الإجراءات الأمنية المشددة تشل الحركة في بغداد

بعد التفجيرات الدامية أول من أمس

أقارب أحد ضحايا تفجيرات أول من أمس في بغداد يشيعون جثمانه في النجف، أمس (أ.ب)
TT

فرضت الأجهزة الأمنية العراقية إجراءات مشددة على الطرق المؤدية إلى المنطقة الخضراء شديدة التحصين وسط بغداد، إضافة إلى انتشار كثيف لنقاط التفتيش في جميع مناطق العاصمة، حيث شوهد انتشار كثيف للقوات الأمنية على جسري الجمهورية والسنك المؤديين إلى المنطقة الخضراء، مما شل الحركة.

ومع أن العاصمة بغداد، التي شهدت أول من أمس موجة تفجيرات أوقعت نحو 70 قتيلا وعشرات الجرحى، كان لها حصة الأسد من هذه الإجراءات التي تخللتها حملة مداهمات واعتقالات في بعض المناطق، فإن العديد من المدن في المحافظات الجنوبية شهدت إجراءات مماثلة خشية شمولها بموجة العنف التي يخشى أن تؤدي إلى انفلات الوضع الأمني وعودة المظاهر المسلحة في الشارع، لا سيما مع انسحاب آخر جندي أميركي من العراق.

وبسبب الإجراءات الأمنية التي تزداد كثافة كلما حصلت أزمة سياسية أو أمنية في البلاد فإن عبور جسر الجمهورية أو السنك بين جانبي الكرخ والرصافة في بغداد أصبح يستغرق ساعة ونصف الساعة أحيانا. ويتكرر الأمر عند بعض نقاط السيطرة، خصوصا تلك التي يتم نصبها عند تقاطعات أكثر من طريق أو شارع أو ممر.

مسؤول أمني ربط في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بين تداعيات الأزمة السياسية التي نتجت عن إصدار مذكرة إلقاء القبض بحق نائب الرئيس العراقي والقيادي في القائمة العراقية، طارق الهاشمي، وما حصل أول من أمس من تدهور أمني لافت عبر أكثر من 16 تفجيرا في يوم واحد قائلا إن «خلية الأزمة التي تم تشكيلها في وزارة الداخلية وقيادة عمليات بغداد بإشراف مكتب القائد العام للقوات المسلحة أخذت بعين الاعتبار كل الاحتمالات بل أسوأها، وهذا هو ديدن رجال الأمن في العادة»، مشيرا إلى أن «استمرار الإجراءات بهذه الشدة، التي لم تشمل بغداد وحسب بل بعض المحافظات، لا سيما الجنوبية، بسبب أن العدو يريد أن يخلط الأوراق بتوجيه ضربات إلى محافظات معينة لكي يتم تصوير الأمر على أنه صراع طائفي».

وحول رؤيته للأمر إن كان بعيدا عن ذلك قال إن «الأمن يعمل بمعزل عن السياسة، حيث إننا نتعامل مع معطيات على أرض الواقع ونتصرف مع كل من يحاول العبث بأمن البلاد على أنه عدو، بصرف النظر عن أي انتماء، لأن هذا الأمر متروك للسياسيين». وأضاف أن «كبار المسؤولين في وزارتي الدفاع والداخلية ومكتب القائد العام للقوات المسلحة نزلوا إلى الشارع لمتابعة الإجراءات بأنفسهم؛ نظرا لحساسية الوضع».

وبشأن ما إذا كانت هناك معلومات عن أعمال عنف أخرى قال: «سواء كانت هناك معلومات أم لا فنحن نتصرف كما لو كنا نتوقع ذلك». وردا على سؤال لماذا لم يجر توقع التفجيرات التي وقعت وعددها كبير وفي مناطق مختلفة من بغداد قال المسؤول الأمني: «أود أن أشير إلى أننا ما زلنا في معركة متعددة الجوانب مع الإرهاب وهي معركة تفتح يوميا صفحات جديدة لها، ولذلك فإن مما يؤسف له أن الكثير مما يجري نقله من أسلحة ومواد تفجير وغيرها إنما يجري من خلال سيارات حكومية لا تخضع للتفتيش، يضاف إلى ذلك أن الكثير من المواد مصنوع محليا ولا تحتاج إلى المرور عبر السيطرات، وبالتالي فإن كل ما يتوجب معالجته هو المعلومة الاستخبارية التي لا تزال تفتقر إليها أجهزتنا الأمنية».