الفصائل تواصل بحث آليات تنفيذ ملفات المصالحة الخمسة

طنطاوي يستقبل أبو مازن غدا وسط إحباط أممي بشأن السلام

أبو مازن يصافح الرئيس التركي عبد الله غل قبل بدء محادثاتهما في قصر كاكنباي بأنقرة أمس (أ.ب)
TT

تواصل الفصائل الفلسطينية ووفد من المستقلين اليوم اجتماعاتها التي بدأتها في القاهرة أمس، لوضع آليات تنفيذ لملفات المصالحة الخمسة التي اتفق عليها في إطار اتفاق القاهرة الذي وقع في 4 مايو (أيار) الماضي، وهي الانتخابات والحكومة والأمن ومنظمة التحرير الفلسطينية والمصالحة المجتمعية لكل المشاكل العالقة جراء المواجهات التي وقعت في قطاع غزة وانتهت بسيطرة حركة حماس وخروج السلطة في 14 يونيو (حزيران) 2007.

ويعقد غدا اجتماع آخر ونهائي يحضره الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) الذي من المقرر أن يصل مساء اليوم إلى القاهرة، قادما من أنقرة، حيث التقى القادة الأتراك، إلى جانب الأمناء العامين لفصائل منظمة التحرير، إضافة إلى حركتي حماس والجهاد الإسلامي، إضافة إلى رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون، وذلك في إطار لجنة منظمة التحرير. ومهمة هذه اللجنة التي يرأسها أبو مازن باعتباره رئيس المنظمة، تفعيل منظمة التحرير ومؤسساتها وإعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني بالانتخاب حيثما أمكن كما قال مسؤول فلسطيني، وفق اتفاق 17 مارس (آذار) في القاهرة عام 2005.

ولكن وقبيل بدء الاجتماعات انسحب عدد من الفصائل غير المنضوية تحت راية منظمة التحرير جراء مشادات كلامية مع عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد.

وكان أبو مازن قد رفض طلبا تقدم به خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس حول مشاركة تلك الفصائل في اجتماع الإطار القيادي للمنظمة كون تلك الفصائل منشقة عن فصائل منظمة التحرير وتتخذ من سوريا مقرا لها. ومن بين الفصائل التي انسحبت حركة المقاومة الشعبية لجان المقاومة الشعبية حركة الأحرار وجميعها أنشئت مؤخرا في قطاع غزة وحركة فتح الانتفاضة (المنشقة عن حركة فتح) والصاعقة التابعة لحزب البعث فرع سوريا وجبهة النضال وجميعها تتخذ من دمشق مقرا لها.

ونشبت الخلافات بعد حديث الأحمد عن منع مشاركة تلك الفصائل في الاجتماع القيادي المنوي عقده الخميس في القاهرة، الأمر الذي رفضهم الاستمرار في الاجتماع والانسحاب.

إلى ذلك، ووسط إحباط أممي بشأن استئناف مفاوضات السلام، يستأنف المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري الأعلى في مصر، غدا مع أبو مازن، تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية. وأعلن سفير دولة فلسطين في القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية الدكتور بركات الفرا، أن الرئيس الفلسطيني سيتبادل مع طنطاوي وجهات النظر فيما يهم الجانبين من قضايا مختلفة، وفي مقدمتها الشأن السياسي. وقال: «القيادة الفلسطينية ممتنة لمصر على دورها الكبير في خدمة الشعب الفلسطيني وقضيته، وسيكون هذا اللقاء فرصة لتوجيه الشكر للشقيقة مصر على جهودها الكبيرة لإنهاء الانقسام الفلسطيني، وتخفيف معاناة الأسرى في سجون الاحتلال».

وأشار إلى أن أبو مازن سيترأس خلال هذه الزيارة اجتماع لجنة منظمة التحرير الفلسطينية الخاصة بإعادة تفعيل وتطوير وصياغة هياكل منظمة التحرير، والتي تضم في عضويتها أعضاء اللجنة التنفيذية للمنظمة والأمناء العامين للفصائل الفلسطينية ورئيس المجلس الوطني.

وأوضح الفرا أن الرئيس أبو مازن سيلتقي في هذه الزيارة أيضا أمين عام جامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي لبحث مجمل التطورات الخاصة في القضية الفلسطينية، والتحركات في الأمم المتحدة بما يخص حصول فلسطين على العضوية بالمنظمة الدولية.

إلى ذلك، أكد روبرت سيري، مبعوث أمين عام الأمم المتحدة للسلام في منطقة الشرق الأوسط، أن جهود الرباعية الدولية مستمرة بهدف دفع المفاوضات. وقال: «إننا حاليا في فترة الثلاثة أشهر التي اقترحتها الرباعية الدولية لمحاولة التوصل إلى تقدم في عملية السلام»، معربا عن اعتقاده أن الأطراف تدرك أن هناك حاجة لإحداث تقدم قبل انتهاء الفترة في 26 الشهر المقبل ولهذا توجد تحركات حالية».

وجاء ت تصريحات المبعوث الأممي عقب مباحثاته أمس مع وزير الخارجية المصري محمد عمرو. وكان سيري يرد بذلك على سؤال حول ارتباط زيارته مع زيارة مبعوث السلام الأميركي ديفيد هيل لمصر منذ أيام قليلة.