السوريون يتظاهرون اليوم في جمعة «بروتوكول الموت»

رئيس هيئة التنسيق الوطني لـ«الشرق الأوسط»: يجب إعطاء فرصة للحل العربي لأن التدويل ليس مزحة سحرية

تظاهرة في إم نير بإدلب أمس تنادي بإسقاط الأسد
TT

دعا الناشطون السوريون تزامنا مع وصول وفد المراقبين العرب إلى دمشق للتظاهر اليوم في جمعة «بروتوكول الموت» في إشارة إلى بروتوكول المراقبين العرب الذي وقعته سوريا الاثنين الماضي مع جامعة الدول العربية، معتبرين أن هذا البروتوكول بمثابة «رخصة مفتوحة للقتل»، وأن النظام استغل توقيعه «لتكثيف عملياته العسكرية التي أودت بحياة المئات في الأيام القليلة الماضية».

وكانت عملية التصويت على تسمية يوم الجمعة على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» عبر «فيس بوك»، انتهت لاعتماد تسمية «بروتوكول الموت» بعد نيلها أكبر عدد من أصوات المشاركين الذين لم يصوتوا بكثافة لتسميات: جمعة العصيان المدني، جمعة إدلب الحمراء، جمعة ميلاد الحرية.. وغيرها.

وفيما انتقد رئيس هيئة التنسيق الوطني السوري للتغيير الديمقراطي في المهجر هيثم مناع، التسمية المعتمدة مطالبا بإعطاء فرصة للحل العربي، اعتبر سمير نشار، عضو المجلس التنفيذي في المجلس الوطني السوري، أن البروتوكول شكل فرصة إضافية للنظام ليستمر بسياسة القتل مؤكدا عدم التعويل على مهمة المراقبين ومطالبا الجامعة العربية بإحالة الملف السوري إلى مجلس الأمن وبأسرع وقت ممكن.

وقال مناع لـ«الشرق الأوسط»: «هناك طرف يحاول التصعيد في قضية تدويل الأزمة وتشويه صورة الحل العربي وكأن التدويل سيعود علينا بالمن والسلوى، متناسين أن حالات التدويل وفي أحسن الأحوال انتهت إلى 52 ألف قتيل في ليبيا»، مشددا على أن «التدويل ليس مزحة سحرية»، مذكرا بأن «العمليات العسكرية الغربية أول من سيذهب ضحيتها هم المواطنون السوريون العزل».

واعتبر مناع أن «الحل العربي المطروح حاليا هو حل استثنائي بتاريخ الجامعة»، متسائلا: «لماذا لا نعطي فرصة لهذا الحل ونتابع نضالنا السلمي وإضرابنا العام وصولا للعصيان المدني؟ الحل العربي لا يشترط علينا إيقاف عملنا السلمي، فما معنى الجري وراء المجهول العسكري ومجهول التدويل؟»، وأضاف: «البروتوكول ليس مهلة للنظام لقتل المدنيين، ودخول المراقبين ليس مهلة، فهل ندخلهم بالمظلات؟».

وانتقد مناع وبشدة عملية التصويت التي تتم لاعتماد تسمية يوم الجمعة متحدثا عن «ديكتاتورية الـ(فيس بوك) مقابل ديكتاتورية النظام»، وأضاف: «التسميات لم يعد لها معنى إذ أصبحت موجهة وغالبا ما تكون ضارة وذات مفعول سلبي».

بالمقابل، ذكر نشار أنه «ومنذ وقع النظام على البروتوكول ارتفع عدد الشهداء يوميا من العشرات إلى المئات كما ازدادت ممارسات وقمع النظام»، وقال: «كنا نتوقع أن يوقف البروتوكول قتل الأبرياء، فإذا به يعطي فرصة ومهلا جديدة للنظام ليستمر بسياسة القتل. نحن لا نعول على دخول المراقبين ونستغرب موقف الجامعة العربية ومواقف الدول العربية التي من المفترض أن تعي تماما أن النظام مراوغ ومحتال وأنه يناور بتوقيعه على البروتوكول لكسب الوقت».

وإذ طالب نشار الجامعة العربية بـ«إحالة الملف السوري وبأسرع وقت ممكن إلى مجلس الأمن لكون الجامعة ليست المكان المناسب لاتخاذ قرارات رادعة وحاسمة»، شدد على أن «لا وجود لحل عربي وأن المطلوب وضع قادة العالم أمام مسؤولياتهم في التعاطي مع الملف السوري».

وعلى صفحات التواصل الاجتماعي وبالتحديد على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011»، كتب الناشطون: «قبل أن تتدخل الجامعة العربية كان معدل الشهداء السوريين بين 10 و15 شهيدا يوميا، وبعد تدخل الجامعة وإطلاق مبادرتها أصبح معدل سقوط الشهداء بين 20 و30 يوميا.. أما بعد توقيع الحكومة السورية على البروتوكول وما أدراك ما مضمون البروتوكول! فصار معدل سقوط الشهداء 100 شهيد يوميا.. الجامعة العربية والعالم يقتلوننا.. ».