متدينون يهود يحاولون فرض الفصل بين الجنسين بالقوة

نتنياهو: لن نسمح لهم بتفكيك نسيجنا

أسرة يهودية متشددة في حي ميا شاريم في القدس المحتلة تضيء الأضواء في عيد الأنوار مساء أول من أمس (إ.ب.أ)
TT

تفجر جدل كبير في إسرائيل، واحتد في الأيام القليلة الماضية، حول صورة إسرائيل الحضارية، وشكل مجتمعها، بعدما حاول متدينون يهود فرض معتقداتهم في ما يخص الفصل بين الرجال والنساء في المواصلات العامة، وأماكن أخرى، بالقوة.

وعلى الرغم من أن هذا المطلب، قديم إلى حد ما، لكن أخذه باليد هذه المرة، والعمل على إنشاء شركة خاصة لوسائل النقل تقوم على مبدأ الفصل، قد تبدأ العمل خلال الشهر المقبل، دق نواقيس الخطر في إسرائيل.

ولم تنفع التحذيرات الإسرائيلية الرسمية، من ردع طائفة الحريديم المتشددة دينيا عن فرض معتقداتها على الشارع الإسرائيلي، وقرر أحد رجال الأعمال من هذه الطائفة، وبدعم منها، إنشاء شركة مواصلات تفصل بين الرجال والنساء، بعدما رفضت المحكمة العليا الإسرائيلية، دعوى قضائية للفصل بين الجنسين.

وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس، إن هذه الطائفة تسعى إلى إنشاء شركة نقل تعمل على خطوط القدس وأسدود وبيت شيمش، تتفق وأفكارهم، لتحل محل شركات النقل الأخرى.

وتقدر تكاليف تشغيل خطوط النقل الجديدة بنحو 6 ملايين شيقل 1.6 (مليون دولار) وسيطلب من أصحاب الملايين التبرع بشكل شهري للشركة الجديدة، بينما سيتم وضع صناديق لجمع التبرعات في الحافلات. وتقوم فلسفة هذه الشركة على الفصل بين الرجال والنساء، بحيث يجلس الرجال في الأمام والنساء في الخلف.

وقبل أيام قليلة فقط، حاول هؤلاء المتدينون فرض ذلك بالقوة، في حافلات النقل الإسرائيلية العامة، وتفجرت خلافات كبيرة في إحدى الحفلات، بعدما رفضت راكبة إسرائيلية العودة إلى الخلف، وتحول الأمر إلى نقاش حاد وساخن داخل الحافلة قبل أن يثير الجدل رسميا وشعبيا عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعية مثل «فيس بوك» و«تويتر».

وقالت تانيا روزينبليت (28 عاما)، التي حاول سائق الحافلة منعها من الجلوس في الأمام «جلست في المقدمة ورفضت الانتقال إلى مقعد خلفي، وعندما وصلت الحافلة إلى أحد الأحياء الدينية بدأ رجل يصب اللعنات علي في حين اكتفى آخرون بالمشاهدة لحين وصول الشرطة».

وتعهدت الحكومة الإسرائيلية بمحاربة هذا التوجه، وفي حين قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، إنه «لا يتعين علينا أن نسمح لجماعات متطرفة بتفكيك نسيجنا المشترك ويجب أن نحافظ على الأماكن العامة كأماكن مفتوحة وآمنة لكل مواطني إسرائيل»، حذرت رئيسة المعارضة تسيبي ليفني من تداعيات ممارسات إقصاء النساء عن الساحة العامة، وأمر وزير النقل الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، باتخاذ عدة خطوات لمكافحة التمييز والفصل بين النساء والرجال، ومن بينها تخصيص خط هاتفي للإبلاغ عن أي محاولات لتطبيق توجه المتطرفين اليهود، والتحقيق مع أي سائق يثبت تورطه في ذلك، واتخاذ إجراءات بحقه. وعقب الوزير الإسرائيلي على محاولة إرجاع روزينبليت إلى المقاعد الخلفية بالقوة، بقوله «إنه أمر خطير، وكان على السائق ألا يسمح لأي أحد أن يزحزحها من مكانها».

وتحاول طائفة الحريديم الذي يبلغ عدد أفرادها، نحو 740 ألفا، فرض معتقداتها على شتى مناحي الحياة في إسرائيل وليس فقط في ما يخص المواصلات العامة. وتملك هذه الطائفة مدارس دينية تفصل بين الذكور والإناث، ويحاولون التأثير في الجيش الإسرائيلي، إذ يقاطعون الحفلات المشتركة التي تغني فيها النساء، بينما يرفضون التعاطي مع أي مظاهر مختلطة بما في ذلك المشاركة أو الإقبال على سلع تروج لها نساء.

وتتفق الصحف الإسرائيلية، ومحللون ومراقبون على أن نفوذ المتدينين المتشددين آخذ بالتعاظم شيئا فشيئا. وفي وقت سابق، انتقدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إسرائيل على خلفية اتساع ظاهرة الفصل بين الرجال والنساء في الجيش والحافلات العامة، وشبهت الوضع بما يحصل في إيران.