المعارضة تعد لمظاهرة ضخمة في قلب دمشق لاستقبال المراقبين

الغضبان لـ «الشرق الأوسط»: سندفع باتجاه زيارة المعتقلات

TT

انطلقت قوى الحراك الثوري في الداخل السوري والمجلس الوطني الذي يمثل معارضة الخارج، للبحث في كيفية استثمار موافقة نظام الأسد على دخول مراقبين إلى سوريا، وبدأت سلسلة من النقاشات للتوافق على خطة عمل تواكب وصول الوفد العربي. وفي هذا الإطار، بدأت الدعوات عبر صفحات التواصل الاجتماعي للحشد لمظاهرة ضخمة في قلب العاصمة دمشق تستقبل المراقبين، تواكبها مظاهرات مليونية أخرى في المحافظات والمدن السورية كافة.

وعلى صعيد تحركات المجلس الوطني السوري، أعلن نجيب الغضبان، عضو الأمانة العامة فيه، أن المجلس «سيدفع المراقبين باتجاه زيارة المعتقلات للاطلاع على حالة المعتقلين الذين تقدر أعدادهم بما بين الـ40 والـ80 ألفا، كما سينسق مع الثوار تنظيم المظاهرات الحاشدة في المحافظات والمناطق كافة». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نتوقع أن تخرج أعداد كبيرة من الصامتين والمترددين عند شعورهم بأن هناك من يراقب ويوثق ما سيقوم به النظام»، مشددا على ضرورة أن تؤدي مهمة المراقبين في نهايتها «لوقف القتال، وسحب الجيش من الشوارع، وإطلاق عجلة الحوار الحقيقي، وإلا ستكون عندها مفرغة من محتواها».

وأضاف الغضبان: «لا شك أننا لا نعول كثيرا على البروتوكول، وبالتالي على هؤلاء المراقبين، وحتى على إمكانية وصولهم إلى سوريا، لأننا واثقون أن كل محاولات النظام والتي كان آخرها التوقيع على البروتوكول تندرج في خانة كسب المزيد من الوقت لا أكثر ولا أقل»، كاشفا أن المجلس الوطني «ينسق مع الجامعة العربية لانتقاء مراقبين متدربين ليتم العمل بشكل مهني ويكونوا قادرين على الولوج إلى المناطق المطلوب زيارتها»، وأضاف «نحن ننسق اليوم مع جمعيات حقوقية لاختيار الممثلين الأكثر كفاءة».

وإذ أكد الغضبان «أنه لا تعديلات أدخلت على البروتوكول كما يدّعي النظام السوري»، فإنه لفت إلى أن «هذا النظام اضطر للتوقيع بعد تيقنه أن دول مجلس التعاون بصدد رفع الملف السوري إلى مجلس الأمن».

وعلى صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» على «فيس بوك»، عمم الناشطون أكثر من بيان لإلقاء الضوء على البروتوكول الذي تم توقيعه بين الجامعة العربية والنظام السوري، وعرضوا لمعلومات وتوجيهات على شكل أسئلة وأجوبة لاستثمار دخول المراقبين بكل الوسائل المتاحة. وسرد القيمون على الصفحة تفاصيل كيفية الاستفادة من البروتوكول، فدعوا الناشطين للخروج بأعداد كبيرة خاصة في الأيام الأولى لوصول البعثة. وفي المقابل، اعتبر المشاركون في النقاشات أنه «على السوريين البقاء في منازلهم لتأكيد التزامهم بإضراب الكرامة»، وفي هذا الإطار قال أحد الناشطين «على الوفود أن ترى كيف أننا ملتزمون بالعصيان، وأنه لا أحد في الشوارع، على أن يُستثنى من ذلك من سيقابلون الوفود ويتكلمون معهم. عليهم أن يروا المدارس والجامعات فارغة والأسواق مقفلة. لن يفيدنا ازدحام الشوارع مثل كل مرة. على الأطفال والنساء الخروج حاملين لافتات تدل على البرد والجوع، وعلى نقص المازوت والغذاء والملابس الدافئة..».

وبينما دعا ناشطون آخرون الجيش السوري الحر «لوقف كل عملياته فور وصول المراقبين كي لا يتم قلب الطاولة عليه»، شددوا على وجوب «عدم تعليق الكثير من الآمال على هؤلاء المراقبين والاستمرار في عملية التصعيد الثوري».