موسكو تواصل الاحتجاج.. وغورباتشوف يطالب بإعادة الانتخابات

5 منظمات معارضة تدعو إلى ثالث مظاهرة كبرى خلال أسبوعين

قادة منظمات معارضة خلال اجتماعهم في موسكو أمس، استعدادا للمظاهرة الجديدة اليوم (رويترز)
TT

دفعت الأجهزة الأمنية بالمعدات العسكرية والمدرعات والقوات الخاصة لمواجهة مظاهرات مرتقبة اليوم (السبت) في موسكو، دعت إليها خمس من كبرى الحركات والمنظمات المعارضة، ومنها «التضامن» و«الجبهة اليسارية» و«الحرية الشعبية». وقد دعت المعارضة تحت شعار «كلما كان عددنا أكبر كانت استجابة السلطة لمطالبنا أكثر»، عبر مواقع التواصل الاجتماعي للخروج إلى ميدان ساخاروف، غير بعيد عن قلب العاصمة، في مظاهرات احتجاجية يتوقع أن يشارك فيها نحو خمسين ألف متظاهر.

وتأتي مظاهرات اليوم، وهي الثالثة خلال أقل من أسبوعين، احتجاجا على تزوير الانتخابات البرلمانية وللمطالبة بحل اللجنة المركزية للانتخابات وفصل رئيسها فلاديمير تشوروف وإعادة إجراء هذه الانتخابات وإطلاق مزيد من الحريات الديمقراطية. وفي حديث له إلى صحيفة «نوفايا غازيتا» التي يساهم في ملكيتها أعرب ميخائيل غورباتشوف الرئيس السوفياتي السابق عن تأييده لمطالب المتظاهرين، مؤكدا أن المجلس الجديد للدوما لا يملك حق البقاء للسنوات الخمس القادمة بمثل تلك التركيبة التي أسفرت عنها النتائج المزورة للانتخابات. وقال إن جينات الحرية قد تأصلت في الإنسان الروسي الذي لم يعد يستطيع الإذعان للضغط وقبول الأمر الواقع.

وكانت مصادر المعارضة أشارت إلى أن السلطات المحلية وافقت على طلب منظمي فعالية اليوم بالتظاهر تحت حراسة الشرطة وقوى الأمن لمدة أربع ساعات من الثانية ظهرا وحتى السادسة من مساء السبت. ورغم أن المظاهرتين الأخيرتين اللتين جرتا في ساحتي «بولوتنايا» و«النصر» لم تشهدا أي مواجهات دموية أو اعتقالات فإن هناك من جانبي السلطة والمعارضة من يخشى احتمالات اندلاع صدام مدبر قد تستغله القوى القومية المتشددة لتكدير صفو الأمن السياسي والاجتماعي مما دفع الأجهزة الأمنية إلى الدفع بقوات ومعدات إضافية إلى الشوارع. وكانت السلطات المحلية رفضت طلبا مماثلا قدمته هذه القوى القومية للتظاهر في نفس الزمان والمكان، وهو ما ردت عليه بالتهديد بمداهمة ميدان ساخاروف وتنفيذ ما لم تستجب له سلطات بلدية العاصمة.

وقد حرص المنظمون على تسليح المشاركين في مظاهرات اليوم بالكثير من التوصيات منها الحرص على عدم السير فرادى ومراعاة تصوير أي محاولة من جانب السلطات أو قوات الأمن لاعتقال أي من المتظاهرين وعدم التلويح بالأيدي بما قد تستغله قوات الأمن لتصوير ذلك وكأنه محاولة للمقاومة والاعتداء عليها، والاحتفاظ بأرقام هواتف عدد من المحامين والقانونيين وممثلي منظمات حقوق الإنسان للجوء إليهم في حال اقتضت الضرورة ذلك. وقالت مصادر اللجنة المنظمة للمظاهرات إن تمويل فعالية اليوم يتم من التبرعات التي تدفقت من أجل إقامتها من جانب المشاركين وبلغت ما يقرب من ثلاثة ملايين روبل، فيما أكدت عدم تلقيها لأي أموال من مصادر أجنبية. وكان الرئيس ديمتري ميدفيديف ورئيس حكومته فلاديمير بوتين أشارا إلى أن مصادر أجنبية تواصل تمويل وتأجيج الحركات المعارضة، فيما أعلن ميدفيديف في خطابه السنوي إلى الأمة أول من أمس رفض بلاده لأي محاولات للتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لروسيا.