«فيس بوك» تفقد مستخدميها لتفضيلهم العلاقات الواقعية

بعض شباب أميركا أغلقوا حساباتهم في الموقع خوفا من العزلة

TT

في الوقت الذي طرحت فيه شركة «فيس بوك» أسهمها للاكتتاب العام، تتوق إلى استعراض قوتها وتأثيرها من خلال الاعتماد على عدد أعضائها الكبير الذي يضم 800 مليون مستخدم عامل من مختلف أنحاء العالم ونحو 200 مليون في الولايات المتحدة أي نحو ثلثي سكان العالم تقريبا، على حد قول «فيس بوك».

مع ذلك تبدو الشركة في طريق مسدود في الولايات المتحدة، حيث يرفض البعض، ومنهم الشباب، الاشتراك في الموقع بينما أغلق البعض الآخر حساباتهم في الموقع. من أكثر الجوانب التي تجذب مستخدمي الإنترنت إلى موقع «فيس بوك» هو توطيد العلاقات بين الأصدقاء والزملاء، لكن يقول بعض الذين ابتعدوا عن الموقع إن استخدام الموقع قد يؤدي إلى نتيجة عكسية، وهي زيادة اغترابهم وعزلتهم.

وتقول آشلي إيلسر، طالبة في مدرسة ثانوية في تشارلوتفيل بولاية فيرجينيا تبلغ من العمر 24 عاما: «لم أعد أتحدث مع أصدقائي، لقد كنت أرى صورهم وآخر أنشطتهم وأشعر أنني متواصلة معهم حقا».

من المؤكد أن للحياة الحرة التي يقدمها موقع «فيس بوك» عيوبا في زمن ينشر فيه الناس أخبارهم وجوانب حياتهم على الشبكة العنكبوتية. لقد افتقدت آشلي التواصل الحقيقي وصور الأطفال حديثي الولادة، لكن أسوأ ما في الأمر بالنسبة إليها هو الفجوة التي أحدثها موقع «فيس بوك» بينها وبين أصدقائها المقربين، مما دعاها إلى غلق حسابها على الموقع.

يعبر الكثير من المستخدمين المتخوفين من الموقع عن قلقهم بشأن الخصوصية، فالذين يدرسون مواقع التواصل الاجتماعي يقولون إن لها علاقة بالثقة. وتقول أماندا لينارت، مديرة الأبحاث عن المراهقين والأطفال والأسر في مشروع «بيو إنترنت أند أميركان لايف» إن مستخدمي موقع «فيس بوك» يميلون إلى «الثقة في الآخرين والمؤسسات». ويتخذ البعض قرارا بعدم استخدام الموقع خشية مما يمكن أن يحدث. وأشارت أماندا إلى أن 16% من الأميركيين لا يملكون هواتف جوالة، حيث قالت: «هناك الكثير من المتخوفين».