الهاشمي في أربيل: القضاء العراقي فقد استقلاليته.. لكني مستعد للمحاكمة في كردستان

ديوان رئاسة الإقليم لـ «الشرق الأوسط» : نائب الرئيس في ضيافة بارزاني وتسليمه إلى بغداد غير وارد

مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان لدى استقباله طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية العراقي في أربيل أمس («الشرق الأوسط»)
TT

دعا نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي في مؤتمر صحافي عقده في مدينة أربيل أمس بنقل ملف الدعوى القضائية المسجلة ضده في بغداد إلى إقليم كردستان، معربا عن استعداده الكامل للمثول أمام محكمة قضائية مستقلة في إقليم كردستان، على اعتبار أن القضاء العراقي فقد استقلاليته، وأنه في ظل ذلك ليس مستعدا للمثول أمام المحكمة ببغداد.

وقال الهاشمي «إن التهم الموجهة إليّ باطلة وغير مشروعة، وهي تهم مفبركة ضدي لأغراض سياسية، وإن التهم الموجهة إليّ عبر الاعترافات التي قدمها عدد من حراسي وعرضتها (الفضائية العراقية) غير صحيحة». وأعرب الهاشمي عن استعداده للمثول أمام محكمة قضائية مستقلة بإقليم كردستان، على اعتبار أن القضاء العراقي فقد مصداقيته واستقلاليته، وبذلك فهو ليس مستعدا للمثول أمام أية محكمة في بغداد». وقال «أنا نائب لرئيس الجمهورية، ومن الخطأ التعامل معي بهذا الشكل، ولذلك أستغرب تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما عندما يقول بأن العراق أصبح دولة ديمقراطية».

في غضون ذلك، وفي اتصال مع الدكتور فؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان، الذي لجأ إليه الهاشمي، أكد في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» أن «إقليم كردستان على استعداد لتوفير محاكمة عادلة حول هذا الموضوع في حال وافقت السلطة القضائية في العراق على ذلك، لأن إقليم كردستان هو جزء من العراق، فإذا سمحت الإجراءات والسياقات القانونية بعقد تلك المحاكمة في الإقليم، فنحن مستعدون للتعاون مع القضاء العراقي». وأشار حسين إلى أن «هذا الموضوع ليس سياسيا حتى يكون لنا موقف مغاير للأطراف الأخرى، هذا الموضوع قانوني بحت ويحسمه القضاء العراقي ونحن مستعدون للتعاون في هذا المجال». لكن رئيس الديوان نوه بمسألة الإجراءات القانونية ضد نائب رئيس الجمهورية وقال «إن السيد الهاشمي هو نائب لرئيس الجمهورية، وهناك سياقات قانونية ودستورية يتطلب مراعاتها عند اتخاذ أية إجراءات ضده».

وحول إمكانية تسليم الهاشمي إلى السلطات القضائية العراقية في حال طلبت ذلك من إقليم كردستان، قال رئيس ديوان رئاسة الإقليم «حسب علمي فإن السيد الهاشمي هو في دائرة الاتهام وليس مدانا، وهناك فرق كبير بين من يكون في تلك الدائرة وبين المجرمين المدانين، عليه فإن تسليمه إلى السلطات العراقية غير وارد إطلاقا». وحول ما إذا كان الهاشمي سيمكث في كردستان في ظل حماية رئيس الإقليم قال حسين «السيد الهاشمي جاء إلى أربيل للقاء الرئيس بارزاني بصفته نائبا لرئيس الجمهورية، وهو الآن ضيف على الرئاسة، ومن حقه أن يمكث فيها الفترة التي يشاء وحسب ظروفه الخاصة». وكانت قيادة عمليات بغداد أكدت أمس أن «القوات الأمنية ملزمة بتنفيذ أمر إلقاء القبض بحق المتهم طارق الهاشمي في جميع المناطق دون استثناء».

وفي الوقت الذي أشار فيه رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان إلى أن «أزمات العراق تتضخم يوما بعد يوم، وأن البلاد تمر اليوم بأزمة سياسية وأمنية وإدارية بالغة الخطورة»، أكد أن «تلك الأحداث ستؤثر بطبيعة الحال على إقليم كردستان سواء بشكلها الإيجابي أو السلبي». وأضاف «عليه، فإن قيادة الإقليم تتابع عن كثب جميع التطورات الحالية في بغداد وسيكون لها موقفها في كل ما يطرأ من التغييرات والتطورات على الوضع السياسي في العراق».

وكان الرئيس مسعود بارزاني قد التقى في وقت سابق أمس بالهاشمي، وأشار تصريح مقتضب صدر عن رئاسة الإقليم إلى أن الجانبين بحثا الأوضاع السياسية العامة في العراق وخصوصا الأحداث التي شهدها في اليومين الماضيين، وأكدا على ضرورة معالجة الأزمة التي تعصف بالعملية السياسية حاليا بتعاون جميع الأطراف وتطبيع العلاقات، وتم التأكيد على عقد المؤتمر الوطني كسبيل للتغلب على تلك الأزمات».