مكتب نتنياهو يطلب من حماس الاعتراف بإسرائيل.. ويتهم أبو مازن بالابتعاد عن السلام

وزير يدعو إلى ضم المستوطنات وقطع العلاقات مع السلطة

TT

هاجم ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) واتهمه بالابتعاد عن خيار السلام، بعد اجتماعات المصالحة مع حركة حماس التي شهدتها العاصمة المصرية في الأيام القليلة الماضية، والتفاهمات حول تشكيل حكومة وحدة فلسطينية، وانضمام الحركة الإسلامية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وقال ديوان نتنياهو في بيان رسمي: «تعقيبا على انضمام حماس لمنظمة التحرير عقب اجتماع الإطار القيادي الفلسطيني برئاسة أبو مازن في القاهرة أول من أمس، يبدو أنه كلما اقترب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من حماس، ابتعد عن خيار السلام».

وطالب نتنياهو حماس بالاعتراف بإسرائيل طالما دخلت منظمة التحرير، وأكد ديوانه «ضرورة أن يطالب المجتمع الدولي الحركة الفلسطينية بقبول شروط الرباعية الدولية وفي مقدمتها الاعتراف بإسرائيل، وقبول الاتفاقيات المسبقة بين السلطة وإسرائيل ونبذ الإرهاب».

وفي الوقت ذاته، دعا وزير المواصلات الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى اتخاذ حزمة من الإجراءات ردا على الوحدة بين حماس وفتح محذرا من تشكيل حكومة وحدة تضم حماس. وقال كاتس للإذاعة الإسرائيلية أمس: «إذا تم تشكيل حكومة فلسطينية مشتركة لحركتي فتح وحماس وخرق الاتفاقات الموقعة مع إسرائيل فسيتعين على إسرائيل اتخاذ بعض الإجراءات لضمان مصالحها». وأضاف: «يجب بسط سيادتنا على المستوطنات في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) والاستعداد للدفاع عنها. كما يجب إجراء الاستعدادات لقطع جميع العلاقات مع السلطة الفلسطينية إذا شكلت الحكومة الفلسطينية المشتركة والتراجع عن دعم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة».

واستغلت إسرائيل محادثات المصالحة بين فتح وحماس لتسريع وتيرة مشاريع استيطانية، في ما يعتقد بأنها ستوقف تحويل أموال الضرائب إلى السلطة الشهر المقبل.

وأقر كاتس بذلك، وقال إنه يجب ضمان حرية التنقل لجميع المستوطنين الإسرائيليين، مشيرا إلى أنه قد أوعز لإدارة شركة القطارات بتسريع وتيرة إقامة خط سكة الحديد المؤدية إلى مستوطنة اريئيل.

وجاء هذا الهجوم الإسرائيلي الواسع على أبو مازن وإرسال التحذيرات له، على الرغم من أن حماس لم تنضم بعد لمنظمة التحرير، وإنما شاركت في اجتماع الإطار القيادي المؤقت للمنظمة. وأكد رئيس الحكومة المقالة، في غزة، إسماعيل هنية، أمس، إن مشاركة حماس في الإطار القيادي لا يعني أن حماس انضمت إلى منظمة التحرير، موضحا أن الدخول للمنظمة له آليات مختلفة، تبدأ بانتخابات المجلس الوطني. وقال هنية للصحافيين، بعد صلاة الجمعة: «إن بوابة دخول المنظمة هي الانتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني». وأضاف: «إننا نتمسك بأن تتزامن الانتخابات الرئاسية والتشريعية مع انتخابات المجلس الوطني لأن هذا هو المدخل الصحيح للمشاركة الديمقراطية والسيادية في المنظمة».

وهذه ثاني مرة يهاجم فيها مكتب نتنياهو الرئيس الفلسطيني في غضون 48 ساعة، إذ انتقد مكتبه قبل ذلك عقد أبو مازن لقاء في تركيا مع الأسيرة المحررة آمنة منى التي تم إبعادها إلى تركيا بموجب صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس. وجاء في بيان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه في أعقاب «اللقاء الذي عقده عباس في تركيا مع (إرهابيين) فلسطينيين تم ترحيلهم إلى هذه الدولة بموجب صفقة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، بمن فيهم آمنة منى، فإن إسرائيل تعرب عن خيبة أملها من قرار الرئيس عباس بالالتقاء بهؤلاء الإرهابيين وبالإرهابية التي وضعت مصيدة عبر الإنترنت وأدت إلى قتل شاب إسرائيلي بريء بدم بارد».