واشنطن: لا ينبغي أن تعوق التفجيرات عمل لجنة المراقبين.. والعربي يضع اللمسات الأخيرة على البعثة

بن حلي: وفد مؤلف من 50 من المتخصصين العرب في جميع المجالات يصل إلى دمشق الاثنين

أهالي الدرباسية بالحسكة يناشدون العالم المساعدة في مظاهرات جمعة «بروتوكول الموت»، في صورة من «أوغاريت»
TT

أدانت الإدارة الأميركية، أمس، تفجيرات دمشق، معتبرة مع ذلك أنها لا ينبغي أن تعيق عمل بعثة المراقبين العرب التي تتقصى الحقائق بشأن قمع حركة الاحتجاج في سوريا.

وقال مارك تونر، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن «الولايات المتحدة تدين الاعتداءات بأقصى قوة»، حيث إنه «لا شيء على الإطلاق يبرر الإرهاب». وذكر تونر أن الإدارة الأميركية أدانت العنف في سوريا أيا كان مصدره وكذلك «الأشهر التسعة الطويلة التي مارس فيها نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد التعذيب والعنف لقمع تطلعات الشعب السوري إلى تغيير سياسي سلمي».

وغداة وصول طليعة المراقبين العرب بموجب اتفاق مع الجامعة العربية، رأت واشنطن أنه «من الضروري ألا تعيق التفجيرات عمل البعثة فائق الأهمية». وتابع تونر «نأمل أن تستمر هذه المهمة من دون عراقيل وسط أجواء من اللاعنف. وعلى النظام التعاون سريعا وبالكامل مع بعثة المراقبين».

إلى ذلك، التقى نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، أمس الجمعة، رئيس فريق بعثة مراقبي الجامعة العربية، حيث جمعهما حديث مطول حول مهمة الفريق وخلفيات الخطة العربية وتفاصيلها، وأعلن السفير أحمد بن حلي، نائب الأمين العام للجامعة العربية، أن بعثة مراقبي الجامعة العربية ستغادر إلى سوريا الاثنين المقبل برئاسة محمد أحمد مصطفى الدابي، سوداني الجنسية، وتضم أكثر من خمسين شخصا جميعهم من العرب ومتخصصين في كافة المجلات السياسية والحقوقية والعسكرية وحل الأزمات.

وقال بن حلي في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: «التقى الدكتور نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، أمس الجمعة، رئيس فريق بعثة مراقبي الجامعة العربية، وكان هناك حديث مطول عن مهمة الفريق وخلفيات الخطة العربية وتفاصيلها وما المهمة الموكلة للفريق»، وأضاف بن حلي أن العربي سيستكمل مع رئيس البعثة المباحثات اليوم السبت لبحث كافة التفاصيل حول دور البعثة في سوريا ومهامها، وأضاف بن حلي أن الأمين العام على اتصال دائم بمقدمة بعثة الجامعة العربية التي وصلت إلى سوريا، أمس، للاطلاع على تطورات الموقف هناك أولا بأول واللقاءات التي سيجريها وفد المقدمة مع المسؤولين السوريين والترتيبات التي قام بها فريق المقدمة من أجل استقبال البعثة التي ستتوجه إلى دمشق الاثنين المقبل.

وقال بن حلي إن الأمانة العامة للجامعة العربية شكلت غرفة عمليات برئاسة عدنان الخضير، الأمين العام المساعد للشؤون المالية والإدارية بالجامعة العربية، وعضوية عدد من كبار المسؤولين بالجامعة منهم السفير علي جاروش مدير الإدارة العربية، وعدد من العاملين بالجامعة من مختلف التخصصات لمتابعة مهام البعثة في سوريا أولا بأول.

وحول إمكانية السماح للإعلام بالدخول لسوريا لمتابعة الوضع، قال بن حلي إن الجامعة أرسلت مذكرة لجميع الصحف ووكالات الأنباء أوضحت فيها عنوان الجهة السورية التي يمكن التواصل معها وتقديم الطلبات إليها من أجل تسهيل دخول الإعلاميين والصحافيين لسوريا لمراقبة الوضع على الأرض.

من جهة أخرى، قال بن حلي إن العربي التقى خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أمس الجمعة، وذلك في إطار التنسيق والتشاور المستمر بين الأمين العام للجامعة العربية والقيادات الفلسطينية.

وقال بن حلي إن الحديث بين مشعل والعربي تطرق إلى تطورات الأوضاع في الساحة العربية، خاصة في فلسطين وسوريا والجهود العربية من أجل حل الأزمة السورية، موضحا أن «العربي أكد خلال الاجتماع أن الحل العربي هو الأساس والحاسم، وسنعمل بكل جهودنا من أجل مساعدة الإخوان في سوريا».

وقال بن حلي إن مشعل أطلع الأمين العام للجامعة العربية على كل جهود المصالحة الفلسطينية التي ترعاها مصر وأبلغه أنها قطعت شوطا إيجابيا، وهناك تفاؤل كبير في هذه الجولة من الحوار، لأن كل الجهود تصب في صالح تحقيق المصالحة، وقال بن حلي إن مشعل أطلع العربي أيضا على نتائج الاجتماعات التي تمخضت عن تشكيل لجنة عامة للانتخابات بتوافق جميع الفصائل الفلسطينية، حيث أصدر بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن مرسوما رئاسيا، كما أطلعه على نتائج اجتماع الإطار القيادي الفلسطيني المؤقت الذي اجتمع الخميس برئاسة أبو مازن، والذي شاركت فيه حركتا حماس والجهاد وكل الفصائل الفلسطينية والمستقلون، والتي سيكون دورها مناقشة القضايا السياسية في الفترة الانتقالية حتى تتم الانتخابات الفلسطينية المقررة في مايو (أيار) المقبل.

ووفقا لبن حلي، فإن مشعل أبلغ العربي بالموضوعات الخاصة بالأمور الداخلية بالضفة وغزة والمشاكل التي كانت عالقة، خاصة ملفات المعتقلين والمصالحة المجتمعية، وقال إن العربي أكد له أن الجامعة العربية دائما في تواصل مع القادة الفلسطينية وأن القضية الفلسطينية مهما كانت الظروف فهي على رأس أجندة الجامعة العربية.