ماما خديجة «أم الثوار» لـ«الشرق الأوسط»: لا أصدق أنهم يرتدون البدلة العسكرية

تعرضت للصفع والإهانة على يد قوات الجيش واحتجزت مع أخريات

خديجة الحناوي («الشرق الأوسط»)
TT

تصف نفسها بأنها «ثورجية من زمان»، ويستقبلك هاتفها الجوال حينما تتصل بها بهذا الدعاء «يا رب، ازرع في قلبي المغفرة (لما يزيدوا) في ظلمهم». لكن الناشطة السياسية ماما خديجة الحناوي (69 عاما) أو «أم الثوار» كما لقبها ثوار التحرير، التي تعرضت للصفع على وجهها على يد قوات الجيش في موقعة مجلس الوزراء الأخيرة، رفضت أن تتخذ أي إجراءات لاسترداد حقها قائلة: «حسبي الله ونعم الوكيل وهذا يكفيني، فلن أحصل على حقي، كما أنني غير مقتنعة بمعاقبة الضابط الصغير وترك الكبار الذين يعطون لهم الأوامر».

وعن قصتها مع الثورة، تحدثت ماما خديجة لـ«الشرق الأوسط» قائلة: «أنا ثورجية من زمان، فكنت أشارك مع حركة (كفاية) في كل المسيرات والمظاهرات المنددة بالنظام السابق، وانضممت لثوار ميدان التحرير يوم 28 يناير (جمعة الغضب)، وكنت أجلس في الميدان معهم حتى الليل، ثم أرجع بيتي للراحة ولمعرفة ما تقوله عنا وسائل الإعلام وأعود مرة أخرى في الصباح، واستمر الوضع كذلك طوال أيام الثورة حتى التنحي».

يوم 9 أبريل (نيسان) الماضي، عقب إعلان بعض ضباط الجيش انضمامهم للثوار، كانت ماما خديجة موجودة مع الضباط في الخيمة الخاصة بهم، وعن ذلك تقول: «عندما ضربت قوات الجيش الميدان في هذا اليوم تمنيت الشهادة، ولكنني لم أنلها. لذا قررت أن أقدم شيئا لهؤلاء الضباط، فأخذت أحدهم عندي في البيت لمدة 25 يوما، لحمايته من المحاكمة، ولكن بعض الأشخاص أبلغوا عني، وقالوا إنني أعطي الشباب نقودا وأنني جاسوسة، ذلك لوجود صورة حسن نصر الله عندي في البيت، فقمت بالذهاب بنفسي بتسليم هذا الضابط للمخابرات العسكرية لحمايته، ثم سلمت نفسي لتبرئتي من هذا الاتهام المشين، وحققوا معي وقلت لهم إنني أعتبر حسن نصر الله رمزا، لذا أضع صورته في بيتي، وبعد الحديث معي تركوني لحالي».

وعن الأحداث الأخيرة أمام مجلس الوزراء، تحكي: «حقيقة ما حدث أمام مجلس الوزراء أن الشباب المعتصمين أمسكوا أحد المجندين الذي كان مندسا وسطهم، فقامت القوات الموجودة هناك بالقبض على الشاب عبودي، للضغط على المعتصمين لترك المجند المقبوض عليه، ولكنهم رفضوا، لأنهم أرادوا تسليمه للمسؤولين للتحقيق معه، فقاموا بضرب عبودي بالشكل الوحشي الذي شاهدناه، فثار الشباب وبدأوا في إلقاء الحجارة، فقامت قوات الجيش بالرد بإلقاء مياه رائحتها جاز، وقاموا بحرق الخيام، وألقوا علينا من الدور الـ12 زجاجا مكسورا ورخاما وكراسي وزجاجات مولوتوف، واستمرت هذه الحرب طوال اليوم».

وعن واقعة القبض عليها وضربها تقول: «ذهبت أنا ومجموعة من الشباب لشراء ساندويتشات وطعام للشباب، وأثناء توزيعي الأكل عليهم أمام مجلس الوزراء عملوا علينا كماشة وأخذوا مجموعة من الناس، أنا من ضمنهم، وأدخلونا مجلس الوزراء. كانت معي مجموعة من البنات، منهن منى سيف أخت الناشطة علاء عبد الفتاح، وفتاة تدعى غادة، وسيدة منتقبة، وبنت صغيرة وصحافي، وبدأوا في توجيه السباب والألفاظ البذيئة لنا، وضربونا، فقلت للضابط: (أنا مثل والدتك)، فقام بضربي بالأقلام على وجهي، وقال لي: (ستذهبين إلى مجلس الشعب)، ولأنني أعلم حقيقة ما يتعرض له الناشطون هناك، اضطررت للاعتذار له حتى لا يأخذني إلى هناك، وهو ما سبب لي أذى نفسيا شديدا. بعد فترة، حضر أحد اللواءات وأطلق سراحنا، فخرجت إلى المستشفى لأنني أصبت بشرخ في اليد وكدمات في الرأس وجميع أنحاء الجسم من الضرب بالعصي، وخرجت من المستشفى إلى الميدان». وعن رؤيتها للخروج من هذه الأزمة تقول: «المخرج هو أن نجتمع مرة أخرى على هدف واحد، وهو تسليم السلطة لرئيس مدني من خلال إجراء انتخابات الرئاسة فور انتهاء انتخابات مجلس الشعب، لأن المجلس لن يتركنا في شهر يونيو (حزيران) كما يقول، فلا بد من توحيد الصف مرة أخرى، وأناشد القيادات السياسية الكبيرة ومرشحي الرئاسة الانضمام لنا والجلوس معنا في الشارع حتى تسليم السلطة لرئيس مدني منتخب، فإذا اجتمعنا سنحقق هدفنا في ظرف أسبوع، وكفى إهدارا لدم الشباب». وعن لقب «أم الثوار» تقول بفخر: «أحب هذا اللقب جدا الذي أطلقه علي الشباب والبنات والكبار أيضا، ولكنني لم أشعر بطعمه وحلاوته إلا عندما تم ضربي، وبدأ كل من يقابلني يقبل رأسي ويقول لي حقك عليّ يا أمي، سامحينا يا أمي، فشعرت أنهم موجعون لأجلي».