«ميدان التحرير» يناصر نساء مصر.. والثوار يطالبون برحيل المشير

«العباسية» تهتف باسم مبارك وتفوض «العسكري» باستخدام العنف

متظاهرون موالون للمجلس العسكري يحملون علم مصر في ميدان العباسية بالقاهرة أمس (أ.ب)
TT

تضامن عشرات آلاف المصريين أمس مع نساء مصر في جمعة حملت شعار «رد الشرف»، أو «حرائر مصر»، بعد اعتداءات عناصر الجيش على متظاهرات في ميدان التحرير بقلب العاصمة، خلال الأسبوع الماضي، وطالب المتظاهرون بتبكير موعد الانتخابات الرئاسية، ومحاكمة من وصفوهم بـ«قتلة الثوار». وعلى هامش المشهد تظاهر بضعة آلاف في ميدان العباسية تأييدا للمجلس العسكري، وفوضوه باستخدام العنف ضد متظاهري ميدان التحرير.

ووسط مشاركة العديد من المنظمات النسائية شهد ميدان التحرير أمس مظاهرة «رد شرف.. حرائر مصر» للتنديد بممارسات المجلس العسكري ضد الثوار خاصة النساء منهم وسحل وضرب الكثيرات منهن أثناء تفريق قوات الجيش للمعتصمين أمام مجلس الوزراء، الأمر الذي أثار استياء الكثيرين، وبينما رفض حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، والجماعة الإسلامية، المشاركة في المظاهرة، شارك عدد من الحركات والأحزاب السياسية بمظاهرة أمس، وكانت أبرز القوى المشاركة أحزاب المصري الديمقراطي، والتحالف الشعبي الاشتراكي، وحزب الوسط، والمصريين الأحرار بالإضافة إلى العديد من الحركات والائتلافات الشبابية من بينها الجمعية الوطنية للتغيير، وائتلاف شباب الثورة، وحركة لا للمحاكمات العسكرية، ومصريات مع التغيير، وعدد من شباب «الإخوان» الذين شاركوا بمعزل عن الجماعة.

وتوافدت مسيرات من عدة مناطق بالقاهرة للمشاركة في مظاهرة ميدان التحرير حيث توافد الآلاف من الجامع الأزهر إلى ميدان التحرير مطالبين بإسقاط المجلس العسكري ومحاكمة قتلة الثوار، بالإضافة إلى مسيرات أخرى انطلقت من أمام دار القضاء العالي بوسط القاهرة، وجامعة القاهرة (جنوب العاصمة)، وأقام شباب الميدان كردونا بأجسادهم لحماية النساء أثناء فعاليات المظاهرة، رافعين صور الشهداء في أحداث شارعي محمد محمود ومجلس الوزراء، التي شهدت سقوط نحو 60 قتيلا، خلال نحو شهر، كما رفع المتظاهرون صور الفتيات اللاتي تعرضن للضرب بالميدان مطالبين بمحاسبة المتورطين في الأحداث.

وطالبت القوى السياسية المشاركة في المظاهرة إلغاء انتخابات مجلس الشورى، وإجراء الانتخابات الرئاسية فور انتهاء الانتخابات البرلمانية، بما يتيح انتقال السلطة في البلاد في أسرع وقت لرئيس وبرلمان منتخبين من الشعب.

كما طالب المتظاهرون بالإفراج الفوري عن جميع المحتجزين على ذمة الأحداث ومحاسبة كل من أصدر أوامر بالتعدي على المتظاهرين، ووقف الحملات التي تقوم بها الأجهزة الإعلامية لتشويه صورة الثورة والثوار.

وبينما دعت منظمة العفو الدولية حكام مصر العسكريين أمس إلى احترام الحق في التظاهر السلمي، ردد المتظاهرون هتافات دعم النساء المصريات، وهتفوا «انزلوا من بيوتكم.. طنطاوي عرا بناتكم»، و«يا مصر ثوري ثوري.. لا طنطاوي ولا جنزوري»، وأقام المتظاهرون منصة خاصة أطلقوا عليها اسم منصة «بنت مصر»، مؤكدين أنها لا تتبع أي حزب أو حركة.

