تونس: عرض تشكيلة الحكومة الجديدة على المجلس التأسيسي اليوم

الصادق شورو لـ «الشرق الأوسط»: حكومة الجبالي أول حكومة شعبية في البلاد

TT

قال الصادق شورو، عضو المجلس التأسيسي الرئيس السابق لحركة النهضة الإسلامية، إن الائتلاف الثلاثي الحاكم قد أنهى كل مفاوضاته حول التشكيلة الحكومية المرتقبة، وإن كل الحقائب الوزارية سيتم عرضها اليوم الخميس على أنظار المجلس التأسيسي ليقول كل الأعضاء بما فيهم الأقلية المعارضة كلمتهم حول التشكيلة الحكومية.

واعتبر شورو، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن موافقة كل الأطراف على التركيبة الحكومية قد تكون أقرب للمنطق بعد فترة طويلة من الجدل السياسي حول توزيع الحقائب الوزارية سواء بين أحزاب الائتلاف الثلاثي الحاكم أو كذلك بين قيادات نفس الحزب.

وعزا شورو التأخر الذي طرأ على عمليات الكشف عن الأسماء المرشحة لمناصب وزارية إلى وجود ظروف داخلية في حزبي التكتل والمؤتمر شريكي حركة النهضة في قيادة البلاد، وقال إن تصدعات أفرزتها المفاوضات حول الحقائب الوزارية داخل أحزاب الائتلاف الثلاثي، ومردها رؤى شخصية، ومساع للتمتع بحقائب وزارية. وأضاف أن كل الأمور تسير حاليا نحو الانفراج النهائي.

ولم ينف شورو وجود اعتراضات على بعض الأسماء المرشحة لحقائب وزارية من بينها على وجه الخصوص حقيبتا الخارجية والداخلية، إلا أنه قلل من شأن تلك الاعتراضات، ولم ينسبها إلى الأقلية المعارضة، وقال إنها من «أصداء الشارع التونسي والمواقع الاجتماعية». وبشأن مواقف المعارضة داخل المجلس التأسيسي من الحكومة الجديدة، قال شورو إن علاقة الأغلبية والأقلية يحكمها بالأساس البرنامج السياسي المتفق حوله بين مختلف الأطراف السياسية، وإن ذلك البرنامج هو المحدد للعمل بين مختلف الأطياف السياسية الممثلة في المجلس، ودعا المعارضة داخل المجلس للسعي إلى التوافق مع الأغلبية الحاكمة حتى لا تقوم بأدوار سلبية تجاه البرامج الاجتماعية والاقتصادية العاجلة التي تنتظر الحكومة في الأحياء والقرى والأرياف التونسية الفقيرة حيث ينتشر الفقر والبطالة والمرض.

وحول الصعوبات الجمة التي قد تعترض عمل الحكومة الجديدة، وكيفية تعاملها معها، قال شورو إن حكومة الجبالي تعتبر أول حكومة شعبية في تونس قامت وفق إرادة الشعب التونسي من خلال صناديق الاقتراع، ومن غير المعقول أن نسعى إلى تحجيم دورها وعرقلة نشاطاتها بدعوى المعارضة من أجل المعارضة فقط. ودعا شورو بنفس المناسبة قوى المعارضة داخل المجلس التأسيسي إلى الاعتماد على صواب الرأي، وتقديم الاقتراحات البناءة من أجل مصلحة تونس.

وحول دعوى خوف النهضة من ردود فعل المعارضة، وخاصة محاولة إفشال برامجها وإظهارها في وضع من لا يقدر على تسيير البلاد، قال شورو إن اللجوء إلى التصويت على مختلف النقاط الخلافية هو الحل الأخير لتجاوز الكثير من الصعوبات والعراقيل. ونفى أن تكون طريقة التصويت تخفي هيمنة الأغلبية الحاكمة، وقال إن كل الديمقراطيات في العالم تلجأ إلى هذا الأسلوب، وتونس لن تشذ عن القاعدة مع أن حركة النهضة ومن خلال معظم تصريحات قياداتها السياسية تفضل التوافق بين مختلف الحساسيات السياسية على المواضيع التي قد تكون محل خلاف وتناقض.