اليمن: «مسيرة الحياة» الراجلة تستعد لدخول صنعاء رغم المضايقات الأمنية

مصدر رسمي لـ«الشرق الأوسط»: عودة المقاطعين للبرلمان تؤخر تقديم الحكومة لبرنامجها

رجال قبائل مسلحون خلال مظاهرة متجهة من تعز نحو العاصمة صنعاء أمس (أ.ب)
TT

يستعد أكثر من 20 شخصا من الرجال والنساء للدخول اليوم إلى العاصمة اليمنية صنعاء فيما أطلق عليها «مسيرة الحياة» والتي انطلقت، قبل بضعة أيام من محافظة تعز صوب صنعاء، هذا في وقت أجل فيه البرلمان اليمني جلسة انعقاده لمنحة الثقة للحكومة التي تتزعمها المعارضة.

وقالت مصادر في «مسيرة الحياة» لـ«الشرق الأوسط» إن الإجراءات الأمنية «المعقدة» أعاقت وصول القافلة البشرية إلى صنعاء مساء أمس، وإن توجيهات أصدرها وزير الداخلية الذي ينتمي للمعارضة قضت بتوفير الحماية الأمنية للمسيرة الحاشدة التي قرر القائمون عليها المبيت ليلة أمس، في منطقة بلاد الروس وبالقرب من مسقط رأس الرئيس علي عبد الله صالح، على تواصل، صباح اليوم، مسيرتها نحو العاصمة صنعاء، هذا في وقت توجهت جموع غفيرة من المعتصمين في «ساحة التغيير» بصنعاء لاستقبال «ثوار محافظة تعز» أثناء وصولهم إلى العاصمة.

وحظيت هذه المسيرة التي تعد الأولى من نوعها في اليمن، باهتمام جماهيري واسع النطاق، حيث استقبلتها ساحتا الاعتصام في محافظتي إب وذمار، وقامت العديد من القبائل التي تقطن على طريق صنعاء بتوفير الحماية لها، خاصة بعد أن تعرض عدد من المشاركين في المسيرة لإطلاق نار من قبل بعض المؤيدين للرئيس علي عبد الله صالح.

في هذه الأثناء، تواصلت الاحتجاجات المطالبة برحيل «بقايا» نظام الرئيس علي عبد الله صالح، حيث أحييت، أمس، الجمعة الـ45 للاحتجاجات التي اندلعت في فبراير (شباط) الماضي للمطالبة برحيل نظام صالح، وأطلق على احتجاجات الأمس تسمية «جمعة مسيرة الثورة»، وأكد خلالها المحتجون في شارع الستين بصنعاء، على «استمرار الثورة حتى تحقيق كافة أهدافها».

على صعيد آخر، كشف مصدر رسمي عن تأجيل موعد تقديم حكومة الوفاق الوطني لبرنامجها لمجلس النواب لإقراره، ونيل الثقة من البرلمان، والذي كان محددا اليوم السبت، بسبب تأخر الاتفاق بين الكتل البرلمانية لدعوة الأعضاء بشكل رسمي لعقد جلسات مجلس النواب المنتهية فترة شرعيته منذ أبريل (نيسان) الماضي.

وتوقع المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لـ«الشرق الأوسط» أن تقدم الحكومة الأسبوع الجاري برنامجها لكن لم يحدد موعدا لذلك. وأوضح المصدر أن تقديم البرنامج للبرلمان مرتبط بحل الإشكالية الخاصة بعودة أعضاء كتلة «برلمانيون من أجل التغيير» التي قاطعت جلسات البرلمان منذ أكثر من 12 شهرا، ولفت المصدر إلى أن «مشاورات تجريها الأطراف المعنية لدعوة البرلمان لعقد جلسات شرعية بناء على دعوة من هيئة رئاسته، بحسب اللائحة الداخلية للمجلس»، مؤكدا «استكمال الحكومة لبرنامجها خلال الفترة الانتقالية المحددة بعامين، مع تعديل بعض بنوده لتقديمها إلى مجلس النواب».

وأشار المصدر إلى أن رئيس الحكومة محمد سالم باسندوة سيلقى كلمة أمام البرلمان، بحضور وزراء حكومته التي تتقاسمها أحزاب اللقاء المشترك، وحزب المؤتمر الشعبي العام بموجب المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية التي تم التوقيع عليها في 23 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، موضحا أن «أعضاء البرلمان سيناقشون البرنامج لإقراره والتصويت على نيل الثقة للحكومة».

وحددت الآلية التنفيذية للمبادرة مدة عشرة أيام من بدء تقديم الحكومة اليمين الدستورية لتقديم برنامجها وفي حال لم يقر البرلمان البرنامج خلال 5 أيام يعتبر البرنامج مقرا بصورة نهائية. ويضم «تكتل التغيير» أعضاء من أحزاب المشترك التي ترأس الحكومة، إضافة إلى مستقلين، ونواب استقالوا من حزب المؤتمر الشعبي العام، الشريك في حكومة الوفاق، وكانوا قاطعوا منذ 12 شهرا جلسات البرلمان، بعد خلافات مع حزب المؤتمر الذي يحتفظ بالأغلبية في المجلس بـ183 عضوا، فيما تكتل التغيير 118 عضوا.

وانتهت فترة شرعية المجلس منذ 2009، وتم التمديد له عامين، عبر اتفاق سياسي توافقي في نفس العام، وانتهي التمديد في أبريل الماضي.

إلى ذلك تواصلت الاشتباكات العنيفة صباح أمس وسط مدينة زنجبار، بين جماعة «أنصار الشريعة» التابعة لتنظيم القاعدة ووحدات من الجيش المرابط في أطراف المدينة. وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الوسط»: «إن الجيش قصف مواقع للقاعدة داخل المدينة، أسفرت عن قتلى وجرحى في صفوف عناصرهم، كما استهدفت إحدى قذائفهم طقما مسلحا للقاعدة في منطقة باجدار، شمال المدينة، وأسفرت عن انفجار الطقم ومقتل خمسة أشخاص كانوا على متنه». وأشارت المصادر إلى أن قادة «القاعدة» أمروا أتباعهم بسحب الجثث من المنطقة ومعالجة الجرحى، وطلبت منهم الصمود حتى تصل تعزيزاتهم من الأفراد والأسلحة التي وصلت المدينة قادمة من محافظة شبوة القريبة من أبين.