داود أوغلو يدعو لـ«وقف فوري» لآلة القتل في سوريا

الحريري التقاه وأردوغان في أنقرة لبحث الوضعين السوري واللبناني

TT

رأى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن سقوط مئات القتلى في سوريا بعد توقيع بروتوكول التعاون مع الجامعة العربية «أمرا غير مقبول»، مشددا على أن مهمة الجامعة هي «وقف القتل» واضعا إمكانات تركيا في تصرفها لهذه الغاية. وقال داود أوغلو بعد استقباله الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري أمس إن هناك «تغييرات تاريخية في المنطقة وجميعنا يعلم أن مجرى التاريخ يسير في اتجاه تحقيق مطالب الشعوب»، فيما قال الحريري الذي التقى أيضا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن التوقيع على المبادرة «هو توقيع على بنودها جميعا أكان المتعلقة منها بوقف القتل أو إطلاق المعتقلين وغيرها، حينها تكون هناك فعليا خطوات إيجابية ولكننا لا نرى هذه الخطوات».

وأجرى الحريري محادثات مطولة مع أردوغان وداود أوغلو في مقر رئيس الحكومة التركي في أنقرة تمت خلالها مناقشة تطورات الأوضاع التي تشهدها المنطقة خاصة مسار الأزمة السورية بعد التوقيع على مبادرة الجامعة العربية. وبعد انتهاء المحادثات تحدث وزير الخارجية التركي إلى الصحافيين فقال: «هناك تغييرات تاريخية في المنطقة وجميعنا يعلم أن مجرى التاريخ يسير في اتجاه تحقيق مطالب الشعوب، ففي شمال أفريقيا وتونس جرت الانتخابات، وفي ليبيا عملية التغيير مستمرة وكذلك في مصر. والآن هو الوقت الملائم للشعب السوري لتحقيق أهدافه في الديمقراطية وتحقيق الشفافية». وأشار إلى أن تركيا دعمت مبادرة الجامعة العربية، «وقد شاركت شخصيا باجتماعات للجامعة في القاهرة والمغرب أثناء التحضير لهذه المبادرة، وقد كانت هناك آلية مشاورات بين تركيا والجامعة العربية التي ندعم مبادرتها». وقال: «إن البروتوكول بحد ذاته له عدة أبعاد مهمة، منها إرسال المراقبين وإطلاق سراح السجناء ونأمل النجاح لكل بنود المبادرة، وتركيا ستبذل أقصى جهودها للعمل على إنجاح هذه المبادرة التي هي في الحقيقة مبادرتنا نحن أيضا وسندعمها وندافع عنها وسنراقب تنفيذها. ولكن للأسف أود أن أشير مجددا إلى أنه حتى بعد التوقيع على البروتوكول قتل المئات من أبناء الشعب السوري وهذا أمر غير مقبول.. إن التوقيع على البروتوكول يعني أن نكون جاهزين للتعاون والعمل مع الجامعة العربية. إن مهمة الجامعة هي وقف إراقة الدماء وهذه هي المهمة الأساسية الأولى والملحة، ولكن حتى بعد التوقيع لا تزال أعمال القتل مستمرة، ونحن سنتابع هذا الأمر عن كثب وسنستمر في التشاور مع الأمين العام للجامعة نبيل العربي ومع الشيخ حمد بن جاسم والأعضاء الآخرين في الجامعة العربية». وأضاف: «غدا ستتوجه طلائع فريق المراقبين إلى سوريا، وتركيا ستكون بتصرف الجامعة العربية في ما تطلبه وسنعمل سويا ونأمل أن تتوقف هذه المجازر ليس بأسرع وقت ممكن بل فورا».

من ناحيته قال الحريري: «نحن لدينا وجهة نظر واضحة حيال ما يحصل في لبنان وأيضا في سوريا. فيما يتعلق بما يحصل في سوريا، وبعد التوقيع على مبادرة الجامعة العربية أو البروتوكول، فقد تزامن ذلك مع تسريع آلة القتل. وكما قال معالي الوزير فإن التوقيع على المبادرة هو توقيع على بنودها جميعا أكانت المتعلقة منها بوقف القتل أو إطلاق المعتقلين وغيرها، حينها تكون هناك فعليا خطوات إيجابية ولكننا لا نرى هذه الخطوات».

سئل: «ولكن كان هناك نوع من الإجماع على إيجابية هذه الخطوة؟». فأجاب: «برأيي الإيجابية كانت على أساس أن التوقيع تم من قبل دولة ذات مصداقية على مبادرة عربية، والمشكلة أن البعض، ومنهم الوزير وليد المعلم، فسروا أن التوقيع يتعلق فقط بالمراقبين، ولكن ماذا سيراقب المراقبون؟ سيراقبون وقف القتل والعنف وإطلاق المعتقلين والسجناء، من هذا المنطلق أرى أنه يجب على سوريا أن توقف آلة القتل هذه. كما أن الأمير سعود الفيصل قال بوضوح خلال قمة التعاون الخليجي إن هذا التوقيع ليس محصورا بالمراقبين بل يشمل جميع بنود المبادرة العربية».

وأعلن الحريري أنه سيتشاور مع حلفائه في الطروحات المتعلقة بقانون الانتخاب. وقال: «فيما يخص السلاح، موقفي واضح وصريح، هناك اليوم من ينادي ببيروت خالية من السلاح وأنا أقول إن لبنان كله يجب أن يكون تحت سيطرة الدولة والجيش اللبناني بالتعاون مع الأفرقاء السياسيين. يجب أن يعرف الجميع أن هذا البلد لنا جميعا ولا يمكن لأحد أن يستقوي على الآخر أو أن يلغي الآخر، جميعنا لبنانيون ومحكومون أن نعيش تحت سماء واحدة وإن شاء الله يتحقق هذا الأمر»، معتبرا أن تحقيق هذا لا يحتاج إلى حوار بل إلى «تطبيق اتفاق الطائف».