحتجون طالبوا بـ«إعدام الأسد»

لافتة يرفعها طفل سوري خلال مظاهرة في سراقب بإدلب، أمس
TT

بعد ساعات قلائل من توقيع نظام الرئيس السوري بشار الأسد على بروتوكول بعثة المراقبين العرب لتقصي الحقائق على الأرض في سوريا، قتل عشرات من الجنود السوريين المنشقين بإطلاق النار عليهم لدى فرارهم من مراكزهم في منطقة جبل الزاوية في محافظة إدلب. كما لقي ستة مدنيين حتفهم برصاص قوات الأمن السورية في محافظتي درعا ودير الزور. وفي غضون ذلك، انطلقت أكبر مظاهرة حتى الآن في العاصمة دمشق طالب خلالها المحتجون بإعدام الأسد، وانتهت بمقتل 3 أشخاص على الأقل وإصابة نحو ثلاثين. وتزامن ذلك مع إعلان الأمم المتحدة قرارا يدين انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا.

وتم تبني القرار بموافقة أكثرية 133 دولة ورفض 11 وامتناع 43 عن التصويت. ووصف السفير السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري القرار بأنه مؤامرة «شيطانية» ضد بلاده. وجاء ذلك بينما نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن جندي منشق قوله أمس إن «عشرات الجنود المنشقين استشهدوا عصر اليوم (أمس) إثر إطلاق النار عليهم من رشاشات متوسطة لدى فرارهم من مراكزهم العسكرية على الطريق بين بلدتي كنصفرة وكفرعويد بجبل الزاوية»، مقدرا عددهم بما بين ستين وسبعين جنديا. وأضاف الجندي المنشق الذي أورد المرصد أنه «أصيب بجروح» أن «السلطات السورية سحبت جثامين» الجنود المنشقين، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية. وتزامن ذلك، مع مقتل ستة مدنيين برصاص قوات الأمن السورية في محافظتي درعا (جنوب) ودير الزور (شرق). وقال المرصد السوري في بيان إنه في محافظة درعا «استشهد شاب صباح الاثنين (أمس) في قرية العجمي غرب مدينة درعا إثر إطلاق رصاص عشوائي من قبل قوات الأمن السورية».

وأضاف أنه في المحافظة نفسها «استشهد مواطنان في مدينة الحراك وأصيب ثمانية بجراح بعضهم بحالة حرجة واعتقل العشرات إثر اقتحام قوات أمنية وعسكرية سوريا المدينة صباح الاثنين».

وفي محافظة دير الزور أكد المرصد أنه «استشهد ثلاثة مواطنين وأصيب العشرات بجراح في مدينة القورية شرق مدينة دير الزور إثر إطلاق نار عشوائي من رشاشات ثقيلة ومتوسطة عقب اشتباكات عنيفة بين مجموعات منشقة والجيش والأمن النظامي السوري (...) استولت خلالها مجموعة منشقة على سيارة تابعة للأمن العسكري».

من جهة ثانية، انطلقت مظاهرة حاشدة في دمشق أمس، وأفاد ناشطون سوريون أن ثلاثة شبان قتلوا وأصيب نحو 30 آخرين أثناء محاولة قوات الأمن السوري فض مظاهرة حاشدة خرجت في حي الميدان في العاصمة دمشق، ووصفت مصادر محلية في حي الميدان أن المظاهرة التي خرجت أمس كانت الأكبر التي تخرج في مدينة دمشق منذ بدء الأحداث. وقدرت الأعداد بنحو عشرين ألف متظاهر طالبوا بإسقاط النظام السوري وإعدام الرئيس. وتداعى المتظاهرون إلى حي الميدان تلبية لنداء وجهه ناشطون عبر موقع «فيس بوك» للمشاركة في تشييع فتاتين قتلتا يوم أول من أمس بنار قوات الأمن التي حاولت فض مظاهرة طلابية خرجت من مدرسة زين العابدين للإناث في حي الميدان. إلا أن التشييع لم يتم وصلى المتظاهرون صلاة الغائب على روح القتيلتين، وتضاربت الأنباء حول عدم تشييع الفتاتين، فهناك من أكد أن الدفن تم بسرية تامة ليل أول من أمس وتحت ضغط الأجهزة الأمنية، بينما أفادت مصادر أخرى أنه لم يتم تسليم الجثمانين لأهلهما بعد، منعا لتحول التشييع إلى مظاهرة.

ولكن المتظاهرين الذين توافدوا إلى الميدان انطلقوا في مظاهرة حاشدة، وقال أحد المشاركين في المظاهرة لـ«الشرق الأوسط» إن عدد المشيعين فاق العشرين ألف شخص وبمشاركة نسائية كبيرة، وإن أكثر من نصف العدد كان من سكان المنطقة والباقي توافدوا من ريف دمشق، (دوما، وداريا، وحرستا، والمعضمية، وقدسيا) وأن الهتافات كانت تهدر عالية جدا في شارع أبو حبل، وسط تعاطف من سكان الحي. وكلهم يصرخ «إيد وحدة إيد وحدة» وأن أحد الشباب اعتلى عامود كهرباء ولوح بعلم الاستقلال في أول مرة يلوح به بهذا العلم وسط مدينة دمشق، كما تم رمي منشورات بينما المتظاهرون يغنون «الانتصار الانتصار» ويضيف المشارك بالمظاهرة، أن الشبيحة وقوات الأمن حضروا إلى المكان وحاصروا المتظاهرين، ثم بدأوا بإطلاق نار كثيف لتفريق المتظاهرين أدى إلى سقوط بعض الجرحى أرضا وقتل ثلاثة شبان هم محمد ايهم السمان (18 عاما) ومؤيد هزاع (20 عاما) وأنس شهلا (17 عاما) وحصلت فوضى كبيرة وتفرق المتظاهرون باتجاه الحارات الفرعية.

من جانبه قال أحد الناشطين إن قوات الأمن أطلقت نارا حيا وقنابل مسيلة للدموع، وأن الاستهداف كان مباشرا، كمما جرت حالات اختناق.

وتضامنا مع حي الميدان خرج نازحو الجولان في مظاهرة في حي الحجر الأسود رغم الوجود الأمني الكثيف. كما خرجت مظاهرات في منطقة نهر عيشة القريبة من حي الميدان وجرى قطع الطريق السريع دمشق - درعا ثلاث مرات من قبل المتظاهرين حيث تم إحراق الإطارات والزيت.