الإسلاميون يحصدون 55 مقعدا جديدا في البرلمان مقابل 5 للقوى الأخرى

رئيس لجنة الانتخابات لـ«الشرق الأوسط»: جولة الإعادة من المرحلة الثانية مرت بهدوء

مواطن مصري يحمل صندوق اقتراع انتخابي في إحدى لجان الإعادة للمرحلة الثانية بمحافظة الجيزة، أول من أمس (أ.ب)
TT

ارتسمت ملامح نتائج الجولة الثانية من انتخابات البرلمان في مصر بتصدر حزب الحرية والعدالة (الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين) صدارة جولة الإعادة؛ حيث حصد 40 مقعدا، بينما حصل حزب النور (السلفي) على 14 مقعدا، وفاز المستقلون بـ3 مقاعد، وفاز حزب الوفد (ذو التوجه الليبرالي) بمقعد وحيد، ومثيله لحزب الإصلاح والتنمية والجماعة الإسلامية، وذلك قبل يوم من إعلان اللجنة العليا، المشرفة على الانتخابات، النتائج النهائية عقب جولة الإعادة التي انتهى يومها الثاني أول من أمس، وجرى التنافس خلال جولة الإعادة على 59 مقعدا من أصل 60 مقعدا.

وقال المستشار عبد المعز إبراهيم، رئيس اللجنة العليا للانتخابات: إن نتيجة جولة الإعادة للمرحلة الثانية لانتخابات مجلس الشعب (الغرفة الأولى من البرلمان المصري) ستعلن اليوم السبت، مضيفا لـ«الشرق الأوسط» أن «جولة الإعادة مرت بهدوء تام».

وتميزت جولة الإعادة بتراجع التيار السلفي، الذي خسر معظم المقاعد أمام مرشحي الحرية والعدالة، بالمقارنة بفوزه في الجولة الأولى بمرحلتيها بـ26 مقعدا.. وكانت قد انتهت انتخابات الإعادة للمرحلة الثانية التي خلت من روادها أول من أمس الخميس لاختيار 59 نائبا بالنظام الفردي من بين 118 مرشحا في 30 دائرة انتخابية، بالإضافة إلى 3 دوائر بالنسبة للقوائم الحزبية، وذلك لانتخاب 24 نائبا برلمانيا بنظام القائمة النسبية المغلقة التي علقت نتائجها إلى نهاية المرحلة الثالثة من الانتخابات المقرر لها يومي 3 و4 يناير (كانون الثاني) والإعادة 10 و11 من الشهر نفسه، حسب قرار اللجنة العليا للانتخابات.

وبينما يرى مراقبون أن جولة الإعادة في المرحلة الثانية لم تشهد أي انتهاكات في حق القضاة المشرفين على اللجان الانتخابية، بالمقارنة بالانتهاكات التي مورست ضدهم في الجولة الأولى، فإن المستشار إبراهيم أشار إلى أن «اللجنة اتخذت جميع الاحتياطات خلال جولة الإعادة لعدم تعرض القضاة لأي تجاوزات أو احتكاكات مع قوات الجيش والشرطة، كما حدث خلال الجولة الأولى». وهو ما أكده المستشار الحسن البدراوي، المتحدث الرسمي لنادي قضاة مجلس الدولة، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «إن غرفة العمليات بمجلس الدولة لم تستقبل أي شكاوى من القضاة».

من جانبه، قال المستشار إبراهيم: «إن سلبيات جولة الإعادة بسيطة للغاية لا تتعدى تأخر وصول عدد قليل من القضاة إلى اللجان».

وحقق المستقلون تقدما طفيفا بحسم 3 مقاعد، كان أبرزهم عمرو الشوبكي ومحمد علي حسن الشيباني في محافظة الجيزة، القريبة من القاهرة، ومحمد العمدة في محافظة أسوان بصعيد مصر، الذي تمكن من إسقاط مرشح محسوب على الإخوان بعد أن تحالف مع مرشح حزب النور، لينضموا إلى 7 مستقلين فازوا في المرحلة الأولى التي جرت يومي 28 و29 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وقالت جماعة الإخوان المسلمين إنها حصلت على 40 مقعدا، بينهم 4 مرشحين فازوا، لكن تم حجب إعلان فوزهم بعد الطعن المقدم ضد حكم محكمة القضاء الإداري، التي قضت بوقف الانتخابات في الدائرتين الثانية والخامسة بمحافظة الشرقية (التي تبعد عن القاهرة 83 كم).

