الأمن يفرق مشيعين في دمشق بالرصاص ويرمي جثمان القتيل في الشارع

شاهد عيان: خافوا من تحول التشييع لمظاهرة

صورة مأخوذة من موقع «اوغاريت» لآليات عسكرية في مدينة حمص (أ.ب)
TT

بينما تستعد المعارضة السورية لتنظيم مظاهرة ضخمة في العاصمة دمشق، تواكب وصول المراقبين العرب وتفضح ممارسات النظام بحق المتظاهرين السلميين، خرج أمس أهالي الميدان، الحي الدمشقي العريق، للمشاركة في تشييع الطالب الشاب أيهم السمان الذي يبلغ من العمر 20 عاما.

الشاب الذي قتلته عناصر موالية للرئيس السوري بشار الأسد يوم الاثنين الفائت أثناء مشاركته في تشييع جثمان الطفلة هبة الديريني الذي تحول إلى مظاهرة معارضة لنظام الأسد، استطاع أفراد من الأمن السوري، حسب ناشطين، اختطاف جثمانه ورميه في شارع فرعي بعد إطلاق رصاص كثيف على المشيعين وإحداث إصابات بالغة في صفوفهم، خلفت الكثير من الجرحى.

ونشر ناشطون سوريون مقطع فيديو على موقع «يوتيوب» يظهر جثة السمان ملقاة في الشارع، وآثار دماء مشيعيه بادية على الكفن الذي لُفّ به. وقال شاهد عيان وجد في المكان أثناء التشييع لـ«الشرق الأوسط» إن الأمن «استعد جيدا لهذا اليوم، فقد كانوا خائفين من أن يتحول التشييع إلى مظاهرة ضخمة، وتنتقل إلى الأحياء المجاورة لذلك عمدوا إلى إطلاق النار بسرعة، الأمر الذي خلق فوضى بين المتظاهرين وأتاح للأمن اختطاف جثة أيهم وأخذها إلى مكان آخر». وأضاف: «في سوريا فقط يقتلون الناس ويسرقون جثثهم». وعن تفاصيل ما قبل التشييع، قال: «منذ الصباح جرت اعتقالات عشوائية في شارع سوق أبو حبل طالت عددا كبيرا من الشباب والناشطين، كما وجدت 10 حافلات محملة بعناصر أمن مدججين بالسلاح عمدوا إلى إغلاق الطرق المؤدية إلى مكان التشييع عبر نصب حواجز على جميع المفارق الرئيسية».

وكانت صفحات المعارضة السورية على «فيس بوك» قد أطلقت اسم «بركان دمشق» على مظاهرات أمس، داعية إلى المشاركة الحاشدة في تشييع أيهم السمان الذي كان من المقرر أن يخرج من مسجد السيد أحمد قرب ساحة الضبع في حي الميدان.

ويعتبر حي الميدان واحدا من أكثر بؤر التظاهر نشاطا ضد نظام الأسد، حيث قدّم الحي للثورة السورية الكثير من الضحايا، أبرزهم الطفل إبراهيم شيباني الذي سقط برصاص الأمن السوري في جمعة «أحرار الجيش»، وتحول تشييعه إلى مظاهرة حاشدة، والطفلة هبة الديريني التي اغتالتها عناصر من الشبيحة يوم الاثنين الفائت.

وقد استحوذ حي الميدان، جنوب مدينة دمشق، على خصوصية خاصة في مشهد الانتفاضة السورية ضد نظام بشار الأسد. ففي كل يوم جمعة تتوجه أنظار الدمشقيين نحوه بانتظار خروج المصلين من الجوامع والهتاف للحرية والكرامة وإسقاط الرئيس. أبرز هذه الجوامع، جامع الحسن الذي يعد من أهم المساجد في العاصمة السورية، إضافة إلى جوامع الدقاق والخانقية ومنجك التي تتسم بطابع تراثي. فيما يشير مراقبون إلى أن أهمية حي الميدان وإصرار أهله على التظاهر ضد نظام الأسد، تأتي بسبب وجود جامع الحسن في وسطه. فالجامع الذي يتسع لأكثر من ثلاثة آلاف مصلّ، يمتلك تاريخا طويلا في معارضة حكم عائلة الأسد. فمنذ الشيخ حسن حبنكة الذي بنى الجامع وسمي على اسمه، ومعظم المشايخ الذين يتوالون على المسجد لا يظهرون ولاء صريحا للنظام الحاكم.

يذكر أن هناك صفحة على «فيس بوك» بعنوان «تنسيقية الثورة السورية في حي الميدان وما حوله» أنشئت منذ بداية المظاهرات في البلاد. تعنى هذه الصفحة بتنظيم الاحتجاجات التي تخرج من مساجد الحي وتهتف ضد نظام بشار الأسد وتطالبه بالرحيل.