نائب الرئيس اليمني يدعو للتهدئة.. وباسندوة يهدد بالاستقالة عقب أعمال عنف

غضب من وصف السفير الأميركي لمسيرة «الحياة» بأنها غير سلمية.. وأعضاء في اللجنة العسكرية يجمدون عضويتهم

محتجون يمنيون يلوحون بالخنجر التقليدي اليمني أثناء مسيرة تطالب بمحاكمة أركان نظام الرئيس صالح في صنعاء أمس (إ.ب.أ)
TT

دعا عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس اليمني أمس (الأحد) كل القوى السياسية في البلاد إلى تجنب تصعيد التوترات، بعد يوم من مقتل 14 شخصا في أعمال عنف بصنعاء. كما أدت تصريحات للسفير الأميركي في صنعاء وصف فيها المسيرة التي قتل فيها عدد من المحتجين بأنها «غير سلمية وتهدف إلى الفوضى»، إلى موجة غضب في الأوساط الشبابية. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» أن نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي «أكد على ضرورة التزام جميع الأحزاب والقوى السياسية بالتهدئة والتزام قواعدها بعدم التصعيد أو أي نشاطات وأعمال قد تتعارض وسير التهدئة وترجمة التسوية السياسية التاريخية وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2014 الذي ارتكز على بنود المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة». وأضافت أن نائب رئيس الجمهورية «أشار إلى أن الشعب اليمني قد عانى أشد المعاناة وتجرع مرارة الألم منذ نشوب هذه الأزمة بداية العام الحالي.. داعيا الجميع إلى مراعاة حقوق الشعب في الحياة الكريمة وتوفير متطلباتها الحياتية بصورة كاملة». وكانت مصادر حكومية يمنية مطلعة قد أكدت في وقت سابق أن رئيس حكومة الوفاق الوطني محمد سالم باسندوة تعهد بتقديم استقالته من رئاسة الحكومة في حال لم يتم الكشف عن هوية منفذي عملية قتل وإصابة العشرات من المتظاهرين في مسيرة أمس في صنعاء وتقديمهم للمحاكمة خلال سقف زمني لا يتجاوز الـ48 ساعة. ونقل عن مصادر مقربة من رئيس الوزراء القول إن باسندوة أبلغ نائب الرئيس بذلك في اتصال هاتفي أجراه معه عقب تعرض المسيرة لاعتداء مسلح على مشارف العاصمة صنعاء، وإن الأخير طلب من باسندوة ضبط النفس وعدم التسرع باتخاذ أي موقف من شأنه إحداث انهيار الأجواء. وكانت مصادر أمنية قد قالت إن وزير الداخلية عبد القادر قحطان قدم استقالته إلى باسندوة احتجاجا على طريقة إدارة قوات الجيش والأمن لمواجهة المشاركين في المسيرة، إلا أن باسندوة طالبه بإرجاء استقالته حتى تتضح الصورة وإلا سيقدمان استقالتهما معا إلى هادي.

وكان السفير الأميركي في صنعاء جيرالد فاير ستاين قد وصف مسيرة المحتجين من تعز إلى صنعاء بأنها «غير سلمية وتهدف إلى الفوضى» مما أثار ردود فعل غاضبة في ساحات الحرية والتغيير التي تستعد لتنفيذ مسيرات احتجاجية ضد تصريحات سفير أميركا، كما أنشأ ناشطون على «فيس بوك» صفحة خاصة بحملة «ارحل» للسفير الأميركي لدى اليمن مطالبين باعتذاره أو رحيله.

وعلى الصعيد ذاته، شهدت العاصمة اليمنية صنعاء وعدد من عواصم المحافظات، أمس، مظاهرات كبرى للتنديد بقمع قوات الأمن في صنعاء لـ«مسيرة الحياة» التي وصلت، أمس، من تعز بعد عدة أيام سيرا على الأقدام، في وقت تستمر فيه المداولات في مجلس النواب اليمني (البرلمان) بشأن برنامج حكومة الوفاق الوطني.

وخرجت المظاهرات الحاشدة في مدن يمنية عدة بعد مقتل 13 متظاهرا بإطلاق الرصاص الحي على «مسيرة الحياة» التي وصلت إلى صنعاء وهي ترفع شعارات ترفض الحصانة التي منحتها المبادرة الخليجية للرئيس علي عبد الله صالح من الملاحقة القضائية.

وخلقت «مسيرة الحياة» ردود فعل متباينة في الساحة اليمنية ومع الأطراف التي رعت المبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن، حيث دارت مباحثات يمنية - أميركية، أمس، فقد التقى نائب الرئيس الفريق عبد ربه منصور هادي بالسفير الأميركي في صنعاء، جيرالد فاير ستاين، وبحثا التطورات الأمنية التي وقعت، أول من أمس، وخلال اللقاء أكد هادي على «ضرورة التزام جميع الأحزاب والقوى السياسية بالتهدئة والتزام قواعدها بعدم التصعيد أو أي نشاطات وأعمال قد تتعارض وسير التهدئة وترجمة التسوية السياسية التاريخية وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2014 الذي ارتكز على بنود المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة».

أما السفير الأميركي فقد جدد «حرص الولايات المتحدة الأميركية والمجتمع الدولي على إخراج اليمن من الأزمة بصورة آمنة وبما يحفظ له أمنه وسيادته واستقراره والتعاون الكامل في كل ما يصب في مصلحة الشعب اليمني وإخراجه من أزمته الراهنة»، وأشار إلى أن «واشنطن تتابع عن كثب سير عملية التسوية السياسية في اليمن، وأنها تعمل من أجل أمن واستقرار اليمن ووحدته».