تونس: انتقادات لحكومة الجبالي.. والمعارضة تصف بيانها بـ«إعلان عن النوايا»

اتهامات بأنها حكومة محاصصة للحقائب الوزارية

TT

واصل المجلس التأسيسي أمس مناقشة تركيبة الحكومة الجديدة التي يقودها حمادي الجبالي الأمين العام لحركة النهضة، وشهدت الجلسة قرابة 134 تدخلا خلال جلستين صباحية ومسائية. وتعرض بيان الحكومة لانتقادات عديدة من أعضاء المجلس التأسيسي وخاصة من قبل الأقلية المعارضة التي وصفته تارة بإعلان عن النوايا وطورا ببيان لا يرقى إلى مستوى البرنامج الحكومي وتارة أخرى إلى حكومة محاصصة للحقائب الوزارية. ووجهت انتقادات للتشكيلة الحكومية الجديدة طالت بعض الحقائب الوزارية وتعرضت وزارة الشباب والرياضة التي سيقودها الرياضي التونسي طارق ذياب إلى أكثر عدد من الانتقادات، كما تعرضت عملية تعيين رفيق عبد السلام صهر راشد الغنوشي لمنصب وزير الخارجية لهجمات عدة من قبل الأحزاب المعارضة في حين دافع بعض أعضاء المجلس التأسيسي المنتمين لحركة النهضة عن البيان الحكومي وعن اختياراتها التي راعت معظم التوازنات واستجابت لتطلعات وانتظارات الكثير من الطبقات والفئات الاجتماعية.

وفي باب الانتقادات الموجهة لبيان حكومة الجبالي، قال أحمد إبراهيم الأمين العام لحركة التجديد (الحزب الشيوعي سابقا) إنه كان ينتظر برنامجا متكاملا وإن ما قاله الجبالي يعد إعلانا عن النوايا دون التعرض للتوازنات المالية الضرورية ودون التطرق للاختيارات الكبرى وهل ستبقي الحكومة الجديدة على نفس منوال التنمية السابق وهل ستلعب الدورة نفس الدور الموكول لها على مستوى التشغيل وتمويل البرامج التنموية الكبرى وكيف سيكون دورها على مستوى الاستثمارات العمومية. وانتقد إبراهيم تواصل الرؤية الفوقية البيروقراطية في برنامج حكومة الجبالي وعدم لجوئها إلى اللامركزية لفض المشكلات المتراكمة على المستوى الجهوي. وقال إبراهيم إن ما أعلنه الجبالي لا يسمح لحزبه أن يتخذ موقفا واضحا معتبرا أن البيان لا يرقى إلى مستوى البرنامج الحكومي وتساءل كيف ستشغل الحكومة مئات الآلاف من العاطلين وكيف يمكنها تحقيق نسبة نمو خلال سنة 2012 قدرتها بـ5 في المائة.

واعتبرت مية الجريبي الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي أن بيان حكومة الجبالي لم يخرج عن باب النوايا والرسائل العامة التي تفتقد لإجراءات عملية وملموسة قابلة للتحقيق على حد تعبيرها. وأضافت الجريبي أن البيان الحكومي في حاجة أكيدة للتعديل الحقيقي من بينها ضرورة وضع جدول زمني محدد يمكن من تحقيق التنمية ويجد حلولا لمشكلة البطالة.

وانتقد رمضان الدغماني (تيار العريضة الشعبية) أعضاء حكومة الجبالي وقال إن التجربة تنقص معظمهم وإن الإدارة والجامعة التونسيتين مليئتان بالكفاءات وبالإمكان الالتجاء إلى علمهم ومعرفتهم. وطالب بتمكين العاطلين عن العمل من منحة للبطالة وتمكين التونسيين من الخدمات الصحية المجانية على أن يقع اقتطاع نسب من المرتبات تتماشى ودخل كل تونسي.

من جانبه عارض أحمد الخصخوصي (الأمين العام لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين) توجه حكومة الجبالي نحو الاعتماد على تشغيل التونسيين في بعض البلدان العربية المجاورة وقال إن هذا الحل هش ولا يمكن أن يكون حلا مجديا لحالة البطالة التي تمس شرائح كبيرة من الشباب التونسي.

وطالب الحبيب خضر (رئيس لجنة تنظيم السلط العمومية) بضرورة تطعيم التشكيلة الحكومية التي أعلنها الجبالي بوجوه أخرى ودافع عن تعيين رفيق عبد السلام صهر الغنوشي في منصب وزير الخارجية وقال أنه صاحب كفاءة تمكنه من النجاح في مهمته الجديدة وهو بالنتيجة ليس صهرا لأي من الرؤساء الثلاثة (رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية ورئيس المجلس التأسيسي). وقال مازحا أمام أعضاء المجلس، كان على المجلس أن يشترط على المرشحين للحكومة أن يكونوا عزابا حتى لا تكون لهم مصاهرة مع أي وجه من الوجوه السياسية.

أما أحمد نجيب الشابي زعيم الحزب الديمقراطي التقدمي فقد اعتبر أن حكومة الجبالي لها القدرة على إدارة الشأن العام في الوضع الحالي، إلا أن ذلك لا يجب أن يخفي المشكلات المتراكمة التي تقف أمام الحكومة الجديدة وقال إنها أمام تحديات وعليها أن تديرها بكل حنكة ودراية حتى لا تسقط في الاستسهال وتدير البلاد بالنوايا الحسنة.