إرجاء لقاء العاهل المغربي مع رئيس الحكومة المعين إلى اليوم.. وبن كيران يطوي صفحة خصومته مع الهمة

الملك محمد السادس يشرف في الدار البيضاء على مشاريع السكن الاجتماعي

عبد الإله بن كيران رئيس الحكومة المغربي المعين يتحدث في مجلس النواب الليلة قبل الماضية (إ.ب.أ)
TT

قال مصدر مطلع من أحزاب الغالبية التي ستتشكل منها حكومة عبد الإله بن كيران، لـ«الشرق الأوسط»، إن اللقاء الذي كان مبرمجا أمس بين العاهل المغربي الملك محمد السادس ورئيس الحكومة المعين قد أرجأ إلى اليوم. ولم يوضح المصدر ذاته أسباب إرجاء اللقاء الملكي بيد أن مصدرا آخر عزا ذلك إلى ارتباط الملك محمد السادس بمجموعة من الأنشطة الملكية في مدينة الدار البيضاء.

وكان اللقاء مع الملك محمد السادس يروم الحسم في هيكلة الحكومة الجديدة التي لن يتجاوز عدد حقائبها الوزارية الـ30.

وأضاف المصدر أن إرجاء اللقاء الملكي إلى اليوم جعل قادة أحزاب الغالبية الأربعة يرجئون اجتماعهم الذي سيتم فيه توزيع المقاعد الوزارية، وبحث الأسماء التي ستكون على رأسها، باعتبار أن هذه العملية لا يمكن لها أن تتم إلى أن تصدر الموافقة الملكية على هيكلة الحكومة الجديدة.

وتتكون الغالبية الحكومية من حزب العدالة والتنمية الإسلامي، وحزب الاستقلال، والحركة الشعبية، والتقدم والاشتراكية (الشيوعي سابقا).

وفي سياق ذلك، قالت صحيفة «أخبار اليوم» المغربية أمس إن رئيس الحكومة المعين أفصح خلال دردشة مع نواب حزبه قبيل افتتاح جلسة مجلس النواب الجديد أول من أمس، عن تفاصيل جديدة بشأن اللقاء الذي جمعه مع الملك محمد السادس يوم الأربعاء الماضي في القصر الملكي بالرباط.

وقال بن كيران إن العاهل المغربي سأله أثناء اللقاء به إذا كان لا يزال على خصام مع فؤاد عالي الهمة، مستشار الملك، ومؤسس حزب الأصالة والمعاصرة، الذي استقال مؤخرا من مهامه الحزبية. وأضاف بن كيران أن جوابه على سؤال الملك كان: «الخصومة مع الهمة انتهت، وكل من عينه سيدنا مستشارا له، فهو لم يعد خصمنا، لأنه لم يعد طرفا سياسيا».

وذكرت الصحيفة ذاتها أن بن كيران التقى الأسبوع الماضي خصمه السابق عالي الهمة، وأن حوارا صريحا دار بين الاثنين، انتهى بطي صفحة الماضي وخصوماتها التي وصلت إلى مستوى الحرب المفتوحة.

إلى ذلك، اطلع الملك محمد السادس أمس بمحافظة مقاطعات الحي الحسني في ولاية الدار البيضاء الكبرى، على تقدم إنجاز البرنامج المندمج للسكن الاجتماعي (250 ألف درهم للوحدة)، الذي رصدت له استثمارات بقيمة 35.4 مليار درهم (الدولار يساوي أكثر من 8 دراهم).

وقدمت للعاهل المغربي شروحات حول هذا البرنامج الذي يتضمن إنجاز 85 عملية مندمجة ستمكن من توفير منتوج سكني متنوع يقارب 127.863 وحدة، منها 97078 وحدة للسكن الاجتماعي (أي بنسبة 76 في المائة).

وستساهم هذه المشاريع التي سيتم تشييدها، على مساحة إجمالية تبلغ 666 هكتارا، في توفير نحو 104 آلاف منصب عمل.

ويعكس إنجاز هذه المشاريع السكنية، الرعاية الموصولة التي ما فتئ الملك محمد السادس يخص بها الفئات الاجتماعية المعوزة أو ذات الدخل المحدود من خلال تمكينها من الحصول على سكن لائق بشروط تفضيلية.

