إقبال متوسط على التصويت في جولة الإعادة للانتخابات المصرية

جرت في 3 دوائر أمس

جنود الشرطة العسكرية يحملون ناخبا مصريا إلى داخل لجنة انتخابية للتصويت أمس في أول يوم من جولة الإعادة التي جرت مرحلتها الأولي يومي 14 و15 ديسمبر الحالي (رويترز)
TT

في مشهد مغاير لما كانت عليه الصورة يومي 28 و29 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي (موعد المرحلة الأولى من انتخابات البرلمان)، حين تزاحم المصريون أمام المقار الانتخابية، للتصويت في أول انتخابات برلمانية بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير.. خلت طوابير الانتخابات أمس، في أول يوم من جولة الإعادة التي جرت مرحلتها الأولى يومي 14 و15 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، من روادها.

وبدأت انتخابات الإعادة للمرحلة الثانية لاختيار 59 نائبا بالنظام الفردي من بين 118 مرشحا في 30 دائرة انتخابية، بالإضافة إلى 3 دوائر بالنسبة للقوائم الحزبية، وذلك لانتخاب 24 نائبا برلمانيا بنظام القائمة النسبية المغلقة.

وجرت الانتخابات على مقاعد القوائم الحزبية في ثلاث دوائر تخلفت عن المرحلة الأولى بسبب أحكام قضائية وهي الدائرة الأولى بالمنوفية، والدائرة الثانية بسوهاج والبحيرة.

وفيما فتحت أبواب أغلب لجان الانتخاب في الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي. تأخر فتح لجان أخرى لفترات وصلت لثلاث ساعات، وسط إقبال متوسط ساد معظم المقار الانتخابية، بينما من المفترض أن يتوجه 18 مليونا و826 ألفا و394 ناخبا إلى صناديق الاقتراع على مدار أمس واليوم.

ويسعى حزب الحرية والعدالة (الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين) في جولة الإعادة لتعزيز تقدمه على حزب النور (السلفي)، بينما يكافح المستقلون والأحزاب الليبرالية، بحثا عن موقع في البرلمان.

وينافس في الإعادة «الحرية والعدالة» على أغلبية مقاعد هذه الجولة وعددها 47 مقعدا، يشاركه حزب النور الذي يخوض مرشحوه الجولة على 36 مقعدا، منها 24 مع حزب الإخوان، و10 مع المستقلين بينهم أعضاء سابقون بالحزب الوطني المنحل، و3 من تحالف الكتلة المصرية (الذي يضم أحزاب التجمع اليساري والمصري الديمقراطي الاجتماعي والمصريين الأحرار)، وواحد من حزب الوفد الليبرالي. وبينما تابع المشير حسين طنطاوي القائد العام، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، سير العملية الانتخابية من داخل غرفة العمليات بالقوات المسلحة. طعن عدد من المرشحين ضد استمرار انتخابات الإعادة في بعض الدوائر، وأكد المستشار يسري عبد الكريم رئيس المكتب الفني للجنة القضائية العليا المشرفة على الانتخابات أن «اللجنة لم يتم إعلانها بأية أحكام قضائية تتعلق بوقف إجراء الانتخابات في أي من الدوائر خاصة في محافظة الشرقية. وكانت محكمة القضاء الإداري في مصر أصدرت مساء أول من أمس (الثلاثاء) حكما بوقف إعلان نتيجة الجولة الأولى من المرحلة الثانية بالدائرتين الثانية ومقرها بلبيس والخامسة ومقرها الحسينية بالشرقية. كما قررت المحكمة ذاتها إعادة انتخابات القوائم بأسوان.

وفيما شدد المستشار عبد المعز إبراهيم رئيس اللجنة العليا للانتخابات على أن اللجنة اتخذت كافة التدابير لتلافي العيوب والسلبيات التي ظهرت في الجولة الأولى للمرحلة الثانية بتوفير سيارات لكافة القضاة لنقلهم إلى الأماكن التي يتولون فيها الإشراف.