وتراجع حزب النور، الذي جاء تاليا لحزب الإخوان، ولم يحرز من بين 59 مقعدا تنافس عليها في جولة الإعادة إلا 14 مقعدا.

إلى ذلك، سوف يمثل التيار الإسلامي في الجولة الثانية التي جرت في 9 محافظات 55 برلمانيا، بينما يمثل أنصار الدولة المدنية من المستقلين والليبراليين 5 برلمانيين، من إجمالي 60 مقعدا، كان قد حسم محمد عصمت السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، المقعد الوحيد الفائز في محافظة المنوفية خلال المرحلة الأولى للجولة الثانية التي جرت يومي 14 و15 ديسمبر (كانون الأول) الحالي.

وجاءت النتائج كارثية فيما يتعلق بأداء الأحزاب العريقة؛ حيث لم ينجح إلا مرشح وحيد لحزب الوفد، الذي خاض الانتخابات في كل الدوائر، على الرغم من حصوله على 11 مقعدا في المرحلة الأولى، كما لم ينجح أي من مرشحي الحزب الناصري وتحالف الكتلة المصرية الذي حصل على 14 مقعدا في نهاية المرحلة الأولى، وحزب التجمع (اليساريين)، ولم يحقق حزب الوسط (الإسلامي المعتدل) أي مقعد من المقاعد الفردية، على الرغم من فوزه بـ6 مقاعد في المرحلة الأولى.

ففي الجيزة بدوائرها الخمس، فاز حزب الحرية والعدالة بـ8 مقاعد من 10، بينما فازا بالمقعدين المتبقيين مرشحان مستقلان هما عمرو الشوبكي ومحمد الشيباني، وخرج حزب النور من السباق من دون أي مقعد.

وفي الإسماعيلية، أعلنت اللجنة العامة للانتخابات حصول حزب الحرية والعدالة على مقعدين وحزب النور على مقعد واحد، وحزب الوفد الليبرالي على مقعد وحيد.

وفي البحيرة، أعلنت اللجنة العامة للانتخابات فوز حزب الحرية والعدالة بـ4 مقاعد، والنور على مثيلها.

وفي الشرقية، أعلن المستشار محمد عامر، رئيس محكمة الزقازيق الابتدائية، فوز حزب الحرية والعدالة بجميع المقاعد، وعددها 10. يُذكر أن نتائج الدائرتين الثانية والخامسة مهددة بالإلغاء، وإعادة الانتخابات بها مرة أخرى؛ نظرا للحكم الصادر من القضاء الإداري بالشرقية، الذي يلزم اللجنة العليا للانتخابات بإعلان بطلان النتائج بالدائرتين؛ حيث شهدتا انتهاكات ومخالفات قانونية توجب بطلان الانتخابات بهما.

وفي سوهاج، أعلنت اللجنة القضائية فوز حزب النور بـ4 مقاعد، والحرية والعدالة بـ4 مقاعد. وفي المنوفية، فاز حزب الحرية والعدالة بـ6 مقاعد من المقاعد الثمانية المخصصة لدوائر المحافظة الأربع، بينما فاز حزب النور بمقعد واحد، وسبق أن فاز مرشح الإصلاح والتنمية محمد أنور عصمت السادات بمقعد في المرحلة الأولى. وفي أسوان، خرج الإخوان من دون مقاعد، وفاز السلفيون بمقعد العمال، ومحمد العمدة (مستقل) بمقعد الفئات، وقررت اللجنة العليا للانتخابات، أول من أمس، إجراء الانتخابات على القوائم الحزبية بأسوان يومي 17 و18 يناير المقبل، بدلا من الموعد الذي سبق تحديده في 10 و11 من الشهر ذاته.

وفي بني سويف، أسفرت جولة الإعادة بالانتخابات عن فوز حزب الحرية والعدالة بـ4 مقاعد مقابل مقعدين لحزب النور السلفي بعد منافسة ساخنة بين الحزبين على مدار اليومين الماضيين.

وفي السويس، أعلنت لجنة الانتخابات عن فوز الإخوان بمقعد الفئات والجماعة الإسلامية بمقعد العمال.