تلاسن بين القاهرة وواشنطن بخصوص حقوق المرأة

سفير مصر السابق لدى أميركا: تصريحات الطرفين حادة لكنها لن تؤثر على العلاقات

TT

في حين نفت وزارة الخارجية الأميركية اتهامات الخارجية المصرية لواشنطن بالتدخل في شؤون مصر، على خلفية تصريحات هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية، بخصوص الاعتداءات التي حدثت بحق متظاهرات في ميدان التحرير، قالت فايزة أبو النجا، وزيرة التخطيط والتعاون الدولي المصرية، إن «بنات النيل لسن بحاجة إلى أصوات خارجية للدفاع عن حقوقهن»، في إشارة منها لكلينتون.

وقالت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، أمس: «نحن نعبر عن تأييدنا لحقوق الإنسان في العالم أجمع. لا نعتبر هذا تدخلا في شؤون أي بلد»، موضحة أن واشنطن تعبر عن مبادئها وقيمها التي تتبناها، وتابعت: «نعبر عن موقفنا دفاعا عن قيمنا ومصالحنا، كما فعلنا دائما، وسواء بالنسبة لمصر أو تونس أو أي مكان في العالم»، داعية قوات الأمن المصرية إلى التزام «أقصى درجات ضبط النفس».

وكانت كلينتون قد انتقدت، الاثنين الماضي، ضرب نساء بأيدي ال شرطة المصرية، واصفة مشهد الاعتداء على الفتيات بميدان التحرير بأنه «وصمة عار» على جبين مصر والمجلس العسكري (الحاكم). وقالت كلينتون «إن الإذلال المنهجي للنساء المصريات يشوه صورة الثورة، وهو وصمة عار على جبين الدولة وجنودها، ولا يشكل الطريقة المناسبة لمعاملة شعب عظيم». وهو ما لم يستسغه وزير الخارجية المصري، محمد عمرو، الذي رد على تصريحات كلينتون بحدة، قائلا: «مصر لا تقبل أي تدخل في شؤونها الداخلية، وتقوم بإجراء الاتصالات والتوضيحات التي تتعلق بأي تصريحات من أي مسؤول أجنبي تخص الشأن الداخلي المصري».

وفي حين لم ترد الخارجية المصرية على التصريحات الأخيرة للخارجية الأميركية، دخلت الوزيرة فايزة أبو النجا على خط التصريحات، وهاجمت كلينتون، مؤكدة في تصريحات نشرتها «بوابة صحيفة الأهرام الحكومية» أمس، أن «المرأة المصرية كانت على مدى تاريخها الطويل وستظل دائما قادرة على الدفاع عن قضاياها، ولا تحتاج إلى أصوات خارجية، أيا كان مصدرها، للدفاع عنها».

من جانبه، أوضح السفير نبيل فهمي، سفير مصر السابق في واشنطن، أن هناك قدرا من الحدة في التصريحات المتبادلة بين القاهرة وواشنطن بخصوص الأزمة الأخيرة. وقال فهمي لـ«الشرق الأوسط»: «الحادثة كانت محل انتقاد محلي قبل أن تكون محل انتقاد أجنبي، لذا لم يكن من الحكمة أن يكون انتقاد واشنطن في البداية بهذه الحدة»، مضيفا أن «تصريحات كلينتون كانت حادة جدا، لكن رد وزير الخارجية المصري كان حادا أيضا».

لكن فهمي لا يعتقد أن تتأثر العلاقات بين البلدين على ضوء تلك التصريحات، أو تصل لحد التلاسن الحاد الذي حدث بين البلدين في عهد جورج بوش، بخصوص الإصلاحات السياسية. ويعتقد فهمي، الذي شغل منصب سفير القاهرة في واشنطن لتسعة أعوام، أن «رد فعل الخارجية الأخير لا يعكس تشددا تجاه مصر قدر ما يسجل مبدأ في الدفاع عن حقوق الإنسان في العالم أجمع»، معتبرا الرد عاما بشكل كبير.

فيما أوضح مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية، لـ«الشرق الأوسط» أن قضايا حقوق الإنسان لم تعد شأنا داخليا، وأن مصر عضو في مجلس حقوق الإنسان العالمي، وبالتالي فقد قبلت أن يتم مناقشة قضايا حقوق الإنسان على المستوى الدولي.

واستبعد السيد أن تكون انتقادات كلينتون تتعلق بكون واشنطن من أكبر مصدري السلاح الأميركي للقاهرة، حيث أوضح أن «هناك ضوابط صارمة لاستخدام السلاح الأميركي، خاصة في أعمال ضد حقوق الإنسان».