الأمير خالد الفيصل: السعودية انفردت ببناء دولتها على الشرع

قال إنها اعتمدت منهج الاعتدال منذ الحركة الإصلاحية التجديدية

TT

أكد الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، أن الجميع مسؤول عن تأصيل الاعتدال فكرا، وعلما، وعملا، ومنهجا، والتصدي لمحاولات اختطاف المجتمع يمينا أو يسارا عن الوسط العدل، الذي جاء به ديننا الإسلامي الحنيف، وقامت عليه الدولة السعودية منذ تأسيسها.

وقال الأمير الفيصل في محاضرة ألقاها في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بحضور الأمير عبد العزيز بن ماجد، أمير منطقة المدينة المنورة، وعدد من المثقفين والأدباء والطلاب، إنه عندما طرح مصطلح «منهج الاعتدال السعودي» كان يعنيه تماما، فهو منهج لأنه ثابت، وهو اعتدال بمعنى التزام العدل الأقوم، والحق الوسط بين الغلو والتنطع، والتفريط والتقصير، وهو التفسير العملي لقوله تعالى « وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا...»، حيث فسر الرسول صلى الله عليه وسلم الوسط هنا بالعدل.

ووصفت الاعتدال بالسعودي، لأن المملكة العربية السعودية قد (انفردت) على الساحة الإسلامية، ببناء دولتها على شرع الله وحده في الكتاب والسنة.

فالإسلام _ كما هو معلوم _ خاتم الرسالات السماوية، قد جاء وسطا عدلا بين كل طرفين خارجين عليه: فهو وسط بين الانجراف في المادية، وبين الاستغراق في الروحانية، وهو وسط بين من أله الأنبياء، وبين من كذبهم وقتلهم، وبين من يسيد العقل مطلقا وحده، ومن يعطلونه تعلقا بالوهم والخرافة.

والإسلام ينكر الرهبنة، ويستنكر المغالاة حتى في العبادة، كما جاء في رد الرسول صلى الله عليه وسلم على من يصلي فلا ينام، ومن يصوم ولا يفطر، ومن لا يتزوج النساء، حيث قال: «... أما أنا فأصلي وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني».

وإذا كان هناك من يدعو المجتمع المسلم إلى الجمود والقعود والانسحاب من العصر، فإن هناك فريقا آخر لا يقل خطرا على هذا المجتمع، يحمل لافتات: كسر القيود، والخروج على المألوف، والحرية المطلقة، ويركب موجة الانسلاخ عن قيم الإسلام.