مصدر يمني مسؤول لـ «الشرق الأوسط»: السفراء الغربيون طلبوا من هادي نقل قيادات عسكرية وقبلية

مقتل جنديين و13 مقاتلا من «القاعدة» في معارك جديدة بجنوب اليمن

مسلح قبلي من أنصار الشيخ صادق الأحمر يقف أمام أحد المنازل المدمرة إثر المواجهات العنيفة التي اندلعت مؤخرا بين مسلحي الشيخ الأحمر والقوات الحكومية (أ.ب)
TT

ذكر مصدر يمني مسؤول أن السفير الأميركي في صنعاء طالب بنقل 4 شخصيات أمنية وقبلية في محافظة تعز لتعود الأمور إلى الهدوء. جاء ذلك في وقت اشتدت حدة المواجهات بين عناصر إسلامية متشددة في محافظة أبين والجيش اليمني مما أوقع عددا من القتلى والجرحى، ويعقد السلفيون مؤتمرا لنصرة دماج التي دخل حصارها من قبل الحوثيين شهره الثالث. وذكر المصدر اليمني المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من لندن أن السفير الأميركي باعتباره يمثل سفراء الدول الغربية «طلب نقل كل من القياديين الأمنيين في تعز العقيد عبد الله قيران مدير أمن المحافظة والعقيد مراد العوبلي قائد الحرس الجمهوري في المحافظة، والعميد صادق سرحان الملخلافي وهو قائد قوات الدفاع الجوي في الفرقة الأولى مدرع المنشقة وكذا حمود المخلافي وهو شيخ قبلي موال للثورة». وأكد المصدر المسؤول «أن السفير الأميركي والسفراء الغربيين في صنعاء تقاسموا المهام فيما بينهم لمراقبة الوضع على المستويات الأمنية والاقتصادية في البلاد، وهذا يدل على اهتمام العالم بالشأن اليمني أكثر من اليمنيين أنفسهم». وفيما يخص قوانين العفو العام المزمع إقرارها في مجلس النواب كجزء من الاتفاقية الخليجية التي وقع عليها الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في الرياض، قال المصدر اليمني المسؤول «إقرار قانون العفو العام من قبل البرلمان بند من بنود المبادرة الخليجية، وهذه تخص الرئيس ومن عمل معه، غير أن الحكومة تدرس إصدار قانون بالعفو العام يمتد ليشمل مختلف الأطراف ويرجع للوراء إلى تاريخ 1990». إلى ذلك عقد السلفيون بمحافظة الحديدة مؤتمرا لنصرة دماج، شارك فيه الآلاف من مشايخ وأنصار التيار السلفي بالمحافظة، حيث دعا المؤتمر جماعة الحوثي إلى إنهاء «عدوانهم على دماج فورا، ورفع الحصار عنها، وإزالة جميع المظالم، ووقف استفزازاتهم، وسفك دماء الأبرياء». وحذر المؤتمر الحوثيين بأنه وفي حال استمرار الحصار والعدوان على دماج فإن مشايخ وعلماء التيار السلفي وجميع أنصاره سيكون لهم حق الدفاع عن أنفسهم بكل الطرق المشروعة، كحق كفلته الشريعة الإسلامية والأعراف القبلية. واختتم المؤتمر فعالياته أمس، تحت شعار «الدفاع عن السنة ونصرة المظلومين»، حيث عبر المؤتمرون عن إدانتهم لكل أعمال القتل والحصار على أهالي دماج والمناطق الأخرى المعتدى عليها، محملين جماعة الحوثي المسؤولية الكاملة عن كل ما يحدث من قتل وعدوان. كما دعا المؤتمرون الدولة والحكومة والسلطة المحلية في صعدة للقيام بواجبهم نحو هؤلاء المواطنين في دماج، وتوفير الحماية والأمن لهم عملا بالواجب الشرعي، ودعوا أبناء القبائل المجاورة لأهالي دماج للتعاون مع إخوانهم في فك الحصار عنهم، ودعوا جميع أهالي صعدة والمحافظات المجاورة لها، وأبناء اليمن عموما بالعمل على فك الحصار الظالم المفروض عليهم منذ ما يزيد على شهرين. وشدد بيان صادر عن المؤتمر تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه على ضرورة تصحيح المفاهيم وتحذير الناس مما وصفها بالفرق الهدامة والعمل على تعميق روابط الأخوة الإيمانية بين أفراد المجتمع المسلم.

وخرج يمنيون إلى شوارع العاصمة صنعاء أول من أمس للمطالبة بمحاكمة رموز نظام الرئيس علي عبد الله صالح على قتل متظاهرين خلال الانتفاضة التي شهدتها البلاد رافضين الحصانة الممنوحة له من الملاحقة القضائية.

وأثار اتفاق نقل السلطة الذي وقعه صالح الشهر الماضي غضب المحتجين. ويمنح الاتفاق صالح الحصانة من الملاحقة القضائية إذا وفى بتعهده بالتنحي عن السلطة. وبموجب الاتفاق الذي توسطت فيه دول مجلس التعاون الخليجي نقل صالح سلطاته إلى نائبه عبد ربه منصور هادي. واتفق حزب مؤتمر الشعب العام الذي ينتمي إليه صالح وأحزاب المعارضة على اقتسام المناصب الحكومية بينهما وقاما بتشكيل حكومة وحدة وطنية لقيادة اليمن حتى الانتخابات الرئاسية في فبراير (شباط). وأطاحت انتفاضات في العالم العربي حتى الآن بزعماء تونس ومصر وليبيا الذين حكموا بلادهم عشرات السنين دون معارضة تذكر لكنهم فوجئوا بحركات مطالبة بالديمقراطية حاولوا قمعها بدرجات متفاوتة من القوة. وأعلنت مصادر عسكرية يمنية أمس مقتل جنديين و13 مقاتلا من تنظيم القاعدة في معارك دارت ليل أول من أمس في مدينة زنجبار بجنوب اليمن التي يسيطر عليها إسلاميون متطرفون منذ أشهر طويلة.

وأوضحت هذه المصادر أن الجيش شن قصفا مدفعيا على عدة مواقع تابعة لجماعة «أنصار الشريعة» المرتبطة بتنظيم القاعدة حول المدينة، في وادي حسان وعمودية وباجدار، مما أدى إلى سقوط 13 قتيلا من المقاتلين بينهم 3 «أمراء». وأكد مصدر حكومي لوكالة الصحافة الفرنسية أن الجيش اليمني حظي في المعركة «بدعم لوجيستي أميركي ساعده على تحديد مواقع المتطرفين». وقد عزز تنظيم القاعدة تواجده بشكل كبير في جنوب اليمن خلال الأشهر الأخيرة لا سيما في محافظة أبين التي يسيطر على عدة مدن فيها، واستفاد التنظيم من ضعف وتفكك الدولة المركزية اليمنية التي يواجه رئيسها علي عبد الله صالح حركة احتجاجية واسعة مطالبة بإسقاطه.