تشيكيا تودع رئيسها السابق بحضور العديد من قادة العالم

ميركل معزية في هافل: قاد الناس نحو الحرية.. بالكلمات والأفعال

TT

ودعت تشيكيا، بحضور العديد من قادة العالم، أمس، رئيسها السابق فاتسلاف هافل في جنازة رسمية أقيمت في العاصمة براغ.

وأشاد الكثير من المشاركين في الجنازة بشجاعة الرئيس الراحل في التصدي للشيوعية. وأثنت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، المولودة في براغ، مادلين أولبرايت على صديقها القديم قائلة باللغة التشيكية: «لقد كانت المعركة من أجل الحرية بالنسبة لك وسيلة للوصول إلى شيء أعلى هو الحقيقة». ووضع الجثمان في تابوت ملفوف بالعلم التشيكي في كاتدرائية سانت فيتوس خلال مراسم الجنازة، التي بدأت بالوقوف دقيقة حداد شارك فيها العديد من الأشخاص في أنحاء البلاد.

وحضر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون القداس الذي ترأسه دومينيك دوكا رئيس أساقفة براغ. وقال ساركوزي للصحافيين الفرنسيين قبل مراسم التشييع إن «كل أوروبا تجتمع اليوم في براغ من أجل ذكرى فاتسلاف هافل. ما هي رسالة هذا الرجل؟ أن يكون لدينا قناعات وأن نقاتل من اجلها. الدعوة إلى الحوار والاحترام. النظر إلى الماضي واستخلاص العبر للمستقبل».

وقرئت رسالة من البابا بينيديكت السادس عشر خلال القداس كتب فيها «نتذكر كيف دافع السيد هافل بشجاعة عن حقوق الإنسان في وقت كانت بلادكم تحرم فيه من (تلك الحقوق) بشكل ممنهج».

وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي أمضت فترة من حياتها تحت الحكم الشيوعي قد كتبت في وقت سابق رسالة تعزية قالت فيها عن هافل إنه «بالكلمات والأفعال قاد الناس نحو الحرية». وحضر الرئيس الألماني كريستيان فولف الجنازة ممثلا عن بلاده.

وودعت عائلة هافل فقيدها أمس، وخصوصا زوجته دغمار هافلوفا وشقيقه ايفان هافل في محرقة براغ شترانيتس. وبعد إحراق جثمان فاتسلاف هافل يفترض وضع رماده بعد عيد الميلاد في ضريحه العائلي بمقبرة براغ فينوهرادي كما قالت الناطقة باسم مكتب هافل سابينا تانشيفوفو.

وكان المعارض السابق المناهض للشيوعية والكاتب المسرحي البارز الذي اضطلع بدور مهم في الثورة المخملية في تشيكوسلوفاكيا السابقة عام 1989، ثم صار رئيسا قد توفي الأحد الماضي عن 75 عاما. وصار هافل رئيسا لتشيكوسلوفاكيا خلال الفترة بين عامي 1989 و1993 ثم أصبح رئيسا لجمهورية التشيك التي تأسست حديثا حتى عام 2003. أجرى هافل عملية جراحية في عام 1996 للعلاج من سرطان الرئة، وخضع للعلاج لسنوات بسبب مرض بالجهاز التنفسي وازدادت حالته سوءا بسبب فترات السجن التي قضاها في ظل النظام الشيوعي.

وقال وزير الخارجية التشيكي كارل شفارتسنبرغ خلال القداس الذي تواصل على مدار ساعتين إن رسالة هافل كانت تتمثل في أنه يتحتم على المجتمع ألا يتردد في خوض معركة البحث عن الحقيقة والحب. وشاركت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وزوجها الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون في مراسم تشييع جنازة هافل.