وقال إبراهيم لـ«الشرق الأوسط» إن «الأجهزة الأمنية قامت بتأمين اللجان الفرعية والعامة، وتم التنبيه على أفراد الأمن بعدم الإساءة إلى المستشارين والقضاة». ويشار إلى أن عدد من يتولون الإشراف على الانتخابات في جولة الإعادة 10 آلاف قاضٍ ومستشار، كان بعضهم قد هدد بعدم الإشراف على جولة الإعادة نتيجة انتهاكات مورست ضدهم.

وشهدت بعض اللجان الانتخابية أمس، بعض المخالفات تمثلت في خرق «حالة الصمت الدعائي» إلى حد كبير، وقيام المرشحين أو أنصارهم خاصة التيار الإسلامي بالدعاية أمام لجان الاقتراع. ومن جهته، أكد مصدر مسؤول بالمجلس العسكري (الحاكم في مصر) أن «خطة تأمين الانتخابات الموضوعة منذ بداية إجراء الانتخابات هي نفس الخطة السارية حاليا وعناصر التأمين تقوم بمهامها».

إلى ذلك، أعلنت اللجنة العليا للانتخابات أن المصريين العاملين في السعودية «جاءوا في المرتبة الأولى من حيث المشاركة في جولة الإعادة للمرحلة الثانية، تليها الكويت ثم الإمارات وقطر وأميركا وكندا وعمان».

وشهدت محافظات مصر إقبالا متوسطا على المقار الانتخابية، ففي الجيزة وزع بعض المواطنين أمام بعض اللجان دعاية لا تحمل توقيعًا تدعو الناخبين لعدم التصويت للدكتور عمرو الشوبكي المرشح المستقل على مقعد الفئات، بدعوى أنه «مدعوم من الكنيسة»، وانتشرت تلك الدعاية في ظل وجود مكثف لمندوبي حزب الحرية والعدالة.

وفي المنوفية، تجمهر عدد من أهالي مركز منوف عقب وقوع مشاجرة، وقامت الشرطة العسكرية بإطلاق أعيرة نارية لتفريق المتجمهرين خوفًا من العبث بمحتويات المقار.

وفي الإسماعيلية، تأخر التصويت في بعض اللجان عن الموعد المحدد بسبب عدم وصول المندوبين، وانتابت حالة من التوتر مندوبي المرشحين من الإخوان والسلفيين والمستقلين، خاصة مع تزايد الدعوة من قبل بعض الحركات الشبابية والأصوات الانتخابية، احتجاجا على مخالفات إجرائية خلال المرحلة الأولى.

وفي محافظة أسوان بصعيد مصر شهدت المقار الانتخابية هدوءا نسبيا، ووقع العديد من المشاجرات بين مندوبي المرشحين. وتأخرت المقار عن فتح أبوابها للتصويت.

وفي الشرقية، بدأت جولة الإعادة بجميع دوائر المحافظة، رغم حكم محكمة القضاء الإداري بالزقازيق بإلغاء الانتخابات، وحرص المرشحون على تسيير سيارات تحمل مكبرات صوت، لإعلام المواطنين بإجراء انتخابات الإعادة رغم الحكم القضائي.

وفي سوهاج، اختفت الطوابير أمام المقار، كما لم تظهر الدعاية الانتخابية بشكل واضح حول اللجان على عكس المرحلة الأولى نظرا لقلة أعداد الناخبين والمرشحين، وأدى تأخر وصول القضاة إلى تأخر فتحها لأكثر من ساعتين.

وفي بني سويف، جاب أنصار مرشحي الإخوان الشوارع بسيارات، لحث الناخبين للنزول للإدلاء بأصواتهم، في ظل الإقبال الضعيف على التصويت، كما نشبت مشاجرات بين أنصار حزبي الحرية والعدالة والنور بسبب التنافس على الدعاية الانتخابية.