من ناحية أخرى، شارك بضعة آلاف في مظاهرة بميدان العباسية، أمس، ورفع المشاركون لافتات تأييد للمجلس العسكري، من بينها «85 مليون نعم للمجلس العسكري.. و85 مليون لا للمجلس الرئاسي المدني»، و«لا للخونة الذين باعوا وطنهم من أجل حفنة دولارات»، ورفض المتظاهرون الهجوم على حكومة الدكتور كمال الجنزوري والمطالبات المتكررة بإقالتها، مشددين على ضرورة الوقوف بجوارها ومنحها الفرصة اللازمة للنجاح، مطالبين القضاء المصري بالإسراع في الإعلان عن التحقيقات التي تجرى والخاصة بالأيادي الخفية والتمويل الأجنبي للحركات السياسية في مصر، التي تعمل على تخريب البلاد، رافضين التدخل الأجنبي في شؤون مصر.

وقام بعض المتظاهرين بالهتاف للرئيس المصري السابق حسني مبارك، ووزعوا منشورات لتفويض المجلس العسكري باستخدام القوة وإطلاق الرصاص الحي ضد من يثبت قيامه بالعبث بممتلكات الدولة، وتحولت فعاليات مظاهرة العباسية، التي انضمت إليها مظاهرة قادمة من مسجد النور، من تأييد للمجلس العسكري إلى هجوم من بعض المتظاهرين على الدكتور محمد البرادعي، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، وحركة شباب 6 أبريل.

وانطلقت مظاهرات في عدد من المحافظات المصرية أمس للتنديد بسياسات المجلس العسكري، ففي الإسكندرية حمل المتظاهرون نعوشا رمزية علقوا عليها صور الشهداء، مرددين هتافات ضد المجلس العسكري وجماعة الإخوان المسلمين (التي أعلنت عدم مشاركتها). وانطلقت مسيرات من أمام مسجد القائد إبراهيم بمنطقة محطة الرمل وسط المدينة، عقب الانتهاء من صلاة الجمعة.

وقال الدكتور محمد محفوظ، عضو المكتب التنفيذي لائتلاف شباب الثورة بالإسكندرية، إن الكثيرين يخشون على المقاعد التي ربحوها في الانتخابات ولذا يرفضون التظاهر الذي أتى بهم إلى السلطة من الأساس.

من جانبه، أكد أبو العز الحريري النائب الحالي بالبرلمان، في كلمة ألقاها على المتظاهرين، أن الأحداث الأخيرة أظهرت انتهاج المجلس العسكري سياسات مبارك العنيفة مع المتظاهرين، مؤكدا أن الإخوان المسلمين والسلفيين اختاروا جانب المجلس العسكري إلا أن العديد من النواب الآخرين اختاروا جانب الشعب.

وفي الإسماعيلية نظم عشرات النشطاء أمس وقفة احتجاجية صامتة بميدان الشهداء احتجاجا على الاعتداءات التي تعرضت لها الفتيات.

وفي السويس نظم نحو مائتي متظاهر من نشطاء المحافظة من الشباب والفتيات مظاهرة بميدان الأربعين دعا إليها تكتل شباب السويس، وطالب المتظاهرون برحيل المجلس العسكري ومحاكمة قتلة الثوار، كما نظم العشرات في محافظة بورسعيد مظاهرة بعد صلاة الجمعة شارك فيها عشرات من شباب المحافظة، الذين رددوا شعارات تطالب بالرحيل الفوري للمجلس العسكري.

وفي الأقصر نظم عشرات من الشبان مظاهرة عقب أداء صلاة الجمعة تنديدا بانتهاكات المجلس العسكري، وفي بني سويف حدثت بعض المناوشات بين بعض الشباب من حركة 6 أبريل وشباب منتمين إلى بعض التيارات الإسلامية بعد أن حاول عدد من الشباب التعرض لإمام المسجد الذي طالب بتطبيق حد الحرابة على معتصمي التحرير وعدم استغلال الحرية الحالية وتحويلها إلى فوضى، إلا أنه تم فض المشاجرة دون وقوع إصابات ليواصل بعدها المتظاهرون مسيرتهم التي جابت عددا من شوارع المدينة.