ليبراليو مصر يحتفون بفوز رموزهم الاستثنائي ويعتبرونهم حائط صد للحفاظ على مدنية الدولة

النائب الجديد عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط»: سأتعاون مع «الإخوان».. ولسنا ضد الإسلاميين

TT

وسط الصعود الكبير لتيار الإسلام السياسي في مصر والفوز المتتالي الذي يحققه مرشحوهم في الانتخابات البرلمانية المصرية الجارية الآن، يتحسس أنصار التيار الليبرالي فوز أي من مرشحيهم متضامنين معهم في جميع الدوائر، ويجد أنصار هذا التيار أنفسهم في قمة النشوة والفرح بمجرد فوز أحد رموزهم في الانتخابات حتى وإن كان استثنائيا، ويعتبرونهم بمثابة حائط صد يعولون عليهم في البرلمان المقبل من أجل الحفاظ على هوية الدولة المدنية.

يقول أحمد عبد الله (طالب جامعي ينتمي للتيار الليبرالي): «فوز شخصية مثل الدكتور عمرو الشوبكي مستشار حزب العدل وأحد رموز التيار الليبرالي في المرحلة الثانية من الانتخابات أمس أمر يبعث على التفاؤل.. نحتاج إلى هذه المصابيح المضيئة عندما يحل الظلام.. وأثق في أنه لن يطول».

وحصدت قوائم حزب الحرية والعدالة، الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين ومعهم حزب النور السلفي، أكثر من 70 في المائة من مقاعد مجلس الشعب (الغرفة الأولى للبرلمان)، خلال المرحلتين الأولى والثانية من الانتخابات، فيما توزعت النسبة الباقية على مختلف الأحزاب الليبرالية والمستقلين.

وجاء فوز كل من الناشط السياسي المستقل الدكتور عمرو حمزاوي، والدكتور مصطفى النجار رئيس حزب العدل، والدكتور محمد أبو حامد عضو الكتلة المصرية، والدكتور عبد المنعم الصاوي المستقل، وأخيرا الدكتور عمرو الشوبكي، كأحد أبرز الشخصيات التي راهن عليها أنصار التيار الليبرالي وسط موجة كبيرة من الإسلاميين، بنتائج فوز ساحقة ومفاجئة لكل المراقبين، حيث خاضوا معارك كبيرة ضارية اتهموا فيها من جانب خصومهم بـ«أنهم ضد الدين الإسلامي»، ووصل الأمر إلى حد تكفيرهم من بعض الأطراف، وقالوا إنهم مدعومون من قبل الكنيسة.

وأعلن أمس فوز الدكتور عمرو الشوبكي بمقعد عن الدائرة الثالثة بمحافظة الجيزة، بعد جولة إعادة مع منافسه مرشح حزب الحرية والعدالة الدكتور عمرو دراج، وسادت حالة من الفرح العارم بعد إعلان فوزه بين أنصاره، إضافة إلى جميع الأحزاب والقوى التي تنافس التيار الإسلامي، حيث اعتبروه من قبل معركتهم الفاصلة لإثبات وجودهم في الشارع وقدرتهم على جذب ناخبين.

وكان تحالف الكتلة المصرية الذي يتكون من أحزاب (المصريين الأحرار، والمصري الديمقراطي الاجتماعي، والتجمع)، قد أعلن سحب مرشحه بنفس الدائرة لإفساح المجال أمام الشوبكي للفوز، باعتباره أحد رموز التيار الليبرالي، وحتى لا تتفتت الأصوات لصالح الإسلاميين.

وهتف أنصار الشوبكي بمجرد إعلان النتيجة «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية»، و«تحيا مصر»، وعلق الناشط السياسي جمال الشنواني على فوز عمرو الشوبكي قائلا: «فوز مثل هذه الشخصيات في دائرة كانت معقلا للإسلاميين من عام 1990.. يؤكد أن الشعب يستحق أكثر من ذلك»، في إشارة إلى منطقة «إمبابة» التي فاز فيها الشوبكي والتي كانت تسمى «جمهورية إمبابة المستقلة»، بسبب سيطرة الجماعات الجهادية عليها من قبل في فترة التسعينات من القرن الماضي.

وعلقت نورا محمد قائلة «فوز الشوبكي ومن قبله حمزاوي مع سقوط الشحات (أحد قادة التيار السلفي في الإسكندرية) أمور مفرحة جدا.. لكننا سنبقى ساذجين لو لم نعرف أن النتيجة النهائية تشير إلى فوز ألف من مثل الشحات وخسارة ألف شوبكي»، تعبيرا منها عن اكتساح الإسلاميين.

وعبرت العديد من القوى الوطنية المصرية، وعلى رأسهم الأقباط، عن مخاوفهم من سيطرة الإسلاميين وصعودهم إلى السلطة، واحتمالات قيامهم بفرض الشريعة الإسلامية وتهميش الأقليات في المجتمع.

من جانبه، قال الدكتور عمرو الشوبكي عضو البرلمان المصري الجديد، لـ«الشرق الأوسط»، إنه فخور بفوزه في دائرة كان يقال عنها «جمهورية إسلامية»، وإن نجاحه بهذا القدر الكبير من الأصوات يدل على الوعي الكبير للشعب المصري وأنه ينتخب الأفضل ولا ينخدع بالشعارات الدينية الزائفة.

وأوضح الشوبكي أنه ليس لديه مانع من التعاون مع أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في البرلمان، وأنه لا يكن لهم أي عداء، وأنه على علاقة بهم قبل وبعد الثورة، وقال الشوبكي «ليس لدي أي عداوة مع الإسلاميين.. وسأنسق مع الجميع في البرلمان المقبل طالما أنه في صالح مصر».

وأكد الشوبكي أن هناك تحديا كبيرا يواجه نواب البرلمان الفائزين لإعادة بناء الدولة مرة أخرى بعد ثلاثين عاما من الفساد، مشددا على أن مصر تحتاج إلى كل التيارات السياسية والفكرية لبناء دولتها الحديثة.