المجلس الوطني يتهم النظام السوري بتدبير الهجومين.. والهدف توجيه رسالتين للمراقبين والعالم

معارض سوري: النظام لا مصداقية له وهو من يقوم بافتعال الحوادث واختلاقها والتخطيط لها

TT

اتهم المجلس الوطني السوري المعارض نظام الرئيس بشار الأسد بتدبير الهجومين اللذين استهدفا مقرات أمنية في دمشق وأوقعا بحسب السلطات السورية 40 قتيلا وعشرات الجرحى. وقال المجلس في بيان على موقعه «إن النظام السوري وحده يتحمل المسؤولية المباشرة عن التفجيرين الإرهابيين مع أجهزته الأمنية الدموية التي أرادت أن توجه رسالة تحذير للمراقبين (العرب) بعدم الاقتراب من المقرات الأمنية وأخرى للعالم بأن النظام يواجه خطرا خارجيا وليس ثورة شعبية تطالب بالحرية والكرامة».

وأضاف البيان: «إن التفجيرين حدثا في وقت متقارب، تزامنا مع بدء وصول المراقبين العرب للكشف عن جرائم النظام وعمليات القتل التي يقوم بها بحق المدنيين والمتظاهرين السلميين في سوريا».

كما اتهم المجلس الوطني النظام السوري بـ«نقل آلاف المعتقلين إلى مقرات عسكرية محصنة، وتحذير الأطباء والعاملين في المشافي من الإدلاء بأي تصريحات للمراقبين العرب، ومحاولة إخفاء أي آثار تدل على حدوث عمليات قتل أو تعذيب أو مقابر جماعية يتم فيها إخفاء الذين يتم قتلهم على أيدي زبانية النظام».

وتابع البيان: «إن الشهداء الذين سقطوا اليوم هم جزء من ثمن الحرية الذي يدفعه السوريون للتخلص من نظام الاستبداد والجريمة، وسيحاسب الذين ارتكبوا تلك الأعمال أمام العدالة، ولن يجدي النظام نفعا أي محاولة للتعمية عن جرائمه».

كما اتهم النظام بالتخطيط «لارتكاب مزيد من عمليات التفجير في سوريا بهدف إشاعة أجواء من الرعب والفوضى، ومنع المراقبين العرب من الوصول إلى الحقائق التي باتت معروفة لدى الرأي العام في سوريا وفي العالم أجمع».

من جهته، شكك عضو المجلس الوطني السوري جبر الشوفي في اتصال مع «الشرق الأوسط» بـ«مصداقية» النظام وكيفية تعامله مع بعثة المراقبين وتوجيه عملها وزياراتها. وأشار إلى أن «المجلس الوطني السوري ضد المهل العربية في الأساس التي أعطيت للنظام السوري»، وقال: «نحن كأعضاء المجلس نعرف تمام المعرفة أن النظام لا مصداقية له وهو من يقوم بافتعال الحوادث واختلاقها والتخطيط لها لا سيما أن الانفجارين اللذين هزا دمشق ليس بعيدا أن يكون النظام هو المسؤول عنها بشكل أو بآخر، فهو عمل مثير للشكوك مع وجود المراقبين في المناطق وعلى الأراضي السورية».

وشدد الشوفي على أن «المراقبين لن يروا صورة صحيحة لأن النظام سيزور كل شيء ولن يريهم الأشخاص المعنيين وسيقوم بأخذهم إلى أماكن مختلفة وقد قام بذلك سابقا أثناء زيارة وفد من الجامعة العربية إلى حمص حيث كتب على حي (النزهة) أنه حي بابا عمرو للتأكيد على أن الحي غير منكوب وأهله يعيشون بسلام». وأوضح الشوفي أن «المراقبين إن ذهبوا أو لم يذهبوا فالنتيجة واحدة ولا يزال النظام يقتل ويدمر البيوت ويعتقل الناس ويحرقهم ولن يأخذوا أي صورة واقعية عما يجري»، معتبرا أن النظام «فاشي ويجب إسقاطه وعدم إعطائه المزيد من المهل».

في المقابل، أكد ناشطون ميدانيون لـ«الشرق الأوسط» عدم اقتناعهم وثقتهم بعمل المراقبين، حيث رأى بعضهم أن «عمل المراقبين لن يجدي نفعا لسبب واحد هو أن أكثرهم جاء لتأكيد رواية النظام عن وجود مجموعات مسلحة تعمل على قتل الناس».

من جهته، أكد مهدي المحمد، أحد أعضاء تنسيقية حمص، في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن «بعض المراقبين أتوا من دول لا تزال حليفة مع سوريا... حيث سيعمل هؤلاء على التأكيد أن النظام بريء وثمة مجموعات إرهابية تعمل على زعزعة الوضع وتخريبه، والتأكيد على أن كل ما يجري هو مجرد مؤامرة تقوم بها بعض الدول لإسقاط النظام السوري»، وأوضح مهدي أن « الانفجارين اللذين حصلا ليس سوى إشارة واضحة على أن النظام يريد أن يؤكد للمراقبين أن مجموعات إرهابية تتغذى من (القاعدة) وتعمل على إفراز مجموعات مسلحة (فالتة) تقف وراء هذه الانفجارات وتنسقها»، مشددا على ضرورة «عدم تصديق النظام والمضي كناشطين من أجل إتمام هدف الانتفاضة في إسقاط بشار الأسد وتحقيق سوريا حرة».