استمرار القتل في سوريا وارتفاع عدد ضحايا يوم الثلاثاء إلى 125 قتيلا

أكثر الأيام دموية في عمر الثورة السورية > رفع علم الاستقلال على قلعة دمشق.. ودعوات للتظاهر استنكارا «للمجازر»

مظاهرة في معرة مصرين بإدلب أمس تنادي بإسقاط النظام في صورة مأخوذة من «أوغاريت»
TT

عشية وصول أول بعثة تمهيدية من المراقبين الدوليين إلى سوريا، ارتفع عدد القتلى الذين سقطوا أول من أمس إلى 125 قتيلا بحسب ناشطين، بينما قتل أمس 16 مدنيا على الأقل. وقالت لجان التنسيق المحلية إن 16 قتيلا سقطوا أمس، بينهم طفلان وسيدتان، خمسة منهم في حماة وأربعة في حمص وثلاثة في كل من إدلب ودرعا، وآخر في اللاذقية. وارتفعت حصيلة يوم الثلاثاء الدموي إلى 125 شخصا، بينهم 111 شخصا في إدلب وحدها، يضاف إليهم 14 عنصر أمن نظاميا قتلوا في درعا و«مائة جندي منشق على الأقل سقطوا بين قتيل وجريح» في جبل الزاوية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وكان المرصد ذكر أن ما يصل إلى 70 جنديا سوريا منشقا قتلوا الاثنين في محافظة إدلب نفسها.

وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 111 مدنيا وناشطا قتلوا بالإضافة إلى أكثر من 100 أصيبوا بين المنشقين على الجيش في محافظة إدلب ليصبح أول أمس، الثلاثاء، «أكثر الأيام دموية في الثورة السورية». وقال المرصد إن المنشقين أعطبوا أو دمروا 17 عربة عسكرية في إدلب منذ يوم الأحد وقتلوا 14 فردا من قوات الأمن أمس في كمين بمحافظة درعا الجنوبية التي انطلقت منها الاحتجاجات المناهضة للأسد في مارس (آذار).

وقال ناشطون في إدلب أمس، إن «أكثر من 60 قتيلا وضعوا في المسجد الشمالي في بلدة كفر عويد، بعد أن تم قطع رأس إمام الجامع ووضع على الباب». وقال الناشطون إن «هؤلاء ضحايا مجزرة ارتكبتها قوات النظام السوري في جبل الزاوية في منطقة كفر عويد» مساء أول من أمس. وقد حصلت المجزرة بعد قيام قوات النظام باقتحام قرى الموزرة وقوقفين، وهروب الأهالي إلى الجبال المطلة على سهل الغاب حيث يقع وادي أبو دماية، حيث قامت دبابات جيش النظام بحصار الأهالي الهاربين من جهتي الغرب والشرق وقصفتهم. وقالت مصادر محلية إن يوم أمس سمعت أصوات قصف عنيفة لمدينة خان شيخون في محافظة إدلب.

من جهته، قال المجلس الوطني السوري إن 250 شخصا قتلوا يومي الاثنين والثلاثاء في «مذابح دموية»، ودعا جامعة الدول العربية والأمم المتحدة لاتخاذ إجراء لحماية المدنيين. كما دعا السوريين والعرب في الخارج إلى تنظيم مظاهرات حاشدة «استنكارا للمجازر» التي اتهم النظام السوري بارتكابها في مناطق سورية عدة. ودعا المجلس «التنسيقيات الناشطة في الخارج إلى بدء حملات إعلامية وسياسية والاتصال بالنواب في بلدانهم والهيئات الحقوقية والمدنية لوضعها في صورة الواقع المأساوي في سوريا، وعمليات الإبادة التي يقوم بها النظام وكتائبه الإجرامية».

وفي دمشق، نجح مناهضون للنظام السوري في التسلل إلى سطح قلعة دمشق التاريخية ورفع علم الاستقلال (علم الثورة) على السور وسط العاصمة، وفي منطقة تعج بالمارة وعناصر الأمن والشبيحة. ولم يتمكن متظاهرون آخرون من تشييع جثمان الشهيد محمد أيهم السمان في حي الميدان، حيث تعرض المشيعيون لإطلاق نار وقنابل مسيلة للدموع، ليكون يوم أمس اليوم الثالث على التوالي الذي تشهد فيه منطقة الميدان مظاهرات مناهضة للنظام وسط استنفار أمني شديد. وقالت إحدى المشاركات في التشييع يوم أمس إن عددا من النساء حاولن تخليص شبان من بين أيدي الشبيحة والأمن الذين اعتقلوا نحو خمسين شابا، وقالت: «لقد حاول الشبيحة تهديدنا بالقتل بالرصاص تارة أو دهسا بالسيارة تارة أخرى، وكنا نحو عشرين امرأة، حاصرنا نحو 300 من عناصر الأمن وحفظ النظام الذي قطع طريق الكورنيش لمدة ساعة ومنع المارة من رؤية ما يجري، وقد تعاطف الناس معنا وتمنكا من التخلص منهم، عندما تم فتح الطريق لتمر السيارات، وبعد ساعتين أمسكنا بأيدي بعض وقطعنا الطريق ومشينا باتجاه ساحة الأشمر نهتف: بدنا المعتقلين بدنا المعتقلين.. وعندما وصلنا الساحة انتظرنا مجيء باص نقل داخلي خاص فصرخنا وسط الطريق وركضنا باتجاهه دون أن نترك أيدي بعض».

من جانب آخر، قال ناشطون إن منطقة برزة البلد لا تزال مستمرة في الإضراب العام، وقالوا إن نسبة الإضراب بلغت أمس 95%.

وفي ريف حمص، قامت قوات الجيش بحملة تمشيط لكل بيوت مدينة القصير والأراضي الزراعية والقرى المحيطة بها، مع حملة اعتقالات طالت العشرات من أهالي المنطقة، وتأتي هذه الحملة بعد قطع الطرق المؤدية للمنطقة وحظر التجول. وبعد أن تمت إعادة الاتصالات الأرضية والجوالة والماء والكهرباء، وذلك عقب ثلاثة أيام شهدت خلالها المنطقة قصفا عنيفا أسفر عن إحراق وهدم نحو ثلاثين منزلا واستشهاد عشرة أشخاص بينهم امرأتان وإصابة أكثر من ثلاثين آخرين. وقالت مراسلة تلفزيون «الدنيا» الموالي للنظام إن الجهات المختصة ضبطت «أجهزة اتصال سلكية تستخدمها المجموعات الإرهابية المسلحة للتواصل فيما بينها» في منطقة القصير، وإنه تم «الكشف عن مشفى ميداني مع معداته، وألقي القبض على عدد من عناصر المجموعات الإرهابية المسلحة» في القصير.