ناشطون من اللاذقية لـ«الشرق الأوسط»: انفجارات كثيفة وملاحقة الناشطين وانشقاق ضباط

حي الصليبة في المدينة الساحلية يعيش «ظروفا بائسة»

مظاهرة طلابية في كلية الهندسة الكهربائية في جامعة حلب أمس
TT

أفاد ناشطون من مدينة اللاذقية السورية لـ«الشرق الأوسط»، بأنهم سمعوا انفجارات في منطقة الصليبة ظهر أمس، وأكدوا أن «انفجارا كبيرا هز حي الرمل الجنوبي مساء، حيث تبعه انتشار أمني كثيف». وأوضح سالم (اسم مستعار) في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن «اللاذقية لم تعش مشاهد العنف مسبقا كهذا الأسبوع، حيث شدد رجال الأمن قبضتهم على الحارات الداخلية والأحياء الفرعية للمدينة لقمع المظاهرات وقتل الناس وقنصهم، حيث زرعت قوات الأمن شبيحتها فوق الأسطح لقنص الناشطين واعتقالهم».

وأكد الناشط سماع دوي انفجار قوي هز حي قنينص، مضيفا «إن قوات الأمن طوقت حي العوينة بـ4 سيارات لمداهمة منازل واعتقال الناشطين، كما جابت سيارات الأمن وسيارات مخابرات جوية وشرطة المرور على الدراجات النارية شارع الإسكان بالصليبة واعتقلت أكثر من 40 ناشطا وساقتهم إلى وجهة غير معروفة»، مشيرا إلى أن «الوضع الإنساني لمعظم الأحياء في اللاذقية سيئ للغاية، حيث تم نشر برنامج تقنين كهربائي قاس، ومعظم السكان يعانون من نقص في بعض المواد الغذائية، حيث يمنع التجار من إدخال المواد التموينية لمعاقبة السكان على مجاراتهم للانتفاضة، وخصوصا حي الصليبة، حيث يحاصر من قبل القوات الأمنية وشبيحتها لتخويف السكان وإجبارهم على عدم الخروج في مظاهرات»، مؤكدا أن «سيارات الأمن والشبيحة تجول بالتزامن مع انقطاع التيار الكهربائي في الحي وتطلق النار عشوائيا لإرهابهم».

وأوضح أن «قوات الأمن السورية قامت باعتقال أحد الأطفال، والذي لا يتجاوز عمره الثانية عشرة في مشروع الصليبة قرب فرن الدولة، وتم اعتقال الشاب إبراهيم نداف في نفس المنطقة من أمام منزله»، مضيفا أنه «تمت محاصرة بناء في سوق الخضار في بستان الحمامي مع مداهمة أحد المنازل، كما تم اعتقال شاب من بستان الصيداوي ورجل خمسيني من حي السكنتوري».

وأكد سالم «انشقاق عدد من الجنود الموجودين على حاجز مسبح الشعب»، وأعلن أن «منشقين من الضباط تم اعتقالهم في اللاذقية من قبل قوات الأمن وهم النقيب ماهر قنبر والنقيب حسين الأحمد والملازم أول مدين مهنا والملازم أول سامر السبع والملازم أول أيمن قرفقلي».

وأكد أنه في «مجمع الطالبات تم تعليق ورقة تدعو إلى الإضراب في الساحة، وألقيت منشورات وأعلام الثورة، وتم تعليق صندوق مكتوب عليه (خبر عاجل: سقط بشار في مجمع البنات)، وخطت الكثير من الكتابات الأخرى على الجدران تنتقد المبادرة العربية وتتهم الدول العربية بالتآمر على شعب سوريا وإحاطة النظام بالوقت».

وأشار إلى أن «شخصا يعمل بمقبرة الروضة أكد له أن قوات الأمن تحضر كل يوم 3 أو 4 أشخاص استشهدوا تحت التعذيب ليتم دفنهم هناك، والعدد أصبح إلى الآن قرابة 100 شهيد وأغلبهم من المعتقلين بمدرسة شكري حكيم، حيث يأتي بهم رجال الأمن ليلا ويتم تهديدهم بأنهم إن أفصحوا بأي كلمة سوف يكونون معهم في عداد الجثث المدفونة، وللعلم فإن المدرسة ممتلئة بالمعتقلين»، مؤكدا أن «تعزيزات أمنية عند مداخل اللاذقية من جهة حي اليهودية ودوار الجامعة، إضافة إلى استنفار أمني على مدخل الجامعة وشوهد وجود دورية مدججة بالسلاح تقف عند معمل الجود على مدخل اللاذقية وتوقف السيارات عشوائيا ودورية أخرى من الشرطة العسكرية عند دوار الجامعة توقف السيارات».

وأكد أنه «بعد أن تم منع الصيد في السواحل السورية، سمع صباح أمس دوي عدة انفجارات بحرية على امتداد الساحل السوري، وعلى ما يبدو أنه مشروع تدريبي في البحرية يهدف إلى توسيع دائرة التضييق العسكري من قبل النظام».

وتحدث عن «مظاهرات ليلية خرجت في حي القلعة، حيث هتف المتظاهرون لحمص وإدلب وللشعب الذي يريد إسقاط النظام، وخرجت بالتزامن مظاهرة أخرى في حي الصليبة، رافقها إطلاق نار في شارع الإسكان، حيث كان المتظاهرون يهتفون بالتكبير». وأكد سالم لـ«الشرق الأوسط» أن «المخابرات الجوية لاحقت عددا من الشباب أثناء اتجاههم إلى الحدود التركية، واعتقلوا ثلاثة شباب .