رئيس مجلس الوزراء المصري: عندما اختلفنا أدارت لنا الدول ظهرها

الجنزوري: قوى وطنية طلبت لقائي خارج الأسوار الرسمية وكأنها ذاهبة للمندوب السامي

متظاهر شاب يجلس للاستراحة أمس مستندا إلى الجدار الإسمنتي العازل المقام بالقرب من ميدان التحرير (أ.ف.ب)
TT

كشف الدكتور كمال الجنزوري، رئيس مجلس الوزراء المصري أمس، عن أن مصر لم تتلق المساعدات التي أعلنت عدة دول عزمها تقديمها في صورة منح أو قروض، قائلا إن «إعجاب العالم بالثورة المصرية استمر عدة أشهر بعدها؛ لكن الأوضاع تغيرت».

وأشار رئيس الوزراء، الممنوح صلاحيات رئيس الجمهورية، إلى أن الولايات المتحدة الأميركية أعلنت عن مساعدات تصل إلى 2.25 مليار دولار لم يصل منها أي شيء. وقال الجنزوري «اليوم نطلب من صندوق النقد الدولي؛ لكنهم يطلبون التأجيل، كما أن مصر دعت مستثمرين من أوروبا وأميركا؛ ولكن لم يأت منهم أحد»، مضيفا أن «دول الثماني أعلنت تقديم 35 مليار دولار لمصر وتونس لم يصل منها شيء إلى مصر، بالإضافة إلى أن المساعدات التي أعلنت دول عربية عن تقديمها لمصر لم يصل منها سوى مليار دولار، في الوقت الذي تعطي فيه بعض الدول العربية بسخاء لدول أخرى».

واستطرد الجنزوري قائلا «هل تذكرون حينما واجهت أميركا الأزمة المالية هب الجميع لمساندتها، وكان في مقدورها أن تتعافى من تلك الأزمة في عامين؛ لكنها أرادت أن تخرج من الأزمة في وقت أقل»، مشيرا إلى أن مصر خرجت منها 9 مليارات دولار خلال شهور قليلة، في وقت هي في أشد الحاجة فيه لها.

وأعرب الجنزوري خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده بمقر هيئة الاستثمار في مدينة نصر شرق القاهرة، حيث يمارس مهام منصبه بالهيئة منذ تكليفه بتشكيل حكومة الإنقاذ الوطني قبل ثلاثة أسابيع من قبل المجلس العسكري (الحاكم)، بعد أن حال المعتصمون دون وصوله لمبنى الحكومة في شارع قصر العيني بوسط العاصمة، عن أمله في أن تمضي محاكمات رموز النظام السابق بوتيرة أسرع، وقال «كنت أتمنى أن تصدر المحاكمات أحكاما تشفي غليل أسر الشهداء»، مضيفا أنه لم يكن يتمنى أن تستخدم السلطة العنف ضد المتظاهرين في أحداث شارع قصر العيني قبل أسبوع، خاصة في ظل وجود فتيات بين المتظاهرين. وأشار إلى أن أحداث مجلس الوزراء الأخيرة شهدت عنفا من قبل المتظاهرين، واستخدم كثير منهم زجاجات المولوتوف والحجارة، الأمر الذي لا يليق بالاعتصام السلمي، لافتا إلى أن السلطة في مصر على استعداد أن تسلمها، قائلا «سلطة اليوم مستعدة لأن تذهب اليوم قبل غدا».

وقال الجنزوري «كنت أتمنى أن آتي اليوم (أمس) لنتحدث عن مساعينا في خفض عجز الموازنة وما تم إنجازه خلال الأسابيع الماضية واستقرار الأمن؛ لكن الأوضاع الحالية فرضت علي التحدث عن ما تمر به مصر الآن».

واستنكر رئيس الوزراء طلب بعض القوى الوطنية الاجتماع به خارج المباني الرسمية، قائلا «وصل بهم الحال أن يطالبوني بلقائهم خارج المباني الرسمية للدولة، وكأنهم ذاهبون للمندوب السامي للاحتلال». وخاطب الجنزوري الشعب المصري قائلا «الوضع الحالي يتطلب منا أن نجلس مع جميع القوى والأحزاب السياسية ونتحاور من أجل مصلحة البلاد، حتى تستقر الأوضاع الأمنية في الشارع السياسي».