وأسفرت دراسة الملفات المقدمة في إطار البرنامج المندمج للسكن الاجتماعي (85 مشروعا) عن الترخيص لإنجاز 58 مشروعا على مساحة 389 هكتارا ستمكن من توفير 61580 وحدة للسكن الاجتماعي. وفي هذا الصدد، يوجد 37 مشروعا من المشاريع المرخص لها في طور الإنجاز، حيث ستمكن من توفير 46291 وحدة للسكن الاجتماعي.

وبلغ عدد الوحدات السكنية التي تم تشييدها وتسليمها في إطار هذا البرنامج ما مجموعه 7646 وحدة مخصصة للسكن الاجتماعي.

ومن جهة أخرى، سيوفر إنجاز 27 مشروعا يوجد قيد الترخيص، ما مجموعه 35498 وحدة للسكن الاجتماعي (250 ألف درهم للوحدة) على مساحة 277 هكتارا.

وتشمل المشاريع المرخص لها وكذا تلك التي توجد قيد الترخيص إنجاز 190 مرفقا عموميا (مؤسسات تعليمية، مساجد، مراكز صحية، أندية نسوية وملاعب رياضية) و104 مرافق للقرب سيتم إنجازها من طرف القطاع الخاص (مراكز تجارية ودور حضانة).

وبالموازاة مع ذلك، تم اعتماد إجراءات تدبيرية لمواكبة برنامج السكن الاجتماعي (250 ألف درهم للوحدة)، تشمل، بالخصوص، إحداث الشباك الوحيد بالوكالة الحضرية للدار البيضاء، وإنجاز الدراسات القبلية لمشاريع السكن الاجتماعي، ودراسة المشاريع في إطار اللجنة المختلطة بحضور المهندسين المعماريين والمنعشين العقاريين، وتتبع الأوراش من خلال إحداث لجان تقنية لمواكبة إنجاز المشاريع ومراقبة جودة الأشغال والبناء.

إثر ذلك، أشرف الملك محمد السادس على تدشين مشروع «رياض الألفة» للسكن الاجتماعي الذي يشمل إنجاز 543 وحدة سكنية بكلفة 120 مليون درهم. ويتضمن هذا المشروع، الذي تم إنجازه على مساحة 2.36 هكتار عمارات سكنية من أربعة طوابق إلى جانب حضانة للأطفال تمتد على مساحة 280 مترا مربعا.

وبهذه المناسبة، قام الملك بزيارة شقة نموذجية تم تشييدها ضمن هذا المشروع، الذي يندرج في إطار البرنامج المندمج للسكن الاجتماعي (250 ألف درهم للوحدة) بجهة الدار البيضاء الكبرى.

وبهذه المناسبة سلم الملك محمد السادس شهادات الملكية للمستفيدين الأوائل من مشروع السكن الاجتماعي «رياض الألفة». ويعد هذا المشروع، الذي أنجزته شركة «أناسي»، أحد مكونات مشروع ضخم مندمج للسكن الاجتماعي يتضمن تشييد 9800 وحدة سكنية اجتماعية بكلفة إجمالية تبلغ 8ر3 مليار درهم.

وسيمكن هذا المشروع الضخم الذي يمتد على مساحة 110 هكتارات من خلق 6500 منصب شغل سنويا.

وأشرف الملك محمد السادس أمس أيضا بقرية المجاطية أولاد طالب الواقعة في محافظة مديونة، على إعطاء انطلاقة أشغال المشروع السكني «الحمد»، الذي تبلغ كلفته الإجمالية 316 مليون درهم.

ويهم المشروع، الذي يعد أحد مكونات البرنامج الجهوي لإعادة إيواء قاطني دور الصفيح بالدار البيضاء الكبرى، تهيئة 1725 قطعة أرضية لإعادة إيواء 3450 أسرة من قاطني دور الصفيح، و170 قطعة أرضية أخرى للموازنة (الاندماج الاجتماعي)، و17 قطعة مخصصة لإنجاز مرافق اجتماعية عمومية للقرب والأنشطة الاقتصادية.

ويساهم في تمويل هذا المشروع ذي الوقع الاجتماعي القوي كل من المستفيدين (69 مليون درهم)، وصندوق التضامن للسكن (86 مليون درهم) ومداخيل الموازنة (109 ملايين درهم) والميزانية العامة للدولة (52 مليون درهم).