هنية يقوم بأول جولة عربية وإسلامية منذ الانقسام

إسماعيل هنية
TT

ذكرت مصادر فلسطينية أن رئيس الحكومة المقالة في قطاع غزة إسماعيل هنية ينوي القيام بجولة عربية تشمل البحرين وقطر وتونس وتركيا. وأشارت المصادر إلى أن هنية سيبحث مع قادة هذه الدول إمكانية الإسهام في إعادة إعمار ما دمره الجيش الإسرائيلي خلال الحرب على قطاع غزة أواخر عام 2008، ومطلع عام 2009.

وهذه المرة الأولى التي يقوم فيها هنية بجولة خارجية منذ تفجر الانقسام الفلسطيني وسيطرة حركة حماس على قطاع غزة في 14 يونيو (حزيران) 2007.

وأثار الإعلان عن هذه الزيارة انزعاج إسرائيل، وذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» أن الحكومة الإسرائيلية تشعر بالقلق من جولة هنية العربية والإسلامية، في بادرة هي الأولى من نوعها منذ فوز الإسلاميين في العالم العربي، باعتبار أن هذه الزيادة تعزز المخاوف الإسرائيلية من النتائج السلبية للربيع العربي، حسب قول الصحيفة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الدول العربية والإسلامية غيرت من سياستها تجاه حماس، خصوصا في ظل الربيع العربي، مؤكدة أن المجلس العسكري للقوات المسلحة في مصر يتعامل مع قادتها بودية وترحيب يختلف عن التعامل الذي حظيت به الحركة في عهد الرئيس السابق حسني مبارك. وختمت الصحيفة بالقول إن حماس تحصل على هذا الدعم في الوقت الذي تواصل دعمها لـ«الإرهاب» على كل الصعد، التي كان آخرها دعوة المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة للمزيد من اختطاف جنود الجيش الإسرائيلي، وإن حماس تسمح للفصائل الفلسطينية بإطلاق آلاف الصواريخ وقذائف الهاون على البلدات الصهيونية، حسب تعبيرها.

وأرجع يحيى موسى، القيادي البارز في حركة حماس ونائب رئيس كتلتها البرلمانية في المجلس التشريعي، إمكانية تحقيق هذه الزيارة إلى ثورات الربيع العربي وإن كان بشكل إيجابي. وقال موسى لـ«الشرق الأوسط» إن فتح الساحات العربية والإسلامية أمام حركة حماس وقياداتها لم يكن متاحا قبل ثورات التحول الديمقراطي التي اجتاحت العالم العربي. وأوضح أن النظام العربي القديم لم يكن مستعدا للانفتاح على حركة حماس لأنه مرتبط بإسرائيل وبالولايات المتحدة، وبالتالي فهو لم يكن راغبا في القيام بأي خطوة من شأنها إزعاج حكام تل أبيب وواشنطن، كاستقبال هنية.

واعتبر موسى أن استقبال العواصم العربية لهنية في مرحلة التحول الديمقراطي تسنى بعد أن أصبح للرأي العام العربي دور مركزي في بلورة السياسات في بلدانهم، منوها بأن الرأي العام العربي «يرى في رفض حركة حماس الأصيل الاعتراف بشرعية الكيان الصهيوني موقفا يعبر عن ضمير الشعوب العربية التي تشارك حماس هذا الموقف». واعتبر موسى أن نتائج الانتخابات التي أسفرت عنها الانتخابات التشريعية التي جرت مؤخرا في عدد من الدول العربية «دليلا على أن المستقبل في الوطن العربي هو لأصحاب الأجندات المتلزمة بثوابت الأمة وخياراتها الأصيلة»، مشددا على أنه «سواء فاز الإسلاميون أم غيرهم في هذه الدول فإن الحكومات العربية التي ستشكل بعد الانتخابات ستلتف حول القضية الفلسطينية وستدافع عنها، وهذا ما يثير الفزع لدى أعداء الأمة، لا سيما إسرائيل والولايات المتحدةؤ. وعن القلق الإسرائيلي من جولة هنية العربية، قال موسى إن هذا القلق نابع «من الأزمة الوجودية التي يعاني منها الكيان الصهيوني، لأنه يدرك أنه أقيم بقوة وإرادة الخارج، وبالتالي فهو يبدي قلقا عندما يتحول الخارج عن مواقفه القديمة ويعيد النظر في سياساته تجاه المنطقة وتحديدا العلاقة مع إسرائيل».

وشدد موسى على أن إسرائيل عكفت دوما على عرض نفسها عبر طرح مواقف آيديولوجية، حيث ساعد النظام الرسمي العربي القديم إسرائيل على إنجاز هذه المهمة، مستدركا أن العالم لم يعد يقبل أطروحات إسرائيل الآيديولوجية. وأضاف: «لم يعد أحد يصدق أن إسرائيل واحة للديمقراطية وهي تمارس التمييز والقتل ضد الفلسطينيين، وبالتالي فإنها ستواجه بهذا النوع من خيبات الأمل». وتوقع موسى أن تتطور علاقات حماس مع المنظومة الأوروبية وصولا إلى إسقاط حركة حماس من القائمة الأوروبية للمنظمات الإرهابية. وكانت مصادر سياسية إسرائيلية عبرت عن قلقها من جولة هنية ونتائجها، ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية عن هذه المصادر قولها إن الثورات التي شهدها العالم العربي مكنت حماس من الانفتاح على العالم العربي. وحذرت المصادر من أن يسهم هذا الانفتاح في دعم حركة حماس للمس بإسرائيل وأمنها.